بيت الشعر بالخرطوم يحيى ندوته وسط أجواء أفريقية وآسيوية

بيت الشعر يتكيء على أجنحة الوطنية وتجلياتها الخالدة في الشعر السوداني.
جامعة أفريقيا ترحب بالشارقة وبمبادرات الشيخ القاسمي معبرة عن سعادتها بالشراكة مع بيت الشعر
مجذوب عيدروس يقوم برصد تاريخي لأبرز رواد الوطنية الذين نادت كتاباتهم بالمناهضة والمقاومة مرورا بالاكتوبريات والأفريقيات
محي الدين الفاتح يقدم إشارات حية وقوية مركزا على نماذج ألهبت الحماس

الخرطوم ـ وسط أجواء افريقية وآسيوية أحيا بيت الشعر ندوته الأدبية لهذا العام متكئا على أجنحة الوطنية وتجلياتها الخالدة في الشعر السوداني الذي ظل أيقونة لم يتجاوزها تاريخ الحركة الوطنية منذ عهود الاستعمار وما بعد الاستقلال.
وبحضور مدير جامعة إفريقيا البروفيسور كمال عبيد وعمداء الكليات والطلاب الذين توافدوا لأجل الكلمة ابتدرت الجامعة ترحابها بالشارقة وبمبادرات الشيخ القاسمي معبرة عن سعادتها بالشراكة مع بيت الشعر.
قدم الندوة الناقد مجذوب عيدروس برصد تاريخي لأبرز رواد الوطنية الذين نادت كتاباتهم بالمناهضة والمقاومة مرورا بالاكتوبريات والأفريقيات. ثم قدم محي الدين الفاتح إشارات حية وقوية مركزا على نماذج ألهبت الحماس.
ثم ابتدرت من النهارية الشعرية التى أحياها ضيوف البلاد ومنهم الشاعر علاء جانب الذي تألق بقراءة قصيدته:

تتأوّه الصحراءُ حين ترى فمي..
عطشاً فترفع كفّها استسقاءَ
والماءُ في شفتيك يمنع نبعه ..
عني العفافُ وما أجلَّ الماءَ
قد يمنح العطش الكريم لوردة 
نُبْلاً.. فيُكسبها الذبول بهاء !
ولربما صفت النفوسُ بدمعةٍ...
وتنفس الفرحُ الحنونُ بُكاء
خمسون عاما شاب شعر عيالها..
وتناثرت أحلامها أشلاء
لا الأصدقاء الأصدقاءَ .. ولا أنا ..
قلبي استمرّ محبةً ونقاء
الشمس في المنفى تعيد حسابها..
وتبيع وهماً يخدع الفقراءَ
وصديقتي الحسناءُ تلفتني إلى
قمرٍ له من حسنه ما شاءَ
والطابعُ الأبويّ يقمع دهشتي..
بجمالها .. ويميتُ فيَّ رجاء
أنا يا ابنتي .. عظْمُ المشاعر واهنٌ
مني وتاريخي يئنّ شقاء

ثم قرأ شاعر أفريقيا محمد الأمين جوب من السنغال مجموعة من قصائده وجعل من الحكمة والفلسفة طريقا للولوج لباب القصيدة:
غَدًا سَيَضْحَك من يبكي لعِلَّتِهِ
فَيَخْرُجُ الليْلُ من أدغال عزلته
والصَّاعِدُونَ عَلَى أَكْتَافِهِمْ حَجَرٌ
مُثَقَّلُونَ كَ" جِيفَارَا"  بِثَوْرَتِهِ
مرتِّبُون لفوضى الأرض مُذ خُلقُوا
والغارقون جَمالاً ملء دهشته
تحلجوا في هُطُول الغيم 
واتَّقَدُوا تَسامُحًا
وتغنوا تحت إمرته
مُجَازِفُونَ كَأَوْرَاقِ الخَرِيفِ وهُمْ 
يُؤَثِّثُونَ اكْتِمَالاً فِي تَفتُّتِهِ
ماذَا إِذَا عَادَ سُورِيٌّ إلى بَرَدَى يَوْمًا 
وَعَادَ عِرَاقِيٌّ لِدِجْلَتِهِ
وَقَفْتُ خَلْفَ جِدَارِ الكَوْنِ مبتهجا
يضمني كل قطر
عند غيمته 
ثم قرأت الشاعرة قمر صبري الجاسم من سوريا من وحي الأنثى الشاعرة ومن تأملات ساخرة ثمثل الصوت الثائر في غياب الغياب:
وأنا أنا نفسي ابتعدتُ عن القوافي
واختصرتُ مشاعري في ومضةٍ
وطنٌ بلا وطنٍ ولا منفى لنحمل قبرهُ
فالقبرُ فينا
البحر لم يغدرْ محبّتنا ولكنا
تسابقنا على خرقِ السفينهْ
لغةٌ تعود لروحِها من ههنا 
عبر الحِقَبْ
تأتي من التاريخِ حتى تنتشي
من زاد عزّتها ويبقى الشعرُ ديوانَ العربْ.

واختتم النهارية الشاعر عبداللطيف بن يوسف من السعودية، ووقف على أرض النص القديم المتجدد حاملا ثقافته العميقة ورؤاه المتألقة:
أنا الرأي لكن القصيدة صعبةٌ
وقد نعتوني بالغوي المجدفِ
ولا شكَّ أيامٌ قضت كنت حينها
أمزق أشباحي بآيات مصحفي
كمن علموني أن أحب وغادروا
وما كل صبٍ من صبابته شفي
صعاليك عدائون مروا على النوى
خفافا وأهدوني سنان المثقفِ
ولكنني والحمدلله سيدٌ
وتدري تميمٌ أنني سيفُ خندفِ
فما المجد إلا كالهوى أوجع الهوى
متى قل حظي فيه زاد تطرّفي
ثم جاءت كلمة البروفيسور كمال عبيد لتؤسس لعلاقة متينة بين بيت الشعر والجامعة وتفتح شرفات أخرى للعالم مشيدا بمشاريع شيخ سلطان الثقافية ويفتح الباب للتعاون لأن الجامعة تضم أكثر من ٨٠ جنسية عالمية تنفتح على اللغة العريية والدراسات الإسلامية.