النيكوتين يحرض سرطان الرئة على غزو الدماغ

باحثون يعتبرون ان انتشار الورم الخبيث إلى أدمغة مرضى سرطان الرئة يجعل حياتهم تنتهي في غضون أقل من ستة أشهر.
ازدياد حالات السرطان بنسبة 81% بحلول عام 2040 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل

واشنطن - حذر علماء من مخاطر النيكوتين وقدرته على نقل سرطان الرئة الشرس الى الدماغ، والتسريع بوفاة المدخنين.
ويعود الازدياد في الإصابات بالسرطان لأسباب عدة بينها النمو السكاني وارتفاع معدل أعمار السكان وتفاقم آفات تشكل عوامل خطر مثل التدخين والبدانة وقلة الحركة واعتماد أنظمة غذائية غير متوازنة.
وأظهرت دراسات سابقة أن السجائر مسؤولة عن نصف الوفيات بـ12 نوعا من أمراض السرطان.
وكشف تحليل جديد شمل 281 مريضا بسرطان الرئة في الولايات المتحدة عن ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الدماغ بين مدخني السجائر.
وحلل الباحثون أورام المرضى المتوفين ووجدوا ان كميات كبيرة من الخلايا المناعية تسمىM2 microglia تطلق مواد كيميائية قادرة على تعزيز نمو الورم.
وفي التجارب المعملية على الفئران، اكتشف فريق جامعة Wake Forest أن النيكوتين يشجع على تكوين هذه الخلايا الدبقية الصغيرة.
وأدت إزالة الخلايا الدبقية من أدمغة الفئران الحية إلى منع النيكوتين من إحداث ورم خبيث في الدماغ، وتعزيز بقاء الفئران المصابة بسرطان الرئة.
وطالب العلماء مرضى سرطان الرئة ممن يدخنون السجائر على الإقلاع عن التدخين حيث أنه بمجرد انتشار السرطان إلى الدماغ يكون متوسط العمر المتوقع للمرضى أقل من 6 أشهر وتنتهي حياتهم في فترة وجيزة.
وأظهرت دراسة سابقة أن المدخنين يمكن أن "يجددوا" رئاتهم إذا تخلوا عن هذه العادة مع إمكان حلول خلايا سليمة محل بعض الخلايا المتضررة جراء التبغ والمعرضة للإصابة بالسرطان.
ويقال للمدخنين منذ فترة طويلة إن خطر إصابتهم بأمراض مثل سرطان الرئة سينخفض إذا تمكنوا من الإقلاع عن التدخين كما أن التخلي عن تلك العادة يمنع حدوث ضرر جديد للجسم.
لكن دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" وجدت أن فوائد الإقلاع عن التدخين قد تكون أكثر من ذلك بكثير، إذ يبدو أن الجسم يعتمد على خزان من الخلايا السليمة تحل مكان الخلايا المتضررة في رئات المدخنين عند التوقف عن هذه العادة.
وأوضح كبير الباحثين المشاركين في هذه الدراسة بيتر كامبل من معهد "ويلكوم سانغر"، أن من شان هذه النتائج أن تعطي أملا جديدا للمدخنين الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين.
وقال كامبل "لقد أضاءت الدراسة على التأثير الوقائي للإقلاع عن التدخين على المستوى الجزيئي في أنسجة الرئة البشرية".
واضاف إن المفتاح الآن هو تحديد موقع خزان الخلايا السليمة ومعرفة طريقة قدرتها على استبدال الخلايا التالفة.
وأوضح "إذا تمكنا من معرفة المكان الذي تعيش فيه وما الذي يجعلها تظهر عندما يتوقف الشخص عن التدخين، فقد تصبح لدينا فرص لجعلها أكثر فعالية في عملية الإصلاح".
وتوقّعت منظمة الصحة العالمية ازدياد حالات السرطان بنسبة 81% بحلول عام 2040 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بسبب عدم كفاية الموارد اللازمة للوقاية.
وحذرت المنظمة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة في تقرير من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن العالم سيشهد زيادة عالمية بنسبة 60% في حالات السرطان على مدى العقدين المقبلين.
وفي العام 2018، سجلت منظمة الصحة العالمية 18,1 مليون حالة سرطان جديدة في جميع أنحاء العالم. وتتوقع المنظمة أن يصل الرقم إلى ما بين 29 و37 مليون حالة بحلول عام 2040.
وسيزداد عدد الإصابات الجديدة بالسرطان بشكل أكبر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل (+81% بحسب التقديرات).
ولفتت دراسات حديثة إلى أن ما نسبته 30 إلى 40% تقريبا من الحالات الجديدة يمكن تفاديها من خلال التوقف أو الحد من التعرض لعوامل خطر معروفة متصلة بنمط الحياة والبيئة، وفق معدي الدراسة في موضوعها الذي نشر في مجلة "سي ايه" المتخصصة.