السودانيون يتمسكون بحكومة مدنية وبمحاكمة البشير
الخرطوم - طالب تجمع المهنيين السودانيين الذي أطر التظاهرات ضد النظام المجلس العسكري الانتقالي، بنقل السلطة "فورا" إلى حكومة مدنية جديدة تعمل على محاكمة الرئيس المخلوع عمر البشير، فيما أعلن قال عضو بالمجلس العسكري الحاكم في السودان، إن المجلس يؤيد تولي شخصية "مستقلة" رئاسة حكومة مدنية وذلك استجابة على ما يبدو لضغط الشارع من أجل نقل السلطة للمدنيين سريعا.
وبدا الأحد وكأن المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الفريق عبدالفتاح البرهان، يمضي في اتجاه تحقيق طلبات المتظاهرين حيث طلب من مسؤولين في أحزاب سياسية "أن يتفقوا على شخصية مستقلة لرئاسة الوزارة والاتفاق على حكومة مدنية". وأكد الفريق ياسر العطا عضو المجلس العسكري أثناء اجتماع بالاحزاب السياسية في الخرطوم "نريد إقامة دولة مدنية تقوم على الحرية والعدالة والديمقراطية"، مضيفا "نريد إقامة دولة مدنية تقوم على الحرية والعدالة والديمقراطية. نريد أن تتفقوا على شخصية مستقلة لرئاسة الوزارة والاتفاق على حكومة مدنية".
وطالب التجمع في بيان نشره على صفحته بفايسبوك بـ"الشروع فورا بتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية"، داعيا "الحكومة الانتقالية المدنية المرتقبة مسبوقة بقوات شعبنا المسلحة إلى القبض على عمر البشير ومدير جهاز أمن النظام المستقيل صلاح قوش والسابق محمد عطا والأسبق نافع علي نافع وقطبي المهدى وقادة حزب المؤتمر الوطني" وتقديمهم للعدالة.
وقالت قوى معارضة وتجمع المهنيين السودانيين، إنها قدمت إلى المجلس العسكري الانتقالي تصورا من عشر خطوات عاجلة لـ"تعزيز الثقة بين الطرفين" بشأن المرحلة الانتقالية.
وعقد المجلس العسكري الانتقالي مساء السبت أول اجتماع له مع وفد من المعارضة، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات الرافضة لحكم العسكر خلال المرحلة الانتقالية ما بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير (1989 - 2019) ومدتها عامان ولتهيئة المناخ السياسي وبناء الثقة بين الطرفين.
وقالت قوى 'إعلان الحرية والتغيير'، في بيان، إن وفدها طالب خلال الاجتماع بـ"تسليم السلطة فورا إلى حكومة انتقالية مدنية متوافق عليها عبر قوى الحرية والتغيير لتدير البلاد لمدة أربع سنوات، تحت حماية قوات الشعب المسلحة".
كما طالب بـ"مشاركة قوى الكفاح المسلح في ترتيبات الانتقال كاملة، تفاديا لتكرار تجارب البلاد السابقة ومعالجة قضايا التهميش بصورة جذرية ومعالجة مظالم الماضي وانتهاكاته عبر آليات العدالة الانتقالية".
وشدد على ضرورة "حل المؤتمر الوطني (حزب البشير) وأيلولة (إحالة) ممتلكاته للدولة"، و"القضاء على سيطرة المؤتمر الوطني على الأجهزة الأمنية".
كما دعا إلى حل جهازي الأمن والدفاع الشعبي (قوات موازية للجيش) والمليشيات التابعة للمؤتمر الوطني وإعادة هيكلة وإصلاح المؤسسات العدلية وإصلاح الخدمة المدنية وضمان قوميتها وحياديتها".
كما شدد على "ضرورة إصلاح المؤسسات الاقتصادية للدولة وتحريرها من سيطرة الدولة العميقة".
ودعا إلى "إلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وإزالة كافة اللوائح والأطر القانونية التي تكرس لقهر النساء مع التمهيد لعملية إصلاح قانوني شاملة".
وطالب وفد المعارضة بتوضيح أسماء المعتقلين من رموز النظام وأماكن اعتقالهم وإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين والمحكومين سياسيا بما يشمل جميع ضباط وضباط صف والجنود الذين دافعوا عن الثورة.
وقالت قوى إعلان الحرية والتغيير، إنها ستسلم إلى قيادات الجيش "الرؤية التفصيلية حول ترتيبات الانتقال" السياسي خلال المرحلة القادمة.
وكشفت أيضا عن "تلقيها ملاحظات عديدة حول قصور تمثيل وفد الاتصال بقيادة قوات الشعب المسلحة عن التمثيل المتوازن لأقاليم السودان والنساء ومختلف تكوينات الثورة التي تعبر عن تنوع بلادنا الفريد"، مشدّدة على أن "هذه ملاحظات صحيحة نعتذر عنها ونعد بالتصحيح الفوري".
ولليوم التاسع على التوالي، يواصل آلاف السودانيين الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، لـ"الحفاظ على مكتسب الثورة"، في ظل مخاوف من أن يلتف عليها الجيش كما حدث في دول عربية أخرى، وفقا للمحتجين.
وأعلنت قيادة الجيش السوداني يوم الخميس الماضي عزل واعتقال البشير تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت في 19 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، تنديدا بالغلاء ثم طالبت بإسقاط النظام الحاكم منذ ثلاثين عاما وانتهت بالفعل قبل أيام بسقوط النظام واحتجاز البشير.
وأيدت جامعة الدول العربية في بيان الأحد الخطوات التي أعلنها المجلس العسكري الانتقالي في السودان بشأن تحقيق الانتقال السياسي، بعد عزل البشير.
وقال البيان، إن الجامعة أعربت عن "ارتياحها للخطوات الهامة التي أعلنها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان بشأن تحقيق الانتقال السياسي".
وأعلنت "تأييدها للجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي والقوى السياسية والمدنية السودانية للتوصل إلى وفاق وطني يحقق رغبات وآمال الشعب السوداني".
كما دعت الجامعة في بيانها المجتمع الدولي في هذه المرحلة الانتقالية الهامة إلى مساندة كل ما من شأنه دعم مناخ الاستقرار والوفاق في السودان.