انتحار طالب مصري يلفت الأنظار إلى أهمية العلاج النفسي
القاهرة - أثار حادث انتحار طالب مصري بإلقاء نفسه من برج عال في القاهرة، قلقا وفزعا ونقاشا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح حديثا للفضائيات والبرامج التلفزيونية منذ السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني.
التقطت كاميرات برج القاهرة (يبلغ ارتفاعه 187 مترًا) لحظة إقدام طالب بكلية الهندسة بجامعة حلوان على الانتحار، بإلقاء نفسه من أعلى البرج؛ ما أدى إلى مصرعه في الحال.
ونقلت وسائل إعلام، بينها صحيفة "أخبار اليوم"، عن شهود عيان قولهم إن أحد أصدقاء الطالب كان برفقته، ولم يستطع إقناعه بالعدول عن قراره، مؤكدا أنه كان يمر بظروف نفسية صعبة (لم يوضحها).
وكان تقرير صدر في يونيو/حزيران الماضي نشرته المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان عن 101 حالة انتحار حدثت في مصر خلال مارس وأبريل ومايو بطرق مختلفة، أي بمعدل حالة تقريبا كل يوم.
وبعد واقعة الطالب المصري أطلق نشطاء الانترنت مبادرة بعنوان "تحدث معي.. أريدك أن تكون حيًا".. لمواجهة ظاهرة الانتحار، وباتت هذه المبادرة هي الأشهر والأكثر انتشارًا في البلاد.
ولاقت المبادرة الافتراضية قبولًا واسعًا من فنانيين وإعلاميين، وشاركوا عبر حساباتهم عبارة "انتحار الاكتئاب حقيقي وليس لعبة، إذا كنت تشعر بالاكتئاب من فضلك تحدث معي اريدك أن تكون حيًا".
ولفت الحادث الأليم الأنظار إلى أهمية العلاج النفسي الذي لا يزال ينظر إليه بشيء من الدونية في مصر، إذ انتشرت حملات للتوعية بخطورة المرض النفسي وأهمية علاجه كغيره من الأمراض العضوية التى تحتاج إلى العلاج والرعاية.
ونشر الفنان المصري محمد هنيدي على حسابه بموقع انستغرام، صورة تحمل عبارة "انتحار الاكتئاب حقيقي وليس لعبة، إذا كنت تشعر بالانتحار أو الاكتئاب، وليس لديك صديق، من فضلك تحدث معي أريدك أن تكون حيًا".
وقال الفنان المصري أحمد السقا، على حسابه بموقع تويتر: "يا رب احفظنا من كل شر ومن كل مراحل الاكتئاب ومن الحزن.. بلاش شير (مشاركة) للفيديو الموضوع مؤذي لأهله ولينا كلنا".

وتأتي واقعة انتحار الطالب من أعلى برج القاهرة، بعد وقوع حالات مماثلة بمحطات مترو الأنفاق، في الآونة الأخيرة، فقد شهدت البلاد 23 حالة في هذه المحطات حتى شهر يونيو/حزيران.
كما أن واقعة انتحار البرج، ليست الأولى لانتحار شخص من أعلى برج القاهرة في السنوات الأخيرة؛ إذ انتحر ثلاثة شباب من المكان ذاته لأسباب أسرية ونفسية أعوام 2012 و2015 و2018.
ومن وقت إلى آخر تشهد مصر محاولات انتحار، ينجح بعضها، لأسباب اقتصادية وعاطفية.
وكانت منظمة الصحة العالمية الاثنين قالت في بيان في سبتمبر/أيلول الماضي إن الانتحار قضية عالمية للصحة العامة، كل الأعمار والأجناس والمناطق في العالم تتأثر به، وخسارة أي روح تعني خسارة الكثير.
وأشارت أن هناك شخصا واحدا يضع حدا لحياته كل 40 ثانية على مستوى العالم وإن عدد من يفقدون أرواحهم بسبب الانتحار كل عام يفوق قتلى الحروب.
وأوضحت أن الانتحار هو ثاني أكبر سبب لوفاة الفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما بعد حوادث الطرق. كما أنه ثاني أكبر سبب لوفاة الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما بعد الأمور المتعلقة بالحمل والولادة. وبالنسبة للمراهقين الذكور يعتبر الانتحار ثالث أكبر سبب للوفاة بعد حوادث الطرق والعنف.
وتابعت أن قرابة 800 ألف شخص في المجمل يقدمون على الانتحار سنويا، أي أكثر ممن تقتلهم أمراض الملاريا أو سرطان الثدي أو الحروب أو جرائم القتل.