المجلس السيادي في السودان يأمر بغلق الحدود مع ليبيا

قوات الدعم السريع اعتقلت 138 أفريقيا شخصا من بينهم عشرات السودانيين الذين كانوا يحاولون دخول ليبيا بشكل غير شرعي.

الخرطوم - قرر المجلس السيادي في السودان، الخميس، إغلاق الحدود "فورا" مع دولتي ليبيا وإفريقيا الوسطى، لمنع تهريب السلع الاستراتيجية.
وجاء القرار خلال اجتماع عقده أعضاء المجلس، مع حكومة ولاية جنوب دارفور غربي السودان، حسب بيان صادر عن المجلس السيادي.

ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن عضو المجلس والناطق الرسمي محمد الفكي سليمان عقب اجتماع المجلس  بمدينة نيالا، أن الاجتماع وجه بقفل الحدود مع ليبيا وأفريقيا الوسطى لأسباب أمنية عديدة ومنع تهريب العربات.

وأوضح سليمان أن العربات الموجودة الآن تبلغ حوالي مائة عربة، مشيرا إلى أنها تمثل خصما على دخل البلاد من الجمارك وعلى الوقود في ظل وجود شح في النقد الأجنبي وغيره ".

ويعاني السودان من أزمات معيشية مستمرة، تمثلت في شح السلع الاستراتيجية وارتفاع أسعار صرف الجنيه السوداني أمام الدولار، وندرة في السيولة بالأسواق السودانية وهي الأسباب الرئيسية التي ساهمت في اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

وأكد الناطق الرسمي باسم المجلس السيادي أن الاجتماع وجه بمعالجة وضعيات العربات الموجودة وقفل الحدود ومنع دخول أي عربات أخرى".

 وأمس الأربعاء، أعلنت قوات الدعم السريع في البلاد اعتقالها 138 أفريقيا بينهم عشرات السودانيين بينما كانوا يحاولون دخول ليبيا "بشكل غير شرعي".

وأصدرت هذه القوات شبه العسكرية بيانا أوضحت فيه أن مهاجرين سودانيين وتشاديين وأثيوبيين اعتقلوا في الصحراء عند نقطة التقاء الحدود بين السودان وتشاد وليبيا.

وجاء في البيان "في 19 أيلول/سبتمبر تم ضبط 138 من المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مختلفة في منطقة المثلث كانوا يريدون عبور الحدود إلى ليبيا، كما تم ضبط ست سيارات كان يستخدمها المهربون".
كما أشار البيان إلى أنه تم القبض على 13 مهربا بينهم 5 ليبيين و8 سودانيين، ممن ينشطون في التهريب والاتجار بالبشر.

وفي صحراء أم درمان، شيد خيام استخدمت كعيادات طبية ونفسية لعلاج المهاجرين الذين تم توقيفهم، تحت إشراف قوات الدعم السريع التي طوقت سيارات رباعية الدفع تابعة لها المكان لمنع تحرك سيارات أخرى تابعة للمهربين المقبوض عليهم.
ورغم ارتفاع درجة حرارة الشمس، تدافع المهاجرون على وسائل الإعلام التي احتشدت في المكان القاحل للتحدث عن معاناتهم وعن التعذيب الذي تعرضوا له.

وتم خلال السنوات القليلة الماضية نشر عناصر من قوات الدعم السريع على طول الحدود مع ليبيا لمنع عبور المهاجرين خلسة.

والمعروف أن السودان يعتبر ممرا للمهاجرين إلى ليبيا في شكل خاص أو إلى مصر وبعدها إلى أوروبا، حيث تجري محاولات العبور على متن زوارق متهالكة غالبا ما لا تتحمل رحلات من هذا النوع فتغرق وتودي بكثيرين.

ويكافح السودان ظاهرة الاتجار بالبشر، التي تضاعفت معدلاتها في السنوات الأخيرة، على حدوده الشرقية مع إثيوبيا وإريتريا، وكذلك حدوده الشمالية الغربية مع ليبيا التي تعاني من فوضى أمنية بسبب انتشار السلاح بين الميليشيات.

وفي ذات السياق التقت وزيرة خارجية السودان مع الممثل الخاص للأمين العام  للأمم المتحدة بليبيا تطورات الأزمة الليبية في نيويورك .
وقالت "سونا" إن أسماء عبدالله بحثت الأربعاء مع غسان سلامة آخر تطورات الأوضاع في ليبيا ودور دول الجوار في حل الأزمة الليبية على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت في نيويورك.