لمصر والعراق نصيب الأسد في جوائز الطيب صالح العالمية

اختيار المفكر والكاتب وعالم الاجتماع السوداني الدكتور حيدر إبراهيم علي لجائزة التكريم
الجائزة تأتي تخليداً لذكرى الأديب السوداني العالمي الطيب صالح
منتصف فبراير من كل عام موعد لانطلاقة أكبر الفعاليات الثقافية التي تشهدها السودان
رقم قياسي جديد يشير إلى قيمة وسمعة الجائزة حيث تلقت الجائزة مشاركات من 40 دولة

على غير العادة أنصف الشعر السوداني العربي في الجائزة التي أطلقتها الشركة السودانية للهاتف السيار (زين) في فبراير/شباط العام 2010م، تكريماً للأديب العالمي الطيب صالح بالمركزين الثاني والثالث، وغابت التوقعات بفوز كتاب القصة والرواية هذا العام، حيث أعلن مجلس أمناء جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في دورتها الحادية عشرة مساء الثلاثاء 16 فبراير/شباط 2021 أسماء الأعمال الفائزة. 
وتأتي الجائزة تخليداً لذكرى الأديب السوداني العالمي الطيب صالح ليصبح منتصف فبراير/شباط من كل عام موعداً لانطلاقة أكبر الفعاليات الثقافية التي تشهدها البلاد والمحيط الإقليمي. شرف لقاء ختام الجائزة بالحضور عائشة موسى عضو مجلس السيادة، ورشيد سعيد وكيل أول وزارة الثقافة والإعلام ود. جراهام عبدالقادر وكيل وزارة الثقافة ولفيف من أهل الفكر والأدب. 

جائزة الطيب صالح العالمية
محطة مهمة

تقرير الجائزة
خلال الفعالية قدم الأمين العام للجائزة الناقد مجذوب عيدروس تقريراً مفصلاً عن أعمال الجائزة في دورتها الحادية عشرة، وبين عيدروس أن عدد المشاركات بلغ 1762 عملاً مقارنة بالعام الماضي، وهو رقم قياسي جديد ويشير إلى قيمة وسمعة الجائزة حيث تلقت الجائزة مشاركات من 40 دولة حول العالم، وأعلن عيدروس خلال اللقاء شخصية العام الثقافية، حيث اختير المفكر والكاتب وعالم الاجتماع السوداني المتخصص في علم الاجتماع الديني الدكتور حيدر إبراهيم علي، ودرجت الجائزة على تكريم شخصيات سودانية متميزة في العديد من المجالات الفكرية والأدبية خلال كل دورة، وقد كرمت خلال الدورة التاسعة الراحلين البروفيسير قاسم عثمان نور، والبروفيسير مالك بدري في الدورة العاشرة.
الرواية لمصر
في محور الرواية غاب حضور السودانيين فيها وأصبحت المراكز الثلاثة من نصيب العراق بمركز، ومصر بمركزين حيث حصدت رواية "أوروك هايكو الغرام على فم جلجامش" للكاتب نعيم عبد مهلهل منشد من العراق المركز الأول، بينما حلت رواية "لعبة السفر" للكاتب طارق محمود فراج من مصر المرتبة الثانية، وفي المرتبة الثالثة جاءت رواية "غرام وانتقام بسوسو" للكاتب حجاج حسن أدول من مصر.
القصة القصيرة للعراق
وفي محور القصة القصيرة أيضاً غاب كتابها السودانيون كذلك، ونالها كتاب العراق ومصر وغابت بقية الدول، حيث حصدت المجموعة القصصية "الهروب خارج الرأس" للكاتب عمرو علي إبراهيم العادلي من دولة مصر المركز الأول، ثم نالت مجموعة "نادي الحفاة" للكاتب ضاري ناجي الغضبان من العراق المركز الثاني، والمركز الثالث لمجموعة "لا ظلال لنمور بورخيس" للكاتب قيس عمر محمد محمود من العراق.

الشعر للسودان
أما في محور الشعر فجاءت المملكة الأردنية الوحيدة بفائز وحيد من مجموع الدول والأقطار المشاركة إذ حصل الدول (مصر، العراق، السودان) على مركزين في كل مجال، ففي المحور الثالث الذي تم إختياره لهذه النسخة من الجائزة وشهد تنافسا عالياً ومشاركة كبيرة جداً، حقق المركز الأول ديوان الشاعر أحمد نمر سليمان الخطيب "تغريبة حارس المعنى" من الأردن، بينما احتل ديوان "نازح في فضاء الجسد" للشاعر الواثق أحمد حامد يونس من السودان المركز الثاني، وحل الشاعر محمد نجيب محمد علي من السودان في المركز الثالث بديوانه "أناشيد الأسئلة".
ويرى مراقبون أن الجائزة أنصفت الشعر هذا العام في محورها المتغير، وطالب شعراء بإضافة الشعر كمحور ثابت في الجائزة غير متغير مثله مثل بقية الفنون الأدبية كأدب الطفل والدراسات في مجالات المسرح وغيرها.
ثراء المكتبة العربية
امتدح البروفيسور علي محمد شمو، رئيس مجلس أمناء الجائزة دور القائمين على أمر الجائزة، وتقدم بالثناء والشكر لكل من ساهم ودعم العمل الثقافي الكبير، وقال شمو: أصبحت الجائرة اسماً لامعاً بين الجوائز العربية الكبرى، ويكفي أنها بنهاية أعمال الدورة الحادية عشرة قد وفقت في تقديم 99 عملاً أدبياً جديداً للمكتبة العربية، وتنوع المنتج ما بين الرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية والترجمة والنص المسرحي والشعر وقصص الأطفال، كما نظمت الجائزة على هامش أعمال الدورات السابقة وفعالياتها الختامية عدداً كبيراً من الندوات والجلسات العلمية بمشاركة من كبار الكتاب ورموز الفكر العربي في السودان ودول العالم المختلفة.
وقدم شمو التوصية لمجلس الأمناء بمتابعة قطعة الأرض التي تم تصديقها من قبل الحكومة لمقر الجائزة، معلنًا التزام الشركة الراعية بكامل نفقات التشييد والتأسيس، مقدماً الشكر للحكومة على حصانة الجائزة من التغول عليها خاصة من قبل وزارة الثقافة والإعلام في السابق.
محطة مهمة
من جانبه قال صالح محمد علي، مدير أول قطاع الاتصال المؤسسي "أن الجائزة تُمثلّ محطة مهمة نتوقف عندها كثيراً نحن في زين السودان لننظر للعمل المنجز خلال الفترة الماضية من عمر الجائزة، فنجتهد ما استطعنا لذلك سبيلا لتقديم الدعم والمساندة المطلوبة للقائمين على أمرها في مجلس الأمناء ولجانه المختلفة لمزيد من التجويد سيما وقد ارتفع سقف الطموحات"، وأضاف أن ما ظلت تحققه الجائزة في كل عام ومنتوجها الثقافي يدفع ويحث لأن تواصل شركة زين دعمها ورعايتها للعمل الثقافي والشراكة مع أهل الفكر والثقافة والأدب.