تركيا تطالب السويد وفنلندا بتسليمها 130 "إرهابيا"

المتحدث باسم أردوغان يؤكد أن الوقت ينفد أمام البرلمان التركي لإقرار مساعي السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف وذلك قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

أنقرة - صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهجته حيال السويد وفنلندا، مشددا على أنه يتوجب عليها ترحيل 130 ممن وصفهم بـ"الإرهابيين" إلى تركيا أو تسليمهم إليها قبل أن يوافق البرلمان التركي على انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويأتي هذا التصريح في إطار مساومة أنقرة للدولتين الإسنكدنافيتين على إعطاء الضوء الأخضر لالتحاقهما بالناتو، إذ باستثناء المجر التي أكدت أنها ستصادق على ذلك تبقى تركيا الدولة الوحيدة التي تحول دونه وقالت إنه يتعين على السويد على وجه الخصوص أن تتخذ أولا موقفا أكثر وضوحا ضد من تعتبرهم أنقرة إرهابيين ومعظمهم من المسلحين الأكراد وحركة أو شبكة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016.

وقال أردوغان في تصريحات في ساعة متأخرة من مساء الأحد "قلت.. انظروا.. إذا لم نتسلم الإرهابيين الموجودين لديكم، فلن يمرر البرلمان الموافقة على طلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي أبدا"، في إشارة إلى المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده أردوغان مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وأضاف "لكي يمرر البرلمان هذا، عليكم أولا تسليم أكثر من 100 إرهابي، حوالي 130 إرهابيا، إلينا".

ويطالب الرئيس التركي السويد بتسليم أنقرة 12 شخصا يتّهمهم بالضلوع في محاولة الانقلاب أو بالانتماء إلى ميليشيا كردية محظورة تصنّفها واشنطن والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".

ووقعت السويد وفنلندا وتركيا مذكرة تفاهم في يونيو/حزيران الماضي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي بمدريد في محاولة للتغلب على الاعتراضات التي أثارتها أنقرة تعهد بموجبها البلدان بالنظر في "طلبات الترحيل أو التسليم المعلقة لتركيا فيما يتعلق بالمشتبه بأنهم إرهابيون على وجه السرعة وبشكل كامل"، مع الأخذ في الاعتبار مطالب المخابرات التركية والالتزام بجميع القوانين الأوروبية.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان السبت إن الوقت ينفد أمام البرلمان التركي لإقرار مساعي السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف وذلك قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها في مايو/أيار القادم.

وقال كريسترسون اليوم الاثنين إن بلاده في "وضع ملائم" للحصول على موافقة تركيا على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

ومطالب تركيا في أغلبها موجهة إلى ستوكهولم بسبب الشتات الكردي ولا توجد إحصاءات رسمية للجالية الكردية بالسويد التي يقدّر عدد أفرادها بنحو مئة ألف في البلاد البالغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة.

ويعتقد محلّلون أن أردوغان يستغل ملف موافقة تركيا على انضمام البلدين إلى حلف شمال الأطلسي للمساومة في نزاع دبلوماسي أوسع نطاقا مع الولايات المتحدة ويسعى لحض نظيره الأميركي جو بايدن على الوفاء بتعهّده بتزويد سلاح الجوي التركي المتقادم مقاتلات من الجيل الجديد.

وفي سياق متصل بتواصل حالة الشد والجذب بين أنقرة وستوكهولم أعلن القضاء السويدي الاثنين أنه لن يجري ملاحقات قضائية في حق ناشطين قاموا بتعليق دمية تمثّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معلقا من قدميه بحبل في ستوكهولم الأسبوع الماضي، في احتجاج أشعل غضب أنقرة.

وكانت الحكومة السويدية قد أدانت تنظيم "إعدام مفبرك لزعيم أجنبي منتخب ديمقراطيا"، معتبرة أن عمل المجموعة يهدف إلى "إفشال طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".

وقالت ناطقة باسم النيابة السويدية لوكالة فرانس برس إنه "بعد تقديم شكوى بتهمة التشهير اتخذ قرار بعدم فتح تحقيق أولي".

وقال المدعي العام لوكاس إريكسون لصحيفة "افتونبلات" اليومية "لا أعتقد أن هذا يمكن أن يكون تشهيرا".

وتبّنت لجنة روجافا الكردية في السويد مسؤولية هذا الفعل وهي مجموعة مقرّبة من حزب العمال الكردستاني، وفق تركيا.

وشبّهت اللجنة في تغريدة الرئيس التركي بالدكتاتور الإيطالي الراحل بينيتو موسوليني وكان الزعيم الفاشي عُلّق من قدميه بعد إعدامه في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية في العام 1945.

واستدعت وزارة الخارجية التركية الخميس الماضي السفير السويدي لدى أنقرة بعد هذه التغريدة وقال المستشار المقرب من أردوغان ابراهيم قالن السبت "في حال استمرار هذا النوع من الحوادث، سيُبطئ ذلك انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي".

وصرح فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي بأن "بلاده لا يمكنها إعطاء الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي في وقت تسمح فيه ستوكهولم للتنظيمات الإرهابية وأنصارها على أراضيها بالقيام بكل أنواع الأنشطة المعادية لتركيا تحت ذريعة الديمقراطية".

وأحسنت أنقرة استثمار الواقعة للتأكيد على دعم السلطات السويدية المستمر للجماعات الكردية التي تؤيد فكرة الانفصال عن الدولة التركية وبالتالي تبرير موقف أنقرة الرافضة لانضمام ستوكهولم إلى "الناتو".