'البيان' تسرد الملاحم التاريخية

المجلة الصادرة عن رابطة الأدباء تضيء في عددها الجديد على تجربة ثريا البقصمي مع فن الحفر العربي.

صدر في الكويت العدد رقم 660 لشهر يوليو/تموز 2025 من مجلة "البيان" الثقافية الشهرية التي تُصدرها رابطة الأدباء الكويتيين، ويرأس تحريرها حميدي حمود المطيري، وتتولى سكرتارية التحرير أفراح فهد الهندال.

تصدر صفحات العدد مقال افتتاحي بعنوان: "في ختام الموسم.. تأملات محبة وامتنان"، أكدت فيه هيئة التحرير على أن الموسم الثقافي السابق شهد تجديدًا في الشكل والمضمون، مع التركيز على تنوع المحتوى ومواكبة الأسئلة المعاصرة. وقالت الهيئة في بيان ختامي "سعينا إلى جعل المجلة مرآةً نابضةً للمشهد الثقافي، وأداةً حيويةً لفهمه والمشاركة فيه". 

وأشار المقال الافتتاحي لـ"البيان" إلى تلقيها رسائل دعم من أبرز الأدباء والمثقفين الكويتيين، الذين أشادوا بعودة المجلة إلى "وهج بداياتها"، ومن بينهم: د. خليفة الوقيان، د. سليمان الشطي، د. نجمة إدريس، والروائي عبدالعزيز السريع الذي وصف المجلة بأنها "استعادت ملامحها الأصلية بتنوع المحتوى وجماله". كما نوهت بالدعم المادي والمعنوي من الشيخة باسمة المبارك الصباح والشيخة أفراح المبارك الصباح. 

وتحدث المقال الافتتاحي إلى التحديات المالية لرابطة الأدباء، والتي دفعت إلى تبني حلول مبتكرة، مثل "ضغط المساحات الطباعية وزيادة المواد مع الحفاظ على الجودة"، مشيرة إلى أن بعض القراء لاحظوا قلة الصفحات، لكن ذلك جاء نتيجة "تحسين الاستفادة من الحيز الطباعي بتصغير الخطوط وتقليل المساحات البيضاء". 

وكشف المقال الافتتاحي عن تنوع المواد المنشورة، التي شملت حوارات مع أدباء معمرين، ونقاشات نقدية، وإبراز تجارب فنية تشكيلية وسينمائية، بالإضافة إلى متابعة فعاليات رابطة الأدباء. وذكرت الهيئة "حرصنا على تسليط الضوء على المبادرات غير التقليدية، من المقالات إلى القصائد والصورة، بحثًا عن كلٍّ يتجاوز المألوف".

وأكدت هيئة تحرير "البيان" في المقال الافتتاحي على أن "الثقافة لا تتوقف"، معربة عن امتنانها للتفاعل الواسع، وداعية إلى مواصلة الحوار "بقلوب مفتوحة". وقالت "رسالة التجديد حملها من سبقونا، ونحن نكمل المسير بذات الحماس، لأن الثقافة تُبنى بالتشارك". 

موضوعات متنوّعة

وفي موضوعات العدد: حاورت المجلة الكاتب القدير هيثم بودي حول "سرد الملاحم التاريخية وحفظ الهوية"، فيما يحاور محيي جرمة، الروائي محمد سمير ندا، الذي أكد في حواره على أنه "قارئ يهوى الكتابة".

وعلى صفحات العدد أيضا: يحاور هشام أزكيض مراد القادري الذي كشف عن أن "الزاوية ومقهى الوالد كانا الملاذ الاستعاري الأول لاكتشاف ذاته".

وتوقفت المجلة عند تجربة صلاح الساير.. شاعر الوطن.. الذي ودعته الكويت مؤخراً، ولم يفت المجلة أن تُنعي "عم احمد" الذي عمل لسنوات في خدمة روّاد رابطة الأدباء الكويتيين.

ونشرت المجلة قصيدة للشاعر وليد القلاف التي حملت عنوان "هوى الخليج"، كما نشرت قصة لحمد الحمد بعنوان "جلست في الحديقة"، وقصة بعنوان "المصعد" لعبدالله الدحيلان.

دراسات أدبية

وعلى صفحات الدراسات الأدبية، نقرأ بالمجلة دراسة للدكتور فايز الداية حملت عنوان "دراما أحمد مشاري العدواني ورسائل على الطريق". كما استعرض د. فهد توفيق الهندال: "أثر البيئة في مذكرات بحار للشاعر محمد الفايز".

 وفي مجال النقد، كتبت شيخة العسعوسي: عن "سيمياء العنوان في رواية 'الخط الأبيض من الليل'". وشاركت  تسنيم الحبيب بمقال جاء بعنوان "طائرة درون تضيء فوق رأسي". ونقرأ د.عذاب الركابي: مشاركة حملت عنوان "حداء الصفيح.. القصة - القصيدة". وتناول عبدالفتاح شهيد موضوع "الكتابة النقدية في مواجهة الغياب".

وفي زاوية "رؤى" استعرض حجاج سلامة تجربة الفنانة القديرة ثريا البقصمي مع فن الحفر العربي، وكتب ناصر الدوسري "في حضرة الكتب التفاعلية وسحرها". وعلى الصفحة الأخيرة تحدثت المجلة عن "سيد مساعد الرفاعي: بين العزلة ورسالة المعرفة". 

يُذكر أن العدد الأول من المجلة صدر في شهر أبريل/نيسان عام 1966 فيما تأسست رابطة الأدباء الكويتيين - التي تصدر عنها المجلة – عام 1964، وتواصل مجلة "البيان" صدورها للعقد السادس على التوالي مقدمة إسهامات لافتة في إثراء المشهد الثقافي الكويتي والخليجي والعربي وتستقطب المجلة نخبة من الأقلام العربية المتخصصة في شتى مجالات الثقافة والمعرفة.