الكوابيس الليلية ربما تكون جرس انذار من مرض خطير

وفق دراسة حديثة، الأشخاص الأكبر سنا ممن عانوا من تكرار الكوابيس كانوا أكثر عرضة للإصابة بباركنسون بمقدار الضعف.
يمكن فحص كبار السن للكشف عن باركنسون من خلال سؤالهم عن محتوى أحلامهم

واشنطن – تنبه دراسة حديثة الى ان الكوابيس الليلية، خاصة لدى كبار السن، قد لا تكون مجرد عارض ليوم صعب بل تنبيها على بداية زحف مرض باركنسون.

ووجدت الدراسة التي نشرتها مجلة "إي كلينكل ميدسن"  ان الأشخاص الأكبر سنا الذين عانوا من كوابيس متكررة كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض وبمقدار الضعف.

ولطالما ارتبطت الأحلام المؤلمة بالمرض العصبي خاصة لدى الرجال، لكن هذه المرة الأولى لتي تحققت فيه دراسة من كون الكوابيس الليلية تعد تحذيرا من مرض  باركنسون.

والباركنسون أو "الشلل الرعاشي" هو اضطراب تدريجي في الجهاز العصبي، حيث يؤثر على الحركة وغير قابل للشفاء حاليا. وتبدأ الأعراض تدريجيا -وأحيانا- برعشة بالكاد يمكن ملاحظتها في يد واحدة. وقد يسبب الاضطراب أيضا تيبسا أو تباطؤا في الحركة.

وتتبع العلماء صحة 3818 من الرجال الأكبر سنا لمدة 12 عاما، وحدثت معظم التشخيصات خلال السنوات الخمس الأولى من الدراسة.

وتشير النتائج إلى أنه يمكن فحص كبار السن للكشف عن مرض باركنسون من خلال سؤالهم عن محتوى أحلامهم. ويمكن بعد ذلك التدخل المبكر للمساعدة في وقف الظهور المحتمل للأعراض الجسدية، مثل الهزات والتصلب والبطء.

ويعد التشخيص المبكر أحد أكبر التحديات فيما يخص مرض باركنسون، إذ في الوقت الذي يتم فيه تشخيص المرض، يكون أغلب المرضى قد فقدوا بالفعل ما بين 60 إلى 80 في المئة من الخلايا العصبية التي تطلق الدوبامين في جزء من جذع الدماغ.

من المفيد حقا تشخيص مرض باركنسون مبكرا

وقال المشرف على الدراسة أبيدمي أوتايكو "رغم أنه قد يكون من المفيد حقا تشخيص مرض باركنسون مبكرا، فإن هناك عددا قليلا من مؤشرات الخطر، والكثير منها يتطلب اختبارات سريرية باهظة التكاليف".

وأضاف طبيب الأعصاب من جامعة برمنغهام "تحديد أهمية الأحلام المزعجة والكوابيس قد يشير إلى أن الأفراد الذين يعانون من تغيرات في أحلامهم في سن الشيخوخة -من دون أي سبب واضح- يجب عليهم طلب المشورة الطبية"، وفق ما أورده موقع صحيفة "نيويورك بوست".

 من جهتها قالت الدكتورة كاثرين فليتشر، "نعلم أن العديد من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون يعانون من مشاكل النوم بالليل".

وأضافت الدكتورة البريطانية "تقدم هذه الدراسة الجديدة دليلًا إضافيًا على أن التغييرات التي تطرأ على النوم قد تكون علامة مبكرة على داء الباركنسون، وفي هذه الحالة تربط الأحلام السيئة بزيادة خطر إصابة الأشخاص بهذا المرض".