بوتفليقة يسترضي الجيش قبل انتخابات الرئاسة

الرئيس الجزائري يفرج عن خمسة جنرالات كانوا احتجزوا بتهم الفساد ويبقيهم قيد التحقيق.

الجزائر - قال مصدر مطلع إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أفرج الاثنين عن خمسة من كبار القادة العسكريين كانوا قد احتجزوا الشهر الماضي بتهم ارتكاب مخالفات.
ومن بين هؤلاء ثلاثة من قادة المناطق أقيلوا في إطار حملة لبوتفليقة الذي عزل نحو 12 من كبار القادة العسكريين هذا العام مما عزز قبضة الرئاسة على السلطة وخفف من نفوذ الجيش الذي كان مهيمنا في السابق.
وقال مراقبون إن الإفراج عن القادة ينظر إليه على أنه لفتة لتحسين العلاقات مع الجيش قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل/نيسان 2019.
وقال المصدر إن القادة الخمسة ما زالوا رهن التحقيق. وقد أُطلق سراحهم من سجن البليدة العسكري بعد احتجازهم يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول.
وتعد هذه التطورات غير مسبوقة في البلاد بإحالة هذا العدد من الجنرالات الذين كانوا في الخدمة قبل أشهر، إلى القضاء دفعة واحدة بتهم الفساد.
وكان آخر قرار مماثل العام 2015 عندما صدر قرار بالسجن بحق القائد السابق لقوات مكافحة الإرهاب في إدارة المخابرات اللواء حسان آيت أوعرابي لمدة ثلاث سنوات بتهمة إتلاف وثائق رسمية بعد إقالته.
ومنذ يونيو/ حزيران الماضي، أجرى بوتفليقة تغييرات واسعة في قيادة الجيش، شملت قادة مناطق، وقائدي الشرطة والدرك الوطني، ومدير أمن الجيش (أقوى جهاز مخابرات في البلاد) بناء على اقتراحات من الفريق أحمد قايد صالح، نائب رئيس أركان الجيش، نائب وزير الدفاع الوطني.

احمد قايد صالح وراء التغييرات في قيادة الجيش
احمد قايد صالح وراء التغييرات في قيادة الجيش

وفسّرت وزارة الدفاع تلك التغييرات على أنها "تكريس لمبدأ التداول" في الوظائف العليا للجيش، فيما أثارت وسائل إعلام محلية تساؤلات حول سبب تزامنها مع بداية العد التنازلي لانتخابات الرئاسة المقررة ربيع 2019.
ولم يعلن بوتفليقة (81 عاما) بعد ما إذا كان سيستجيب لدعوات الحزب الحاكم بالترشح لفترة ولاية خامسة العام المقبل. ومن المتوقع أن يفوز بوتفليقة في الانتخابات نظرا لتشرذم المعارضة في الجزائر.
ودخلت الولاية الرئاسية الرابعة لبوتفليقة عامها الأخير، إذ وصل الحكم في 1999 وفاز قبلها بثلاث ولايات متتالية. 
وسبق أن أطلقت عدة أحزاب ومنظمات موالية دعوات لبوتفليقة من أجل الترشح لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وصدرت هذه الدعوات من حزبي الائتلاف الحاكم (جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي)، والاتحاد العام للعمال، وأحزاب صغيرة، إلى جانب قيادات في الزوايا (طرق صوفية)، وتنظيمات لطلاب الجامعات ومنتدى رؤساء المؤسسات وهو أكبر تجمع لرجال الأعمال بالبلاد.
في المقابل، تدعو أحزاب وشخصيات معارضة بوتفليقة إلى عدم الترشح لولاية خامسة بسبب متاعبه الصحية.