الميلشيات العراقية تشكك في اتفاق انسحاب القوات الأميركية

"المقاومة الإسلامية" في العراق تتّهم الولايات المتحدة بالتسويف لكسب الوقت، مشترطة خروجا كاملا للقوات الأجنبية من البلاد.

بغداد - شكّكت الميليشات العراقية الموالية لإيران في الاتفاق المبرم بين بغداد وواشنطن بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، من البلاد، فيما يبدو أن هذه الفصائل تستعجل رحيل كافة القوات الأجنبية وهو الهدف الذي تسعى طهران إلى تحقيقه من أجل إخلاء الساحة العراقية من أي جهات دولية تحول دون مزيد تعزيز نفوذها في العراق.

واعتبرت الهيئة التنسيقية لـ"المقاومة الإسلامية" في العراق، التي تضم الفصائل الشيعية الموالية لإيران، في بيان نشرته وكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية إن "الولايات المتحدة غير صادقة في سحب قواتها من العراق".

وأوضحت أن "خروج كافة القوات الأجنبية من العراق بما فيها الأميركية من أهم الأهداف التي وضعتها الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية نصب أعينها، وبذل رجالها التضحيات والأنفس فداء وقربانا لسيادة دولتنا وكرامة شعبنا". 

واتهمت الولايات المتحدة بـ"التسويف" لكسب الوقت، بينما رحّبت بالجهود التي بذلتها الحكومة العراقية لإنهاء الوجود الأميركي في البلاد.

وطالبت الهيئة بإضافة ثلاث نقاط إلى الاتفاقية المبرمة بين بغداد وواشنطن تتضمن الأولى شرطا ينص على أن "يكون الخروج شاملا ووفق جدول زمني واضح ومتفق عليه". 

كما اشترطت عدم شنّ أي هجمات على الأراضي السورية انطلاقا من العراق، معتبرة أن العملية تعتبر مخالفة للدستور العراقي وحسن الجوار بين دمشق وبغداد.

وأكدت رفضها منح القوات الأجنبية في العراق بما فيها الأميركية أي حصانة أيا كانت الأسباب، مشددة على أنها تعارض أي اتفاق لا يستجيب لمطالبها.

وأعلنت بغداد وواشنطن الأسبوع الماضي عن اتفاق على "إنهاء مهمة التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق خلال الـ12 شهرا المقبلة، وفي موعد لا يتجاوز نهاية سبتمبر/أيلول 2025 والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية بطريقة تدعم القوات العراقية وإدامة الضغط على داعش"، وفق وكالة الأنباء العراقية.
وأشار بيان مشترك إلى أن "المهمة العسكرية للتحالف ستستمر في سوريا انطلاقا من منصة تم تحديدها من قبل اللجنة العراقية الأميركية حتى سبتمبر/أيلول 2026".

وبحسب المصدر نفسه "تلتزم اللجنة بإعداد وصياغة الإجراءات للبدء في الانسحاب وتأمين حماية مستشاري التحالف المتواجدين في العراق خلال الفترة الانتقالية، وفقا للدستور والقوانين العراقية".

ومنذ اندلاع الحرب على غزة شنت الميليشات العراقية الموالية لطهران العشرات من الهجمات على القواعد العسكرية الأميركية، بينما واجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني انتقادات بالإخفاق في حماية القوات الأجنبية في البلاد.

وردّت الولايات المتحدة بقصف عدد من مواقع الفصائل المسلحة في العراق وقتلت عددا من قياداتها، مشددة على قدرتها على حماية قواتها في المنطقة.

ولطالما ضغطت إيران عبر القوى السياسية والميليشيات الموالية لها لإنهاء الوجود الأميركي في جارتها، معتبرة أنه يهدد تغلغلها في البلاد.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق وحوالي 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ويضمّ كذلك قوات من دول أخرى لا سيّما فرنسا والمملكة المتحدة.

وتعتبر حكومة السوداني أن الأجهزة الأمنية والعسركية قادرة على قيادة المعركة بمفردها ضد التنظيم الذي لم يعد يشكّل التهديد نفسه الذي كان يشكله خلال الأعوام الأخيرة، في حين يرى مراقبون أن الخطر الإرهابي لا يزال قائما في البلاد، لا سيما وأن "داعش" يحتفظ بالعديد من الخلايا النائمة والتي تشن بين الحين والآخر هجمات دموية.