المركز الإسلامي في هامبورغ ذراع طهران في أوروبا

إيران تستعمل مركز إي زد إتش في ألمانيا كذراع أطول للنظام في طهران وتستثمر على نطاق أوسع في أنشطة تجسس ونشر تطرف، ويصل الأمر إلى تهديد واستهداف المعارضين الإيرانيين في الخارج.
الاستخبارات الألمانية تشكف أن مركز إي زد إتش يلتزم بتعليمات إيران
مدير مركز إي زد إتش يرتبط مباشرة بخامنئي وعلى صلة وثيقة بحزب الله
السلطات الألمانية تصنف مركز إي زد إتش الموالي لإيران على أنه متطرف

هامبورغ (ألمانيا) - ذكرت سلطات حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية هامبورغ الألمانية أن وثائق جديدة أثبتت أن المركز الإسلامي في هامبورج 'إي.زد.إتش' هو بمثابة مكتب خارجي لطهران في أوروبا.

وقال المتحدث باسم المكتب الإقليمي لهيئة حماية الدستور في هامبورغ ماركو هاسه اليوم الجمعة، إن "الوثائق الإيرانية المتاحة حاليا لدى هيئة حماية الدستور تبين التزام مدير المركز، محمد هادي مفاتح بتعليمات النظام الإيراني"، موضحا أن "إدعاء المركز بأنه مؤسسة دينية بحتة مستقلة عن إيران يعتبر لذلك غير جدير بالتصديق".

وتصنف السلطات الألمانية المركز على أنه متطرف. ويدير المركز 'المسجد الأزرق' المطل على نهر ألستر في هامبورغ. ويُجرى إدراج المركز منذ سنوات في تقرير هيئة حماية الدستور لأن مساعيه الإسلامية، ووفقا للسلطات، موجهة ضد النظام الأساسي الديمقراطي الحر.

وذكر هاسه أن الوثائق "أكدت على نحو شبه رسمي أن مفاتح يعتبر نائبا رسميا لخليفة الخميني، آية الله خامنئي". كما يرى مكتب حماية الدستور أدلة على أن "مفاتح مرتبط مباشرة بمكتب قائد الثورة". بالإضافة إلى ذلك تم العثور على أدلة على وجود صلات بين المركز وحزب الله اللبناني المصنف على أنه منظمة "إرهابية".

وتستغل إيران مركز 'إي.زد.إتش'  لتمرير سياستها الناعمة وترسيخها خارجيا، كما تستعمله في ألمانيا كذراع أطول للنظام في طهران، ويستثمر على نطاق أوسع في أنشطة تجسس ونشر تطرف، ويصل الأمر إلى تهديد واستهداف المعارضين الإيرانيين في الخارج.

واستدعت كل هذه الدوافع الإيرانية تحركا ألمانيا لحظر المركز نهائيا لما يشكله من تهديدات حقيقية للأمن ووحدة المجتمع الألماني خاصة وأن لإيران سجل في تنفيذ عمليات إرهابية عبر تحريك أذرعها.

وخلال السنوات الماضية استطاعت طهران تكوين شبكة واسعة ومعقدة على الأراضي الألمانية، تمتد أنشطتها لدول أوروبية أخرى، وتخضع إداريا وتنظيميا للمركز الإسلامي في مدينة هامبورغ.

وفي مؤشر أخطر بات التعاون وثيقا بين الاستخبارات والبعثات الدبلوماسية الإيرانية في أوروبا من جهة، والمساجد والجمعيات التي تتبع إيران والموالية لها بشكل أو بآخر من جهة أخرى.

ويراهن النظام الإيراني على الساحة الأوروبية لفك عزلته وتوسيع نفوذه خصوصا وأن أنشطته تواجه صدا كبير في منطقة الشرق الأوسط من قبل الدول الغربية والخليجية.

ويبدو التمدد في أوروبا أمرا صعبا ويواجه عقبات كبيرة، فالدول الأوروبية باعتبارها عانت كثيرا من الاعتداءات الإرهابية، متوجسة أصلا من الأنشطة المشبوهة التي لها علاقة بالإرهاب.

وتستغل طهران نقطة دعم الأنظمة الأوروبية للجمعيات الثقافية وحرية المعتقد، وبالتالي هي تلعب على هذه الثغرة لتمويل المراكز والجمعيات التابعة لها.

ويُعرف عن ألمانيا تساهلها مع تنظيمات الإسلام السياسي، لأنها، وعلى عكس العديد من الدول الأوروبية، لا تفرض أي قيود ومعايير مانعة ومراقبة لأشكال التمويل والتواصل بين مختلف المؤسسات الدينية والجماعات والجهات السياسية، الأمر الذي يسمح بممارسة نشاطات سياسية ودعائية.

لكن في السنوات الأخيرة بدأت هذه السياسة تتغير شيئا فشيئا، فصارت هناك حملات على مراكز مرتبطة بحزب الله، بعد أن صنفته بشقيه السياسي والعسكري منظمة إرهابية.