النجمة الزهراء يحتفي بالذكرى الخمسين لوفاة فريد الأطرش

مركز الموسيقى العربية والمتوسطية يفتتح أولى فعاليات صالونه الفني الجديد باستحضار التراث الغنائي للفنان المصري - السوري الراحل وما تركه من أعمال خالدة في التاريخ الغنائي العربي.

تونس - خصص الصالون الفني الأول ضمن "مجالس النجمة الزهراء الفنية" أولى أيام فعالياته المنتظمة، الخميس، بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد (شمال شرق تونس)، للاحتفاء بالفنان الراحل فريد الأطرش في الذكرى الخمسين لوفاته.

وتم اختيار انطلاق الصالون مع إحياء العالم العربي للذكرى الخمسين لرحيل فريد الأطرش في السادس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول 1974 لاستحضار تراثه الغنائي وما تركه من أعمال خالدة في التاريخ الغنائي العربي.

وافتتحت فعاليات الصالون الفني الجديد بعرض للمطرب السوري المقيم بتونس عبدالله مريش أستاذ مادة الغناء الشرقي في المعهد العالي للموسيقى بتونس، حيث قدم باقة من أجمل أغاني فريد الأطرش التي أثرت المدونة الموسيقية الغنائية العربية.

واستهل عبدالله مريش عرضه الغنائي برائعة "حبيب العمر" التي كتب كلماتها الشاعر مأمون الشناوي، ثم أدى مجموعة أغان من ضمنها "يا زهرة في خيالي" كلمات الشاعر صالح جودت، و"قلبي ومفتاحو" من تأليف فتحي قوره، و"جميل جمال" كلمات مأمون الشناوي، و"عش أنت إن مت بعدك" من كلمات بشارة الخوري (الأخطل الصغير).

وقالت مديرة فضاء النجمة الزهراء سلوى حفيظ إن مبادرة "مجالس النجمة الزهراء الفنية" تم تأسيسها من منطلق أن مركز الموسيقى العربية والمتوسطية تتقاطع فيه مختلف الفنون.

وأضافت أنه بالتوازي مع المجالس الفنية تم بعث المجالس العلمية والفكرية والأدبية لإتاحة المجال لكل مبدع أو أستاذ جامعي مختص في مجالات مرتبطة بالفنون، لتقديم محتوى أعماله ومناقشتها وأيضا للفنانين التشكيليين وغيرهم ممن يقدمون مشاريع ثقافية قيمة ويرغبون في عرضها على رواد النجمة الزهراء.

وأشارت إلى أن المجالس العلمية ستحتضن قامات فكرية لتقديم أعمال ومحاضرات حول الموسيقى في تقاطعاتها مع التاريخ والأدب وغيرها من المباحث، من ذلك استضافة المؤرخ عبدالجليل التميمي الذي اهتم بالتراث الموسيقي الموريسكي.

ووفق ما أعلن مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء، فإن هذه المبادرة تهدف إلى توفير فضاء فني للمطربين والعازفين لتقديم أعمالهم ومشاريعهم الفنية والموسيقية.

ويعتبر هذا الصالون الفني الجديد بفضاء النجمة الزهراء أحد فروع "مجالس النجمة الزهراء" التي تشمل العديد من المجالس الفكرية والثقافية.

وحول الصالونات الفنية القادمة، صرحت حفيظ وفق ما نشرته وكالة تونس أفريقيا للأنباء، بأنه ستتم إتاحة الفرصة أمام الشباب من المعاهد العليا للموسيقى ممن لم تتح لهم فرص لتقديم مشاريعهم الفنية، إذ سيمثل هذا الصالون فرصة للتعريف بهم على أمل أن يصبح فضاء "النجمة الزهراء" منارة للتعريف بالمواهب الفنية الشبابية.

ولفتت إلى أن هذه المبادرة الثقافية لن تخضع في البداية إلى روزنامة مضبوطة بل ستقام وفقا لإقبال الفنانين على الفضاء من أجل تقديم عروضهم التي ستتم الموافقة عليها إذا استوفت معايير محددة أهمها الجودة الفنية، على أن يتم ضبط أجندا واضحة حين يترسخ مشروع الصالون الفني وتتم هيكلته بشكل نهائي مع منحه دورية واضحة.

وكانت وزارة الثقافة التونسية اختارت منذ تسعينات القرن الماضي النجمة الزهراء مقرا لمركز الموسيقى العربية والمتوسطية، ليقوم بأداء العديد من المهام، مثل جمع الموسيقى التونسية وكذلك أرشفة جميع الوثائق الموسيقية في الخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية، بالإضافة إلى المحافظة على التراث الفني والموسيقي العلمي الخاص بالبارون ديرلانجي، والقيام بالأنشطة المتحفية وتنظيم الحفلات الموسيقية في باحات القصر الداخلية.

وشيد قصر النجمة الزهراء البارون الفرنسي رودولف ديرلانجي، سليل الأسرة الفرنسية المعروفة، ذات الأصول الألمانية، والتي اشتهرت بثرائها الواسع حيـن قدم إلى تونس.

وتطوّر مركز الموسيقى العربية والمتوسطية في الأعوام الأخيرة وأصبح محركا مهما للتبادل الموسيقي بين أوروبا والعالم العربي، ففتح أبوابه للموسيقيين الغربيين الشباب الذين يشاركون في ورشات تعليم الموسيقى فكان المكان مصدر إلهام لهم، كما منح فرصة للتونسيين لتعلّم موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية من مصدرها المباشر.