مجلة الموروث الإماراتية تُسلط الضوء على تراث الشرق الثقافي

صدر في الإمارات العربية المتحدة أخيراً، العدد 33 من مجلة الموروث الفصلية المحكمة المعنية بالتراث، والتي تصدر عن معهد الشارقة للتراث.

وقد احتوى العدد على مجموعة من الموضوعات التي تدور في فلك التراث، التي تناولها الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس التحرير بالنقاش في مقاله الافتتاحي الذي تصدر صفحات المجلة، حيث أشار إلى أن هذا العدد يستعرض على صفحاته عدد من الدراسات والمقاربات النقدية التي تسهم في تدارس أوجه التراث الثقافي للكشف عن مضامينه وملامحة مما يعين على توثيقة وصونه، والتي كتبها عدد من الباحثين العرب والإماراتيين.

ونطالع على صفحات العدد: مشاركة لرؤى قدّاح حول "تراث الشرق الثقافي في عيون برتغالية"، حيث تستعرض كتاب "رحلة بالغة الأهمية" للرحّالة البرتغالي "دوارتي باربوزا"، وتقدم قراءة متأملة للرحلة مستجلية بوعي ثقافي ورؤية نقدية مكانتها بين الوثائق الاثنوجرافية الاستشراقية، وما اضافته إليها وانمازت به عنها، وهو أمـر مـا كان ليتحقق لولا عناية صاحـب السـمو الشـيخ الدكتور سـلطان بـن محمد القاسـمي، الذي أتاح لهذه الوثيقة الظهور مُتلبثاً كعادته عند كل ما هو غني ونافع من أثر يمكن أن ينصف تراثنا.

الحوش العربي

ونقرأ ايضاً: دراسة حول "الحوش العربي "بين سكون الكتلة وحركية الفراغ: قراءة في نماذج من الفنية المساكن التقليدية التونسية"، لزينب قندوز غربال التي ربطت بين فضاءات البناء السكني وأبعاده الدلالية، متوقفة عند حيز الفناء الداخلي للمسكن التقليدي التونسي، كاشفة عبر بحثها التحليلي عن قيمة التوازن الهندسي بين الحيز المحدود وفضاء الفراغ.

وتكتب لنا لطيفة الحمادي "سيمائية الرحلة في لامية الماجدي بن ظاهر" حيث تأخذنا في رحلة إلى عوالم الشاعر الرائد الماجدي بن ظاهر، ساعية إلى قراءة لاميته مستعينة بالمنهج السيميائي ومقولاته في استبطان بنية النص وعلاماته الرمزية المتجلية في الجمع بين رحلة مادية واخرى معنوية.

ونبقى مع دراسات العدد، حيث نطالع دراسة للباحث عبد الرحمن غانمي بعنوان:" الزاوية البصرية بالمغرب التاريخ والموروث الثقافي"، حيث يتوقف بنا الباحث عند تاريخ هذه الزاوية وامتداداتها ومرجعياتها الدينية وادوارها في تاريخ المغرب وطنياً وتربوياً.

ونقرأ لأسعد عبد الرحمن عوض الله دراسة بعنوان: "الجهود الريادية العربية في مجال دراسات التراث الشعبي: أحمد عبد الرحيم نصر وسيد حامد حريز أنموذجا"، ويأتي الباحث بمقارنة منهجيته لتتبع الجهود المبذولة في صون التراث وتوثيقه، مركزاً على جهود كل من الدكتور أحمد عبد الرحيم نصر وسيد حامد حريز في هذا المجال.

ويقدم لنا الباحث علي مهنا مزعل دراسة عن: "مجلة التراث الشعبي العراقية "(١٩٦٩-١٩٦٣م) الإصدار الأهلي (دراسة وفهرس)، ويكشف لنا عن تاريخ أول دورية عربية متخصصة في التراث الشعبي، التي يرجع تاريخ ولادتها إلى عام ١٩٦٣.

هيشك بيشك

ونقرأ للباحث ابراهيم صبحي دراسة في التراث العثماني لدى العرب: "هز المهد: هيشك بيشك"، حيث تتناول الدراسة طقسا احتفاليا من التراث العربي اشتمل على عدد من العناصر التراثية من أزياء وأدوات واغطية رؤوس ومهود خشبية تحمل المواليد الجدد في فضاءات القصر السلطاني بإسطنبول، وهي تقاليد استمر جانب منها حتى وقت قريب في بعض مجتمعاتنا العربية.

وتستعرض لنا لباحثة فاطمة بالغيث معتوق، جانباً من أساليب الفن التشكيلي في إطار علاقته بالترحال والحركة، ضمن فضاء التراث ومواقعه الثريّة بتونس، والأساليب التي أكسبته ميزة الفن الحركي الذي أسهم في تطوّر عملية الإدراك لدى المتلقي، والإنتقال به إلى فضاءات التراث المُلهم، وذلك من خلال استعراضها لتجربة الفنان التونسي محمد سامي بشير.

وفي قسم المقالات: يتوقف بنا محمد ناسمي، عند "طقس عاشوراء في المغرب: الأصول والامتدادات"، متناولاً طقس عاشوراء كما يعرفه المغاربة، وما يترتب عليه من طقوس وعادات وتقاليد خاصة به.

وفي قسم المقالات نقرأ أيضا لرانيا العنزي:" التراث الثقافي ببني عمير مهرجان ألف فرس وفرس نموذجًا" بوصفه ممارسة تقليدية عرفت بها منطقة بني هلال-خنيفرة.

وفي العدد أيضاً: نقرأ لسعيد بوعيطة قراءة في كتاب: "الأسواق العريقة بمراكش. الذاكرة والمستقبل" لإبراهيم صفاء الفيلالي، يعرض فيه لأهم الأسواق الموجودة كسوق العطارين والدباغين والقصابين والسمارين، مناقشاً في النهاية مستقبل هذا التراث في خضم التحولات التي يشهدها عالم اليوم.

ويستعرض لنا الباحث هشام عدرة كتاب :"من الأدب الشعبي في ريف اللاذقية السورية"  للباحث حيدر محمد نعيسة، حيث يُسلط الضوء على أوجه التراث الثقافي غير المادي من حكايات ولهجات وأغاني شعبية، وتنوع البيئة من جبال ووديان وشواطئ اسهمت في إثراء هوية المنطقة ومنحتها خصوصيتها.

يذكر أن مجلة "الموروث "هي مجلة فصلية تعني بالموروث الثقافي وتصدر عن معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس المعهد، ومدير التحرير الدكتور صالح هويدي، وتضم الهيئة الاستشارية للمجلة الدكاترة: حمد بن صراي، وخزعل الماجدي، وسعيد يقطين، وضياء الكعبي، وعبد الحميد بورايو، ومحمد الجويلي، ومحمد حسن عبد الحافظ، فيما تضم هيئة التحرير الدكاترة: راشد المزروعي - عبد الله المغني، عبدالله يتيم - مبروك بوطقوقة - فيما تتولى لطيفة المطر وشي السكرتارية التنفيذية، والتصميم والإخراج لمنير حمود، والتدقيق اللغوي لبسام الحفل.