دعوى قضائية تفاقم متاعب بنكيران بعد تصريحات مسيئة للمغاربة
الرباط - يواجه عبدالإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي الإسلامي "البيجيدي" شكاية قدمها حزب ''نستطيع" الذي اتهمه بالإساءة إلى فئات واسعة من المغاربة على خلفية نعت خصومه بـ"الميكروبات" و"الحمير"، في تصريح أثار استياء وسخطا واسعا، فيما اعتبره متابعون للشأن المغاربي دليلا على الاختناق الذي يعاني منه "البيجيدي". ومن شأن الدعوى القضائية أن تفاقم متاعب بنكيران الذي يواجه ضغوطا داخل حزبه وتعرض لانتقادات شديدة بسبب خروجه عن الأعراف الحزبية في انتقاد خصومه.
وقوبلت تصريحات بنيكران برفض واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما طالب نشطاء بمقاضاته بتهمة السبّ، معتبرين أن أمين عام البيجيدي تجاوز كل الحدود.
ونقل موقع "زنقة 20" المغربي عن مصادر من حزب "نستطيع"، وهو قيد التأسيس، قولهم إن "القضية المرفوعة تأتي من منطلق الدفاع عن القيم الدستورية التي تنص على الاحترام الواجب للمواطنين".
وتابع أن "استعمال عبارات قدحية من طرف شخصية سياسية بارزة، كان يفترض أن تضرب المثال في السلوك المسؤول أمر غير مقبول ويستدعي المتابعة القانونية".
وكان بنكيران قال خلال احتفالات عيد العمال "إن المغاربة كانوا يجمعون على دعم القضية الفلسطينية واليوم هناك ميكروبات في السياسة والإعلام وفي بعض الهيئات الرسمية وشبه الرسمية تصرح بأن المغاربة ماشي شغلهم في فلسطين".
وكان عدد من أنصار وقيادات البيجيدي قد استنكروا بدورهم ما تلفظ به بنكيران، فيما دقت بعض الشخصيات ناقوس الخطر من الإساءة لصورة الحزب، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى انعدام فرصه في ترميم الهزيمة الانتخابية المدوية التي أخرجته من الحكم من الباب الصغير.
وانتقد متابعون ما اعتبروه مزايدة من قبل بنكيران بالقضية الفلسطينية وتوظيفها لتحقيق أهداف سياسية، في وقت يقيم الموقف الرسمي الداعم لحقوق الفلسطينيين والجهود التي بذلتها المملكة بتوجيهات من العاهل المغربي الملك محمد السادس لفائدتهم، الدليل على أن الرباط تضع في صدارة أولوياتها تسوية هذا الملف بالأفعال لا بالأقوال.
ونقل موقع "مدار 21" المغربي عن المحلل السياسي محمد شقير قوله إن "وصف بنكيران خصومه بـ'الحمير' لا يعكس فقط كلاما نابيا إنما يعبر عن ترسبات لفكر استئصالي بالأساس"، مشيرا إلى أن "مرجعية أمين عام البيجيدي وانتماءاته للشبيبة الإسلامية تعكس هذه الترسبات".
ودأب بنكيران على مهاجمة خصومه والمعارضين لتوجهاته من ذلك هجومه على وزير العدل عبداللطيف وهبي العام الماضي ووصفه بأنه "وزير الفساد" على خلفيه تصريحه بشأن "العلاقات الرضائية".
ويواجه حزب العدالة والتنمية المغربي عدة أزمات أدت إلى تراجع قاعدته الشعبية، فيما تشير تقارير إلى أن "البيجيدي" فقد آخر فرصه في العودة إلى المشهد السياسي بسبب تفرد قيادته بالرأي وعدم الإصغاء إلى المطالب بإجراء مراجعة عميقة.
ومُني الحزب بهزيمة قاسية في الانتخابات التشريعية لعام 2021، حيث تراجع عدد مقاعده في البرلمان من 125 إلى 13 مقعدًا، ما دفع الأمانة العامة للحزب، وعلى رأسها الأمين العام آنذاك سعد الدين العثماني، إلى تقديم استقالة جماعية.
ويمر البيجيدي بمرحلة حرجة تتمثل في انقسامات داخلية وتحديات في ملفات كبرى بالإضافة إلى أزمات مالية وتنظيمية، كما يواجه صراعات بين الجيل القديم المؤسس والحاجة إلى ضخ دماء جديدة.