بدء سلسلة حوارات أمنية بين السعودية وايران في الأردن

مندوب السعودية في الامم المتحدة يصف موقف ايران من المحادثات السياسية بين البلدين بأنه ينتهج المماطلة وعدم الجدية.

عمان – أجرى خبراء أمنيون من السعودية وايران أول محادثات من نوعها في العاصمة الاردنية عمان الاثنين، بهدف "بناء الثقة" بين الجانبين حول برنامجي ايران النووي والصاروخي، وفقا لوكالة الانباء الاردنية الرسمية.
لكن مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة قال إن المملكة ترغب في إجراء محادثات سياسية أكثر موضوعية مع إيران، غير ان طهران تنتهج إلى الآن موقفا يتسم بالمماطلة وليست جادة بشأن المحادثات بين حكومتي البلدين.
وعقد مسؤولون من السعودية وايران سلسلة اجتماعات في العراق منذ ابريل/نيسان بهدف خفض التوتر القائم على تدخلات ايران المباشرة في شؤون الدول العربية وحرب اليمن وطموحات الجمهورية الاسلامية في امتلاك سلاح نووي.
وذكرت وكالة الانباء الاردنية بترا ان "جلسة الحوار الأمني بين السعودية وإيران بمشاركة خبراء من الجانبين اختتمت في عمان" الاحد بمقر المعهد العربي لدراسات الامن في عمان.
ونقلت الوكالة عن مسؤولي المعهد قولهم ان "مزيدا من الجلسات بين الطرفين سيتم عقدها في وقت قريب، لمتابعة توصيات الحوار الامني والتقني وصياغة تفاصيله".
وقال الأمين العام للمعهد أيمن خليل إن "أجواء من الاحترام المتبادل سادت الجلسة، التي أظهرت رغبة متبادلة من الطرفين في تطوير العلاقات وتعزيز الاستقرار الاقليمي، بما ينعكس على ازدهار شعوب المنطقة".
الى ذلك، قال مندوب الرياض لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي لصحيفة عرب نيوز السعودية في مقابلة عبر الفيديو نشرت الاثنين إن المحادثات لم تحقق أي نتائج مهمة.
وقال المعلمي "نود دفع هذه المناقشات نحو القضايا الجوهرية التي تتعلق بسلوك الحكومة الإيرانية في المنطقة".
وأضاف "لكن ما دام الإيرانيون يستمرون في عدم الجدية تجاه هذه المحادثات فلن يتحقق أي شيء. الإيرانيون يتخذون موقفا يعتمد على الأمد البعيد. لسنا مهتمين بالمحادثات من أجل المحادثات".
وبدأت المملكة وإيران المحادثات المباشرة قبل ثمانية اشهر في وقت تحاول فيه القوى العالمية إنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع طهران، بينما تتعثر جهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.
ووصفت المملكة التي قطعت العلاقات مع طهران في عام 2016 المحادثات بأنها ودية لكنها استكشافية فحسب، في حين قال مسؤول إيراني في أكتوبر/تشرين الأول إن المحادثات قطعت "مسافة جيدة".
وتصاعدت حدة التوتر بين الجانبين في عام 2019 بعد هجوم على منشآت نفط سعودية والذي حملت السعودية إيران المسؤولية عنه وهو اتهام تنفيه طهران. ولا يزال التوتر محتدما في اليمن حيث يقاتل تحالف تقوده السعودية جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
وقال المعلمي "قضية اليمن أثبتت أنها عسيرة الحل لمجرد استمرار الحوثيين في تلقي إمدادات متواصلة من الأسلحة والذخيرة من الجهات التي تساعدهم خاصة إيران".