باحثة عراقية تبحث في الهوية الروائية بعد سقوط بغداد  

حنان محمود جميل تناولت موضوع الهوية في الرواية العراقية في واحدة من أصعب المراحل التي مرّ فيها العراق في تاريخه الحديث.
الكتاب يعد مرجعاً مهماً للباحثين خصوصا أنه يعالج موضوع الهوية عبر حلقات زمنية
الرواية العراقيّة، ومنذ بداياتها في عشرينيّات القرن الماضي، تميّزت بارتباطها بالواقع العراقيّ

بيروت ـ صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب جديد بعنوان "الهوية العراقية بعد سقوط بغداد"، وهو من تأليف الباحثة حنان محمود جميل. 
تناولت جميل موضوع الهوية في الرواية العراقية في واحدة من أصعب المراحل التي مرّ فيها العراق في تاريخه الحديث. 
وفي الكتاب تبرز الباحثة - ومن خلال عدد كبير من الروايات العراقية - الأثر الكبير الذي استغل فيه موضوع الهوية في تأجيج الصراعات الداخلية التي تركت جرحا غائراً في جسد العراق منذ سقوط بغداد وحتى اللحظة التي نعيشها  .
والكتاب عموما يعد مرجعاً مهماً للباحثين في هذا الموضوع، خصوصا أنه يعالج موضوع الهوية عبر حلقات زمنية تربط ماضي العراق بحاضره، مدللا من خلال النص الروائي على الدور الكبير الذي لعبته المطامع السياسية في تأجيج الصراعات بين أبناء الوطن الواحد. 
يبقى اللافت في هذه الدراسة أنها تربط كيفية القول بالقول ذاته، فلا تغدو العناصر الفنية التي تتوسلها الروايات المنتقاة قيد الدراسة بمعزل عما تقوله الرواية في هذا الموضوع الذي بات في الآونة الأخيرة واحداً من أهم الموضوعات المتداولة على الصعيدين العربي والعالمي.

من أهم الموضوعات المتداولة على الصعيدين العربي والعالمي
تزايد لافتً في المنجز الروائيّ 

علمًا أن الرواية العراقيّة، ومنذ بداياتها في عشرينيّات القرن الماضي، تميّزت بارتباطها بالواقع العراقيّ وتاريخه وأحداثه، على الأصعدة السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، فانهمّت الرواية بهذا الواقع، وكانت خير مجسدٍ له. 
وفي سنوات ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق كان الخطر الأكبر الذي يواجه العراق نتيجة لتبعات الاحتلال وتدعياته المريرة؛ هو تهديد الهويّة الوطنية العراقيّة. وقد انعكس هذا بقوة على الأدب بشكل عام، والرواية بشكل خاص.
نستطيع القول إنّ الحياة الثقافية والأدبيّة في العراق شهدت تزايدًا لافتًا في المنجز الروائيّ بعد الحرب عام 2003، وكان جانباً من هذا المنجز موضوعاً تحت أنظار هذه الدراسة عن الهوية الوطنية. 
الدراسة التطبيقية كانت عن رواية" ليل علي بابا الحزين" لعبدالخالق الركابي. وقد أقامت الباحثة حنان جميل موازنة بينها وبين "سيدات زحل" للطفية الدليمي، و"فرانكشتاين في بغداد" لأحمد السعداوي، و"يا مريم" لسنان انطون، أما الدراسة النظرية فشملت العديد من الروايات العراقية المعاصرة.. لوحة الغلاف كانت للفنان العراقي مؤيد محسن.