بعثات أجنبية في كابول تحث طالبان على هدنة العيد مع فشل اجتماع الدوحة
كابول - أصدرت 15 بعثة دبلوماسية وممثل حلف شمال الأطلسي في كابول بيانا مشتركا لحث حركة طالبان على وقف الهجمات العسكرية في أنحاء البلاد. صدر البيان بعد وقت قصير من إعلان فشل اجتماع للسلام في الدوحة، فيما تتواصل المعارك على الأرض دون ظهور بوادر هدنة بمناسبة عطلة العيد.
وقع البيان كل من بعثة الاتحاد الأوروبي ومكتب الممثل المدني الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، إضافة إلى سفارات ألمانيا وأستراليا وكندا وكوريا الجنوبية والدنمارك وإسبانيا والولايات المتحدة وفنلندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وهولندا وتشيكيا وبريطانيا والسويد.
جاء هذا النداء غداة جولة محادثات استضافتها الدوحة يومي السبت والأحد بين الحكومة الأفغانية وممثلين عن طالبان، من دون تحقيق تقدم ملموس، فيما تدور معارك طاحنة في أفغانستان حققت فيها طالبان سريعة بمستويات غير مسبوقة.
وكان مسح أجرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) كشف أن حركة "طالبان" حققت مؤخرا مكاسب كبيرة في أفغانستان، وتسيطر الآن على أكثر من 210 مناطق. وخلص المسح، الذي تم في منتصف يوليو الجاري، إلى أن هذا يعني أن طالبان تسيطر على أكثر من 50 بالمئة من نحو 400 منطقة في 34 إقليما في أفغانستان.
والتقى وفد من كبار القادة الأفغان مع القيادة السياسية لحركة طالبان في العاصمة القطرية على مدى اليومين الماضيين لكن بيانا أصدرته الحركة في وقت متأخر من مساء الأحد لم يأت على ذكر أي وقف لأعمال العنف المحتدمة في أفغانستان.
وقال بيان صادر عن طالبان في وقت متأخر من مساء الأحد "اتفق الجانبان على الحاجة إلى تسريع وتيرة محادثات السلام ليتسنى التوصل لحل دائم وعادل للمشكلة الحالية في أفغانستان بأسرع وقت ممكن".
ولا يستبعد مراقبون أن يكون إعلان فشل مفاوضات الدوحة، إن الاجتماعات التي عقدت بين القادة الأفغان وحركة طالبان في الدوحة، تكتيكا من الحركة التي سبق وأن أكدت "دعمها بشدة لتسوية تفاوضية" للنزاع.
ورغم أن البعثات الدبلوماسية ندّدت بهجوم طالبان الذي "يناقض تأييدها لتسوية ويجب وقفه"، إلا أن هذا البيان يبدو مناسبا لطالبان ومفيدا لها من حيث الحصول على الاعتراف التدريجي وبما يجعل الحركة ترسخ حضورها كلاعب مؤثر لا يمكن تجاوزه في أي خطة متعلقة بمستقبل البلاد بعد انسحاب القوات الأميركية.
وكان زعيم طالبان هبة الله اخوند زاده قال في رسالة نشرها الأحد قبيل عطلة عيد الأضحى "رغم المكاسب والتقدّم العسكري، تفضّل الإمارة الإسلاميّة بشدّة تسوية سياسيّة في البلاد"، مؤكّدا أنّ "الإمارة الإسلاميّة ستستغلّ كلّ فرصة تسنح لإرساء نظام إسلامي وسلام وأمن".
ويلاحظ المتابعون تركيز طالبان، منذ إعلان واشنطن العام الماضي الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية من أفغانستان بموجب اتفاق معها، على استعمال مصطلحات من قبيل عن دعم السلام والتفاوض والحل العادل. واعتبر ذلك محاولات من الحركة لإظهار صورة لها أكثر حداثة واعتدالا، خصوصا حيال الخارج.
وأدان بيان البعثات الدبلوماسية انتهاكات الحقوق مثل مساع لإغلاق مدارس ووسائل إعلامية تناقلتها تقارير إعلامية في مناطق تمكنت طالبان مؤخرا من السيطرة عليها. ونفت الحركة من قبل مثل تلك التقارير.
وغرّد عبد الله عبد الله رئيس المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان، المشارك في المحادثات على توتير، قائلا "اتفقنا على مواصلة المحادثات والسعي إلى تسوية سياسية للأزمة الحالة وتجنب سقوط قتلى من المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية لمواجهة جائحة كوفيد-19".
كما نفى المتحدث باسم طالبان في الدوحة محمد نعيم تقارير إعلامية أفادت بأن الحركة وافقت على وقف إطلاق نار في العيد في مقابل إطلاق سراح سجناء منها.