النظام الايراني لم يتغير شروى نقير

كل الحديث عن تسويات مع النظام الإيراني غير مجدية.
ايران تواصل مساعيها النووية مع إطالة أمد المفاوضات
النظام الايراني لا يزال على حاله بعد قرابة 3 عقود من التواصل الدولي وابرام إتفاقين نوويين

لم تفلح محاولات أوساط مقربة من النظام الايراني أو لها ثمة مصلحة لها بتبرير مواقف متشددة من جانب قادة ومسٶولين بخصوص مفاوضات فيينا وبشكل خاص من حيث الزعم بأنها نوايا سليمة وإنهم يريدون فعلا التوصل الى اتفاق، ذلك إن ما يتسرب الى وسائل الاعلام من معلومات وأمور وقضايا متعلقة بحقيقة وواقع نوايا النظام الايراني، تؤكد خلاف ذلك تماما.

بعد 6 جولات من محادثات فيينا، فإن التصريحات والمواقف الايرانية الضبابية والمتسمة بالغموض من جانب قادة بارزون في النظام ولاسيما رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، قد أعطت إنطباعا بأن طهران تمارس ثمة لعبة تهدف من ورائها الى تحقيق هدفين: الاول، إطالة أمد المفاوضات والاستفادة من العامل الزمني لمواصلة مساعيها السرية والاقتراب من إنتاج الاسلحة الذرية؛ والثاني هو انتزاع مكاسب وامتيازات من المجتمع الدولي.

الهدفان أعلاه كما هو واضح متضادان ومتقاطعان مع بعضهما ولا يمكن أن يتفقا، ومن دون شك فإن هذا الامر لم يعد خافيا على الاوساط السياسية الدولية، حيث إنه وبهذا السياق فقد رجح دبلوماسي غربي كبير تحدث لصحيفة "بوليتيكو" شريطة عدم الكشف عن هويته، عدم عودة طهران إلى طاولة المفاوضات إلا بعد حصولها على تنازلات معينة. وأضاف "إيران تلعب بالتأكيد على عامل الوقت بينما تواصل في الأثناء تعزيز برنامجها النووي من أجل تقوية موقفها في المفاوضات، وكسب نفوذ سياسي". ومن دون شك فإن التأكيدات الصادرة من أكثر من طرف بخصوص إن المساعي الحثيثة للنظام الايراني باتت تجعله قريبا أكثر من أي وقت آخر من إنتاج الاسلحة النووية وهو الامر الذي لابد على المجتمع الدولي من أن يأخذه على محمل الجد ويتصرف كما يتطلب هكذا تطور سلبي.

هذا الدبلوماسي الغربي الذي أشار الى مشبوهية النوايا لقادة ومسٶولي النظام الايراني عندما إعتبر في سياق حديثه الى صحيفة "بوليتيكو"، بأن مسؤولي حكومة إبراهيم رئيسي "يؤكدون أنهم سيستأنفون المفاوضات قريبا من أجل إحياء الاتفاق النووي، لكنهم من الناحية العملية اتخذوا نهجا مختلفا" وهذا الكلام في جوهره يتفق تماما مع الهدفين اللذين أكدنا في بداية هذا المقال بأن النظام الايراني يسعى من أجل تحقيقهما وهما متناقضان مع بعضهما تماما، إذ أن النظام الايراني وبعد قرابة 3 عقود من التواصل الدولي معه وبعد إتفاقين نوويين معه أحدهما في عام 2004 والاخر عام 2015، لا يزال على حاله ولم يغير كل هذه المحادثات والتواصل معه شروى نقير، وهو مايثبت مرة أخرى مصداقية ما كانت تؤكد وتشدد عليه المقاومة الايرانية من إن هذا النظام سواء بوجود إتفاق نووي أو بغير وجوده فإنه يواصل مساعيه السرية من أجل حيازة الاسلحة النووية وإن على العالم أن يدرك هذه الحقيقة ويتصرف على أساسها قبل وقوع الفأس بالرأس!