'ترقية برمجية' لمتحور دلتا تثير مخاوف العلماء
واشنطن – رصد العلماء متحورا جديدا هجينا يحتوي على معلومات وراثية مختلطة من سلالتي دلتا وأوميكرون، في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، أطلقوا عليه بشكل غير رسمي "دلتاكرون".
وتعتبر السلالة الجديدة من كورونا تركيبا هجينا، مما يعني أنها تحمل في جوفها المعلومات الجينية لكلا السلالتين.
وحتى الآن، يُعتقد أن الحالات المصابة بهذا المتغير نادرة، لكن الباحثين يقولون إن دراسة النوع الهجين وتتبعه أمر بالغ الأهمية لفهم كيفية تغير فيروس كورونا مع استمرار انتشار الوباء.
وعندما تصاب الخلية بسلالتي دلتا وأوميكرون في نفس الوقت، ثم تغزوها الفيروسات وتتكاثر فيها، يمكنها، في حالات نادرة، تبادل أجزاء من جينومها الذي يحمل المعلومات الوراثية، والتقاط الطفرات من بعضها البعض، بحسب تقرير لشبكة "أن بي سي نيوز".
ويوضح أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة ولاية لويزيانا، جيريمي كامل، إن "الجينومات في هذه الحالة، تصبح بهلوانية وقد تتداخل مع بعضها"، مشبها الأمر بتشغيل مروحة بمواجهة مكتب عليه كمية من الأوراق التي تتطاير في الهواء.
الجينومات في هذه الحالة، تصبح بهلوانية وقد تتداخل مع بعضها
وتحتوي معظم عينات دلتا-أوميكرون الهجينة، التي تم العثور عليها حتى الآن على رمز جيني يشبه إلى حد كبير متغير دلتا الأصلي، ولكن مع إضافة البروتينات الشائكة الموجودة في متغير أوميكرون، التي تسمح لهذه الفيروسات باختراق الخلايا المضيفة والتسبب في العدوى.
وشبه كامل، "دلتاكرون"، بمتغير دلتا وقد حصل على ترقية برمجية.
ويُعتقد أن الطفرات التي تحدث في بروتين أوميكرون الذي يغطي الجزء الخارجي من الفيروس، تساعد المتغير على الانتشار بسهولة أكبر وتسمح له بتجنب الأجسام المضادة الواقية بشكل أفضل.
ويشير كامل إلى أن الفيروس الهجين، يمكن أن ينشأ عندما تنتشر أكثر من سلالة واحدة من فيروس كورونا على نطاق واسع بين السكان، "من المحتمل ظهور دلتاكرون في الأماكن التي تداخلت فيها موجات دلتا وأوميكرون لبعض الوقت".
ويقدر إتيان لوريير، عالم الفيروسات الفرنسي، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الجسم غالبا ما يتعرف على المتحور الجديد باعتباره "أوميكرون"، مما يعني أن أعراض "دلتاكرون" ربما تشبه المتحور السابق.
ولذلك، من الأعراض المتوقعة لـ"دلتاكرون": سيلان الأنف وصداع في الرأس والعطس والالتهاب في الحلق وغيرها.
وجرى رصد إصابات بالمتحور الجديد في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، مثل فرنسا وألمانيا والدنمارك، لكن عدد هذه الإصابات محدود.
وتم الإبلاغ عن هذا المتحور للمرة الأولى في منتصف فبراير/شباط الماضي في الولايات المتحدة.
ويواصل العلماء دراسة هذا الهجين وتتبع احتمال ظهور تركيبات هجينة أخرى من سلالات الفيروس، وذلك لمعرفة كيف يمكن لفيروس كورونا أن يتغير ويتحور، خاصة مع استمراره لفترة طويلة.