بيت الشعر بالمفرق يستضيف مجموعة من الشعراء

الخوالدة والعبلي والشرمان يتأملون بقصائدهم الواقع الإنساني والذات الشاعرة.

نظم بيت الشعر في مدينة المفرق الأردنية أمسية شعرية، لمجموعة من شعراء المفرق المتميزين وهم: خالد الشرمان، الدكتور ماجد العبلي، وعاقل الخوالدة، بحضور فيصل السرحان مدير بيت الشعر، ووسط حضور من المهتمين وجمهور بيت الشّعر الذين تابعوا وتفاعلوا مع الأمسية، معبرين عن سعادتهم بما جادت به قريحة الشعراء.

واستهل القراءة الأولى الشاعر عاقل الخوالدة الذي استهل تقديمه للأمسية بالشكر والعرفان لأمير إمارة الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على إطلاقه لمبادرة بيوت الشعر وما أحدثته من نقلة نوعية أصبحت علامة فارقة في مسيرة الشعر العربي ورافدا من روافد اللغة العربية وتجلياتها الأدبية المعاصرة، ومن ثم قرأ الخوالدة مجموعة من قصائده، نختار مما قرأ قصيدة بعنوان: "عن القصيدة" حيث يقول:

"تَجُوْلُ... وحيثُما جالَتْ.. يَجُولُ

 فتأسُرُهُ المنازِلُ والطُّلولُ

ويَسريْ شادِدا للرّيحِِ سَرْجَا

وما يَدْريْ.. أيُسعِفُهُ الوُصولُ؟

كأنَّ علىٰ يَديهِ نَمَتْ حُقولٌ

ويخشىٰ أن يُحاصِرَها الذُّبول ُ

ومِنْ خَلفِ الحُقولِ بَدا لَهيبٌ

ومنْ خَلْفِ اللهيبِ نَمَتْ حُقولُ

تمادىٰ الصَّمتُ في شَفتيَّ دَهْرَا

فما يا صَاحِبي - حَقّا -  أقولُ

وما منعَ الغزالةَ من جِواري

كِلانا حائِرٌ.. صَبٌّ... عَجولُ

وكان الشعرُ قبلَ العشقِ نَظما

بلا طَعمٍ.. مُفاعلتن، فَعولُ

فصارَ الشعرُِ بعدَ العِشقِ غَيما

تُغازِلهُ  المواسمُ والفُصولٌ

أرىٰ ظلَّ القصيدةِ قربَ ظِلّي

تَجولُ.. وحيثُما جالَتْ.. أجُولُ

جَريءٌ أنْ أبوحَ بِما تَوارىٰ

فيكبُرُ داخِليْ الطِّفلُ الخَجولُ

أرىٰالمَعنىٰ.. ويوشِكُهُ لِسانِي

ولكنَّ الهَوىٰ دَوْمَا.. يَحُوْلُ".

من جهته الشاعر الدكتور ماجد العبلي قرأ منتخبات من قصائده التي تعاين الواقع ورؤية الإنسان المبدع للوجود والحياة ومن قصائده نطالع قصيدته بعنوان "سُرى" وفيها يقول في احدى قصائده:

"كالموجِ، كالغَلَيانِ بعدَ تجمُّدِ

 قلبي تفيضُ صلاتُهُ في المشهدِ

ما بينَ شُريان الضّياءِ وبرقِهِ

  نبَضَتْ دمائي في اللّهيبِ الأسودِ

عيني سرَتْ، والناسُ يَغْشاها الكرى

 مِنْ قُربِ وَهجِ صَبابتي للأبعدِ

فسمعتُ شدْوَ تَهجُّدٍ وتبتُّلٍ

كالنّبعِ، كالجرَيانِ، كالمُتَغرِّدِ

حَفَّتْ بلابلُ روضِهِ بمَهابتي

فتفتَّحتْ روحي قُبَيْلَ الموعدِ

عرَجَتْ سناءً، واسْتَفاضت بالسّنا 

فتَشعْشعَتْ رَيَّا أريجِ المَرقدِ

سكَنَتْ هواجسُ رُؤْيتي وبصيرتي

فبَنَيتُ كُوخاً في قَصِيِّ الفَدْفَد".

واختتم القراءات الشعرية الشاعر خالد الشرمان، حيث قرأ مجموعة من القصائد التي تلامس هموم الشاعر وعلاقته بالواقع والمكان وتعبر عما يجول في خلجات نفسه من رؤى وأفكار، ومما قرأ نختار:

"امــــا آن الأوان لـكـي أغــــــادر

لأمحـو الـــــذكريات من الدفـاتر؟

لأرحـــــــــــل مثلما رحل المغني

عن الاوتــــــار يا حزني المسافر؟

لأسكب في ضجيج الروح بحرا

يـهـدهـدني لتـتركـني الـمـنـابــر؟

مـللـت مـن الـوجـود ومـل مني

 بـقـائـي في مـخـيـلة الـمـعـابــر

أنــــــــــــــا نهر من الآلام يبكي

وتـغـرق فـيـه آلاف الـمـحـابـــر

أنا حــــــــــرف بلا لــغــة لأنــي

جـهـلت الــذات .. لكني أكابــر

لأجـــــل دموعها الحيرى بقيت

أقاتــــل في القصيدة كالمهاجر

وعشت على تذكر ما مضى لي

من الأحلام في العمر المـغــادر

جهلت وقــد علمت وتهت عني

قضيت العمر تحملني الخناجـر

فـلا أنــــا عائد عن درب يأسي

ولا ارتحلت عن الروح الدياجر

كـأحـجـية بهــذا الكـــون ابقى

وسوف أغيب كالحلم المسافر".