تحركات عسكرية تضع السودان واثيوبيا على حافة المواجهة

التوترات العسكرية على الحدود السودانية الإثيوبية تتصاعد عقب تنفيذ أديس أبابا طلعات جوية فوق المناطق المتنازع عليها مع الخرطوم.
اتهامات متبادلة بين الخرطوم وأديس أبابا بخروقات عسكرية على الحدود
الإمارات تتطلع لحفض التصعيد ودعم الحوار بين السودان واثيوبيا

الخرطوم/أديس أبابا - تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترات عسكرية غير مسبوقة تنذر بوقوع مواجهات وشيكة، وفق ما أفاد به مصدر بالجيش السوداني. 

وقال المصدر مفضلا حجب هويته لأنه غير مخول بالحديث للإعلام، إن الجيش الإثيوبي نفذ مؤخرا طلعات جوية في المناطق الحدودية، معتبرا ذلك محاولة لجر السودان إلى الحرب.

وأضاف أن "الجيش الإثيوبي يقوم بعمليات استفزازية أسفرت عن قتل مواطنين مدنيين داخل الحدود السودانية".

وتابع "الجيش في كامل الاستعداد والجاهزية لحماية أراضيه ولن يسمح للجيش الإثيوبي والمليشيات بالعودة إلى الأراضي السودانية التي سيطر عليها".

وزاد المصدر "القيادة السودانية رأت ضرورة ضبط النفس، واللجوء إلى الحوار، وصولا إلى بدء ترسيم الحدود على الأرض".

من جانبها اتهمت إثيوبيا الثلاثاء الجيش السوداني باستمرار "التعدي" على حدودها، في إشارة إلى عدم حل الخلاف بشكل فعلي بين أديس أبابا والخرطوم.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، خلال إفادة صحفية أسبوعية، وقال بهذا الخصوص "الجيش السوداني يواصل التعدي على حدود إثيوبيا ومضايقة المزارعين الذين يعيشون على طول الحدود".

ولفت إلى أن أديس أبابا "فضلت تهدئة الخلاف مع السودان"، مشددا على ضرورة ألا يعتبر هذا الموقف "خوف".

كما نوه إلى استمرار تمسك الحكومة الإثيوبية بخيار الحوار لحل الخلافات الحدودية مع الخرطوم.

وأضاف المتحدث إن السودان استغلت انشغال الجيش الاثيوبي خلال الأسابيع الماضية بقتال المتمردين في تيغراي، لانتهاك الأراضي الاثيوبية.

وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تطلعها إلى تفادي التصعيد وعودة التهدئة بين السودان وجمهورية إثيوبيا، مبدية قلقها من تطورات الأوضاع بين البلدين حول منطقة الفشقة الحدودية، وأكدت على أهمية دورهما الرئيسي والفاعل في استقرار وازدهار إفريقيا والمنطقة.

وأشارت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها إلى "عمق ومتانة العلاقات التي تربط دولة الإمارات وكلا البلدين الشقيقين"، مؤكدة على أهمية أن يعمل السودان وإثيوبيا معا لتغليب الحكمة وبدء الحوار ووقف أي أعمال من شأنها زيادة التوتر، ودعت إلى تغليب خطاب التعاون والشراكة بين البلدين الجارين وبما يلبي آمال وتطلعات شعبي البلدين في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار.

والجمعة أصدرت لجنة الحدود الإثيوبية بيانًا ذكرت فيه، أن "الحدود الإثيوبية السودانية كانت محل نزاعات بين البلدين منذ أكثر من قرن، وتم التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود لأول مرة عام 1902، لكن الجانبين لم يحدداها".

وتوقفت أعمال اللجنة الفنية لترسيم الحدود بين البلدين عام 2013، بعد أن توصلا إلى اتفاق ما زال العمل جاريا على تنفيذه، بشأن رسم الحدود ووضع العلامات على الأرض.

وفي 31 ديسمبر/كانون الأول 2020 أعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين في مؤتمر صحفي، سيطرة جيش بلاده على كامل الأراضي الحدودية مع إثيوبيا.

ومنذ نحو 26 عاما تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في منطقة "الفشقة" (شرق)، بعد طردهم منها بقوة السلاح، كما تتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم تلك العصابات، لكن أديس أبابا تنفي ذلك.