الكويتيون يستبقون أول أيام رمضان بيوم القْرِيش ْ

الشطي: أهل الكويت يحرصون على عمل الخير قبل قدوم الشهر وطوال أيامه ولياليه

يتفرّد شهر رمضان بطابع خاص في العالمين العربي والإسلامي، ويتميز كل بلد عربي ومسلم بعادات وتقاليد رمضانية يتوارثها عبر الزمان.

وينشط الكويتيون في أعمال تهدف للحفاظ على الموروث الثقافي لبلادهم وفي مقدمته المظاهر التراثية الرمضانية، التراث الرمضاني وكل ما يرتبط بهذا الشهر الفضيل من عمل إنساني وذلك وفقا للمركز الكويتي لتوثيق العمل الإنساني، ويقوم باحثون كويتيون على توثيق ذلك التراث ليبقى حياً في عيون الأجيال، فيما تحرص العائلات الكويتية على إحياء الكثير من الموروث الشعبي الرمضاني الكويتي قبل حلول شهر الصوم وطوال أيامه ولياليه.

ومن تلك العادات الرمضانية التراثية في الكويت "يوم القْرِيش"، وهو من المناسبات الرمضانية الكبيرة لدى الكويتيين، ويتم الاحتفال به في اليوم الأخير من شهر شعبان، أي قبل حلول شهر رمضان بيوم واحد.

ويقول الدكتور خالد يوسف الشطي، مدير مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني، إن أهل البيت يجتمعون في "يوم القْرِيش" لأكل وجبة الفطور صباحاً، توديعاً لشهر شعبان وأيام الفطر، وابتهاجا بقدوم شهر رمضان المبارك.

ويشير الشطي في كتابه "الأعمال الخيرية الكويتية قديما في المناسبات الموسمية"، إلى أن " القْرِيش" يعني السخاء، حيث "يكركش" الإنسان أي يسمع صوت النقود، حيث يقوم أهل البيت بشراء كل ما لذّ وطاب من أنواع الفواكه والحلويات للأطفال، وأن النساء قديماً كُنّ يقمن بجمع الملابس في هذا اليوم وأخذها إلى البحر لغسلها استعداداً لشهر رمضان، لأن النساء يكُنّ مشغولات بالصيام في نهار رمضان.

ولفت إلى أن السفرة والحِصْران كانت تؤخذ إلى البحر، لغسلها وفركها بالرمل، وتضع النساء الحنا، ويتم تبخير الغرف، وكنس المنزل، وتحضير الأواني الخاصة بأكل رمضان، فيما تقوم فرقة نسائية بالطواف على منازل الشيوخ والتجار وهُنَّ يغنين أغنية القْرِيش ويحصلن على القمح، وكلمات الأغنية:

أمس الضحى مَرْنا المحبوب

 ليلة سعد يوم لاقاني

قلنا وِشْ عنّاك

 قال عليك يا شُوق وَلْهان

القريش عندكم مذكور

 يعنّي له الضّيْف والْعانِ

وبحسب الدكتور خالد يوسف الشطي، فإن أهل الكويت يفرحون بقدوم شهر رمضان، ويستقبلونه بالتهليل والزغاريد، ويذهب الأطفال عصراً لرؤية المدفع، فيما كانت تحرص العائلات على عمل الخير قبل قدوم الشهر وخلال أيامه ولياليه، حيث يقومون بتقديم المساعدة للأسر المحتاجة والمتعففة قبل دخول شهر رمضان، وهي عادة توارثها الكويتيون حتى اليوم فيقومون بتقديم المساعدات للمحتاجين داخل الكويت وخارجه حتى اليوم من خلال المؤسسات والجمعيات والأعمال الفردية التي يرعى الكثير منها مكاتب بيت الزكاة الكويتي المنتشرة في الكثير من بلاد العالم.