تخرّج أول دفعة أئمة مصريين تكونوا في الكلية العسكرية
القاهرة - أعلنت كلية الضباط الاحتياط في مصر عن تخريج أوّل دفعة من الأئمة المرشحين للعمل بوزارة الأوقاف بعد إتمام تدريبهم بالكلية العسكرية، في خطوة أثارت جدلا واسعا، فيما تقود الحكومة المصرية جهودا لمواجهة التطرّف وتولي أهمية بالغة لتجديد الخطاب الديني في المساجد.
وأفادت صحيفة 'الأهرام' المصرية بأن تخريج هذه الدفعة يعكس "حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التعاون مع مختلف وزارات وهيئات الدولة المصرية لتأهيل الكوادر العاملة بكافة المجالات وتعظيم الاستفادة من قدراتهم وفقاً لتخصصاتهم المختلفة".
وأكد بهاء السيد عبدالرحيم مدير كلية الضباط الاحتياط خلال تهنئة الأئمة الجدد أهمية "تنفيذ تلك الدورات لبناء الوعي المجتمعي وتحصين الأجيال القادمة ضد الفكر المتطرف والهدام وتحقيقا لرؤية الدولة المصرية".
بدوره قال هشام عبد العزيز وكيل وزراة الأوقاف إن "الوزارة مستمرة فى عملية تطوير وتحديث منظومة إعداد الأئمة ليكونوا على دراية شاملة بمناهج الدعوة المختلفة ومراحل إعداد الخطبة بشكل منهجي علمي لتطويعها في التأثير في الجمهور".
وتسعى الحكومة المصرية منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة إلى إصلاح المؤسسات الدينية وأطلقت مسارا لتجديد الخطاب الديني وترسيخ مفهوم التسامح والتعايش بين الأديان.
وكان السيسي قد أكد في تصريح سابق أن بعض مفردات الخطاب لم تعد صالحة، لافتا إلى أنه مر عليها أكثر من ألف عام، مشددا على أن إصلاحها يعتبر حاجة ملحة.
وقال السيسي خلال مؤتمر الأزهر العالمي في العام 2020 "لقد طالبت المؤسسات الدينية منذ عدة سنوات وفي مقدمتها مؤسسة الأزهر الشريف بأن تولي الأهمية القصوى لموضوع تجديد الخطاب الديني"، محذرا من أن "أي تقاعس في الاهتمام بهذا الأمر من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء من غير المتخصصين ليخطفوا عقول الشباب ويزينوا لهم استباحة القتل والنهب والاعتداء على الأموال والأعراض ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة وينقلوا لهم الفهم الخاطئ المنحرف في تفسير القرآن الكريم".
ويرفض تيار محافظ داخل عدة مؤسسات دينية يعارض نموذج الدولة الحديثة، القبول بتولي الحكومة إدارة شؤون الدين والدعوة.
وتخوض مصر منذ عزل الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي الذي توفي في السجن في العام 2017، حربا ضد الإرهاب والتطرف وأطلق السيسي حملة واسعة استهدفت قيادات إخوانية انتهت بإيقاف العديد منهم وإيداعهم السجن.