بيدرسون يدعو إلى تعاون أميركي روسي لدفع السلام في سوريا

الولايات المتحدة تطالب بضرورة أن يكون للأمم المتحدة سلطة مراقبة أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في سويا دون تحديد اتفاق بعينه.
واشنطن تتهم دمشق باستغلال أزمة كورونا للتصعيد عسكريا
بيدرسون يرى أن فرصا كثيرة ضاعت لدفع السلام في سوريا

نيويورك/دمشق - حث جير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الولايات المتحدة وروسيا اليوم الاثنين على تحقيق أكبر استفادة من "بعض الهدوء" في البلد الذي تمزقه الحرب والتشاور في ما بينهما لإعطاء دفعة للسلام.

وأشعلت الحملة الصارمة للرئيس السوري بشار الأسد على محتجين مؤيدين للديمقراطية في عام 2011 شرارة الحرب الأهلية التي تشهد حاليا تأييد موسكو للأسد ودعم واشنطن لقوات المعارضة.

وفر ملايين الناس من سوريا ونزح ملايين آخرون في الداخل. كما استفاد تنظيم الدولة الإسلامية من الفوضى واكتسب موطئ قدم داخل البلاد.

وقال بيدرسون لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 بلدا إن العديد من الفرص للتحول نحو مسار سياسي فقدت منذ اندلاع الحرب، محذرا من أن الفرص "الضائعة أعقبها عنف متجدد وتشدد في المواقف".

وأضاف "في ظل بعض الهدوء والتهديدات المشتركة من كوفيد-19 وهو المرض الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا وتنظيم الدولة الإسلامية واستمرار معاناة الشعب السوري، أود أن أؤكد ضرورة تجديد التعاون الدولي البناء وبناء الثقة وبين الأطراف الدولية المعنية والسوريين".

وتابع "أعتقد أن الحوار الروسي-الأميركي له دور رئيسي هنا وأشجعهما على المضي قدما في ذلك". وبيدرسون هو رابع مبعوث للأمم المتحدة يتولى مهمة السعي لتحقيق السلام في سوريا.

وشمال غرب سوريا هي رابع منطقة رئيسية تسيطر عليها قوات المعارضة التي تقاتل القوات الحكومية السورية. وبدأ الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران أحدث هجماته لاسترداد المنطقة في وقت سابق من العام.

وهدأ القتال منذ مارس/آذار عندما اتفقت تركيا وروسيا على وقف إطلاق النار. وتدعم أنقرة بعض جماعات المعارضة.

وطالبت واشنطن الاثنين بضرورة أن يكون للأمم المتحدة سلطة مراقبة أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في سويا دون تحديد اتفاق بعينه.

وجاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حاليا عبر دائرة تليفزيونية بشأن الأزمة السورية. وقالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة السفيرة كيلي كرافت "أصبح واضحا بشكل متزايد هو أن نظام بشار الأسد عازم على استغلال أزمة كورونا لمصالحه السياسية والإستراتيجية العسكرية وعلينا أن نسأل بشكل جماعي كيف يمكن لمجلس الأمن أن يساعد في إعادة الاستقرار إلى سوريا".

كورونا تعمق جراح السوريين
كورونا تعمق جراح السوريين

وأضافت "يكمن الجواب في تعزيز جميع مسارات القرار 2254 ويتعين على هذا المجلس أن يبذل قصارى جهده لضمان عكس نظام الأسد نمط سلوكه والموافقة على وقف إطلاق نار شامل ودائم ويمكن التحقق منه على الصعيد الوطني".

واستدركت بالقول "الأمم المتحدة يجب أن تكون في صميم أي جهد لإقرار وقف إطلاق النار وأن يكون للمبعوث الخاص بيدرسون سلطة مراقبة خطوط الاتصال لضمان احترام اتفاقات وقف إطلاق النار".

وأكدت المندوبة الأميركية في إفادتها أن "التنفيذ الكامل للقرار 2254 هو ما سيدفع سوريا نحو مستقبل من السلام والازدهار والكرامة لجميع شعبها وهذا ما يجب أن نسعى إليه هنا في مجلس الأمن".

ويطالب القرار 2254 الصادر بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول 2015، جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.

وفي سياق غير بعيد، اتهمت كيلي كرافت النظام السوري باستغلال أزمة كورونا لتحقيق مكاسب عسكرية وإستراتيجية وسياسية، مطالبة بـ"الإفراج الفوري عن جميع المدنيين المحتجزين تعسفا في مراكز الاعتقال".

 وحذّرت من أن "الظروف المزدحمة واللاإنسانية لهذه المراكز تزيد بشكل كبير من خطر ألإصابة بفيروس كورونا.

وأعلن المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف في سوريا الاثنين تعليق صلاة عيد الفطر جماعة في المساجد على غرار دول أخرى مثل مصر والجزائر وذلك في إطار تدابير التصدي لفيروس كورونا.

وسُجّلت 58 إصابة مؤكدة بكوفيد-19 وثلاث وفيات في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.

وأشار المجلس إلى أنه "يمكن اداء صلاة العيد على هيئتها في البيت مع الأهل جماعة من دون خطبة أو فرادى"، وفق الوكالة الرسمية السورية.

ويندرج قرار المجلس في إطار الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا.

وكانت السلطات السورية قد أعلنت في 14 مايو/ايار منع أي مظاهر تجمعات تتعلق بالعيد خصوصا ألعاب الأطفال بكل مكوناتها وصالات الألعاب على مستوى جميع الوحدات الإدارية بالمحافظات.

كما أعلنت الاستمرار في حظر التجول الليلي المفروض خلال فترة عيد الفطر من الساعة السابعة والنصف مساء حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي.

وكانت مصر قد أعلنت الأحد تشديد الإجراءات الوقائية لمواجهة جائحة كوفيد-19 خلال عطلة عيد الفطر و"غلق كل المحلات التجارية والمولات (المراكز التجارية) والمطاعم".

كما أعلنت الحكومة المصرية غلق "كافة الشواطئ والحدائق العامة والمتنزهات وإيقاف كافة وسائل النقل الجماعي". وأجازت هيئة كبار علماء الأزهر صلاة العيد في المنازل.

كذلك أعلنت الجزائر الأسبوع الماضي تمديد إجراءات الحجر الصحي لمواجهة وباء كورونا المستجد إلى يوم 29 مايو/ايار أي إلى ما بعد عيد الفطر.