بيت الشعر بالخرطوم يحتفي بتجربة محمد عمر عبدالقادر

الكاتب والناقد محمَّدالحسن المجمَّر يقدم إفادة أولى حول تَجربة المحتفى به.
الناقد نادر السماني جنح إلى الأخيلة الشعرية وحصافة انتقاء الصور
رفد البيئة للساحة الثقافية بأدباء ومثقفين تسبقهم سيرتهم

ضمن فعاليات أكتوبر الأخضر، حفلت العاصمة السودانية الخرطوم بأمسية من أمسياتها الشعرية الكبيرة، التي ينتظرها رواد الحرف المعتق، ويتفنن في تنظيمها بيت الشعر الخرطوم، تعزيزا لرسالة شارقة الثقافة، واستمرارا لترسيخ أهداف راعي الثقافة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى حكم الشارقة، حيث سهرت الخرطوم على إيقاع عرس شعري نظمه بيت الشعر احتفاء بتجربة الشاعر محمد عمر عبدالقادر من خلال أربعة دواوين شعرية ضمت (اللجين العسجدي – فراديس النهى مرحى – في مدى الرؤيا - وفق التسامي).
"أراني في الدُجى أسري..
تلاحقني بناتُ الفكر بالسُقيا
وخطو مطيتي العرجاء منبتُ
وعلمي أنت عارفةٌ..
بتأويل اليراعة إن بكت شعرا"
فراديس النهى
ابتدر الأمسية الشيخ الشيخ يس عبدالجبار بآيات من الكتاب الحكيم، من ثم تلا قصيدة "مدح وابتهال" من ديوان في مدى الرؤيا، جاءت في مدح الشيخ عبدالرحيم البرعي، ثم أعقبه عدي حسين الدُّرة بقراءة من ديوان فردايس النهى مرحى، حيث يقول الشاعر المحتفى به في مدح الشيخ عبدالرحيم البرعي من خلال قراءة الشيخ يس:
"إني رأيته في المنام مرتلاً..
متبسماً كتبسم الأزهارِ
زهت الدواخلُ نفَّضَتْ أرياشها..
نفض العصافرِ بلةَ الأمطارِ
والقلب صفق واستجاش مسرة..
والحرف أورق واستهام هزاري
فرح المكان بجلسة دينية..
سعد الزمان بدفقة الأنوار
ففرحت باللقيا مددتك راحتي..
علي براحته أعود لداري"
وقدم الكاتب والناقد محمَّدالحسن المجمَّر إفادة أولى حول تَجربة المحتفى به، ركز خلالها حول جنوح الشاعر محمد عمر للسهل الممتنع في معظم قصائده، إلى جانب روح التصوف، والتركيز على العاطفة. 
وتناول الدُّكتور المعتز سعيد عمق التصوف في تجربة المحتفى به، بينما جنح الناقد نادر السماني إلى الأخيلة الشعرية وحصافة انتقاء الصور.
"لا تتعلقي بهواي..
لا تترفقي بي في سبيل الحب
إذ.. شرحي يطولُ
فبينما طرفي يجولُ
أضأتُ آنستُ الهنا إذ خصني..
حدس، يقين صادق مزنٌ هطولُ
بهِ الأصالة أسبلت..
ثوب النداوة في مدى الرؤيا..
فكنه رهافتي أصل تجذر..
في عميق الذات بالنعمى فمنطلقي أصولُ"

وقدم عدد من الشعراء قراءات من الدواوين بينهم أنس عبدالصمد، وابتهال تريتر، وابنة المحتفى به توسل، ولؤي حسين الدُّرة، فقرأ أنس من "اللجين العسجدي" قصيدة "تأشيرة دخول إلى قلبها" يقول شاعرها في مقطع من القصيدة..
"يا جميلتي وأنت للوشاة بالسماح..
والسلام والرضا تبادرين
فابشري بعاشق..
أناخ ناقة النوى..
ودق بابك المتين
حاملا جواز هجرة لقلبك الأمين
يرتجيك يا أصالة..
فوافقي دخوله لأنه فقير ثروة..
وأنه غني عفة ودين"
خاطب جمهور الليلة مدير بيت الشعر الدكتور الصديق عمر الصديق محيياً حضورهم أمسية الاحتفاء بتجربة الشاعر الكبير محمد عمر عبدالقادر، مؤكدا على إستمرار جهد بيت الشعر في خدمة الحركة الشعرية والشعراء، مبدياً إعجابه بمداخلات النقاد، وتطرق الصديق إلى بيئة كردفان التي نشأ فيها المحتفى به، معددا رفد البيئة للساحة الثقافية بأدباء ومثقفين تسبقهم سيرتهم، معلناً عن مشاركة بيت الشعر في ختام فعاليات معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته الـ 15، بأمسية شعرية يقدمها الشعراء محمد نجيب محمد علي، حاتم الكناني، فيصل رحمة، وتقدمها الشاعرة إيمان آدم خالد، إلى جانب إعلانه الإعداد المحكم للجنة مهرجان الخرطوم للشعر العربي لإحياء الدورة الثالثة من المهرجان في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
من جانبه تقدم المحتفى به بالشكر لمن تكبدوا مشاق الحضور إلى الأمسية، ولبيت الشعر الذي جعل الاحتفاء بتجربته الشعرية ممكناً، باعثا شكره للشارقة وسلطانها القاسمي على رعاية نشاط الشعر، مختتما الأمسية بقراءات شعرية، فيقول محمد عمر في ديوانه "اللجين العسجدي":
"والله يا أحباب ضاق بي البراح..
إذ استراح..
بغرفة الفكر التمايس والقلق
وذكرتكم..
وذكرت بلدة شيخنا البرعي..
والأذكار..
خلوتنا العتيقة والضريح..
وتلكم الأمداح والألواح..
والقدح الذي وردته أيدينا..
كأني الآن يا أحباب أنظر للطبق
والحب غرَّد من الحنايا
رَجع التغريدَ تشواقاَ
وناح بخاطري القمري
حرك ريشة التحنان تذكارا ورق."
أدار منصة تقديم الأمسية بحنكة واقتدار الإعلامي عبدالله الأصم، دافقاً من الحروف عطراً على جمال الأمسية ورشاقتها، وشرفها بالحضور إلى جانب مدير بيت الشعر الدكتور الصديق عمر الصديق، ونائبته الشاعرة ابتهال محمد مصطفى تريتر، الملحق الثقافي لسفارة خادم الحرمين الشريفين، وأهل الإعلام ورجال الدين، وأسرة المحتفى به.