تجربة مغايرة في مسار التشكيلي التونسي محمد المالكي

رغم الكورونا والحجر الصحي الفنان محمد المالكي يعد لمشروع فني عن تجربته ومسيرته التشكيلية.
الأعمال الجديدة مثلت تجربة مغايرة في مسار أعمال المالكي من حيث الروح التجريدية والمتعة البصرية
بإحساسه المرهف تجاه الأرض وألوانها الملائمة تخير الفنان ضربا من العلاقة الحميمة معها في تنويع تشكيلي ينهل من التراث 

تجارب متعددة في سماء الفنون التشكيلية بتونس الآن، وهنا وفق تلوينات الفن وتعدد إيقاعاته وتجلياته. وفي هذا السياق من مواصلة المغامرة ضمن التجربة التشكيلية والفنية يعمل الفنان لتشكيلي محمد المالكي على طور آخر في مشروعه الفني الذي سيخرج للعلن عبر معرض متجول في جهات ومدن تونسية ومنها مدينة عمدون بباجة مسقط الرأس وذاكرة العائلة والأهل والخطى الأولى والتي ستشهد ندوة عن تجربته الفنية وكتاب فني "كاتالوغ فني" عن ملامح السيرة والمسيرة في ومع الفن.
وقد قدم الفنان التشكيلي محمد المالكي عددا من أعماله بمعارض سابقة فيها العديد من اللوحات بشأن التّراث والطّبيعة والمجتمع وخصائص تونسية من خلال تاريخها وتراثها ومناسباتها وتقاليدها، الى جانب أعمال فنية جديدة مثلت طورا آخر من تجربة المالكي منها لوحات "عرس في سيدي بوسعيد" و"تسونامي" و"عين دراهم" و"سيدي بوسعيد المدينة الزرقاء" و"الطبال الزكار والكرسي" و"العاصفة" وغيرها.
الأعمال الجديدة مثلت تجربة مغايرة في مسار أعمال المالكي من حيث الروح التجريدية والمتعة البصرية للعمل من قبل المتلقي والمسحة الجمالية للعمل على غرار "تسونامي" و "سيدي بوسعيد..". وهنا نكتشف الممكنات الجمالية الجديدة للمالكي كفنان اهتم بتيمات التراث والخصوصية التونسية والجانب التقليدي في مظاهر الحياة التونسية.  

fine arts
الممكنات الجمالية الجديدة 

في هذا المعرض مجال جديد متجدد عند الفنّان محمد المالكي الذي انطلقت تجربته عبر عمله الأصيل وبلوحاته التي تذهب في تفاصيل الحيات اليومية التونسية بجمالية بينة. 
محمد المالكي هذا الفنان الذي جاء من مدن الشمال التونسي وتمرس بالحرف وسافر ضمنها مبكرا إلى فرنسا وإيطاليا وإسبانيا حيث التربصات وامتلاك الخبرات، في التصاميم والنماذج والديكور. إلى جانب فنون الموضة، قاده هذا النهج منذ السبعينيات إلى واحة اللوحة وظلال الألوان فغدا شابا عاشقا لفنون التشكيل وعوالم الألوان.
بإحساسه المرهف تجاه الأرض وألوانها الملائمة تخير الفنان محمد المالكي ضربا من العلاقة الحميمة معها في تنويع تشكيلي ينهل من التراث باعتباره كونا من الخصوصية والملامح والتواريخ.
تبرز أعمال المالكي بمراوحاتها الجمالية التي تقول بالتراث والخصوصية المحلية من حيث اللباس والحلي والخلال والعلامات الدالة في المنسوجات والأعمال الجديدة التي تحدثنا عنها وكلها تجمع بين توق الفنان إلى الإصداح بحيز من المخزون كمحصلة وجدانية وثقافية وإحداث المتعة الفنية البصرية لدى المتقبل المتجول في تفاصيل اللوحات الذي يجد أشياء من أرضه وبالأحرى بلده تونس.
تتعدد اللوحات لتذهب إلى ذات العنوان وهو الوجدان التونسي. إن محمد المالكي بهذا المشروع الفني الذي يشتغل عليه ويعد فقراته وبرنامجه يبرز مكانة السعي للتجدد والبحث عن التفاعلات الجمالية الجديدة مع اللوحة والمتلقي في تجربته وسفره  مع الألوان.