تركيا تقصف مخيم مخمور للاجئين في العراق

مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة اثنين آخرين في القصف التركي، يأتي بعد ثلاثة أيام من تهديد إردوغان بضرب المخيم على الرغم من رفض العراق بشدة انتهاكات أنقرة المستمرة لأراضيه.
القوات التركية تقصف حديقة للأطفال في مخيم مخمور
أنقرة تعيد إذكاء التوتر مع بغداد بتماديها شمال العراق

أربيل (العراق) - قتل ثلاثة مدنيين وأصيب اثنان بجروح إثر قصف تركي على مخيم مخمور في شمال العراق، وفق ما أفاد النائب الكردي رشاد جلالي وكالة فرانس برس، يأتي بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل أيام بـ"تنظيف" هذا المخيم.

ويأتي هذا في أحدث حلقة من مسلسل الانتهاكات التركية المستمرة للأراضي العراقية، وفي تحرك تركي يضرب دعوة بغداد لوقف هذه الانتهاكات الصارخة عرض الحائط، بينما يرجح هذا التحرك إذكاء نار التوتر مع السلطات العراقية.

وتقوم أنقرة مراراً بعمليات قصف لشمال العراق لملاحقة مقاتلين في حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي وواشنطن.

وقال النائب المتحدّر من مخمور في محافظة نينوى في شمال العراق، إن طائرة تركية قامت "بقصف حديقة للأطفال واقعة قرب مدرسة" في المخيم الذي يضمّ لاجئين أكرادا أتراكا.

وأكد مسؤول أمني عراقي طلب عدم ذكر اسمه أن ضربة جوية أدت إلى سقوط قتلى ومصابين في المخيم لكنه لم يقدم تفاصيل.

ووقعت الضربة الجوية بعد ثلاثة أيام من تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان حذر فيها بغداد من أن تركيا "ستطّهر" مخيما للاجئين تقول إنه يوفر ملاذا للمسلحين الأكراد.

وكان حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً في تركيا منذ عقود، قد أفاد السبت عن قصف طائرة مسيرة بعد الظهر للمخيم، في خطوة تأتي بعد ساعات من مقتل خمسة عناصر من مقاتلي البيشمركة في إقليم كردستان، الحليف لأنقرة، في كمين لحزب العمال الكردستاني.

وكان إردوغان قد توعد مطلع يونيو/حزيران بالتصعيد ضد حزب العمال الكردستاني، مهددا بقصف مخيم مخمور للاجئين الذي يقع في شمال العراق على بعد 250 كلم من الحدود بين العراق وتركيا، معتبرا أنه يضمّ عناصر من حزب العمال.

وقال إردوغان "مخمور بات حاضنة لقنديل" مقر قيادة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، مؤكدا أنه "إذا لم نتدخل، فستواصل تلك الحاضنة الإنتاج (إرهابيين)."

وأضاف "نتحدّث مع جميع اللاعبين، إذا لم تقم الأمم المتحدة بتنظيف هذا المكان، فسنتولى نحن تلك المهمة بصفتنا أعضاء في الأمم المتحدة".

وتنص الأعراف والمواثيق الدولية على أن يتم معالجة مثل هذه المسائل الأمنية ضمن الأطر القانونية كأن تتقدم تركيا بشكوى للحكومة العراقية ولمجلس الأمن وتقدم ما يثبت صحة مزاعمها بأن مخيم مخمور يشكل خطرا على أمنها أو أن المتمردين الأكراد يتخذونه بالفعل قاعدة خلفية لأنشطتهم ضد المصالح والقوات التركية.

وتشنّ أنقرة منذ 23 ابريل/نيسان عملية عسكرية جديدة في شمال العراق، جواً وأحياناً براً، ضد حزب العمال الكردستاني.

وحزب العمال الكردستاني هو عدو أنقرة وأربيل ويرفض الاعتراف بحكومة كردستان العراق وينشط لإقامة دولة موحدة في سوريا وتركيا والعراق وإيران.

ويشن حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، تمردا على الدولة التركية منذ عام 1984 في منطقة جنوب شرق البلاد التي تسكنها أغلبية كردية. وأودى الصراع بحياة أكثر من 40 ألفا.

وتقصف تركيا التي نشرت بحكم الأمر الواقع نحو عشر قواعد عسكرية منذ 25 سنة في كردستان العراق، بانتظام القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية في شمال العراق، في انتهاكات تدينها بغداد بشدة

وأطلق حزب العمال منذ 1984 تمردا داميا على الأراضي التركية أسفر عن أكثر من 40 ألف قتيل.

وتحتج بغداد باستمرار على القصف التركي الذي تعده انتهاكا صارخا لأراضيها، لكن أنقرة أصرت على أنها "ستتولى أمر" حزب العمال الكردستاني في هذه المناطق في حال "لم تكن بغداد قادرة على ذلك".