تركيا لا تستبعد تسوية الملف السوري في عهد ترامب
أنقرة - ترجح تركيا أن يتم تسوية الملف السوري وذلك بعد الانتهاء من الملف الاوكراني وسط توقعات بأن العديد من الملفات سيتم تحريكها في عهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي سيتولى مهامه في يناير/كانون الثاني المقبل.
ورغم أن الملف السوري لن يكون على رأس الملفات على طاولة الإدارة الأميركية الجديدة خاصة مع وجود ملفات حارقة عديدة في العالم مثل حرب غزة وحرب لبنان والصراع الإسرائيلي الإيراني والملف النووي وكذلك حرب أوكرانيا، لكن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يؤكد في المقابل إمكانية جنوح واشنطن نحو التسوية في سوريا إن تم تجميد النزاع في أوكرانيا.
وقال فيدان في تصريحات نقلتها وكالة نوفستي الروسية "من الممكن مناقشة قضايا أخرى تتعلق بالتسوية السورية إذا كان هناك تجميد للنزاع الأوكراني أو تخفيف المواقف".
وتابع "هذا ليس مستبعدا، ونحن نراقب بعناية ما يحدث بالطبع، يمكن للأميركيين، عندما يغادرون المنطقة، اتخاذ عدد من الإجراءات لتقليل الضرر الذي يلحق باللاعب الذي استثمروا فيه حزب العمال الكردستاني يجب أن نكون مستعدين لأي تطور للأحداث".
وتشير التصريحات أن الحكومة التركية لا تستبعد انسحاب الجيش الاميركي من مناطق في سوريا وفق تفاهمات معينة لا تؤثر سلبا على الحلفاء الأكراد مشيرا لامكانية مراجعة العلاقات مع الفصائل الكردية.
نحن نراقب بعناية ما يحدث في سوريا
ويتطلع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي تجمعه بترامب علاقات جيدة الى تسوية الملف السوري الذي بات كابوسا يؤرقه خاصة بعد تعرض أنقرة للعديد من الهجمات الدموية التي تبناها حزب العمال الكردستاني المدعوم من القوى الكردية في سوريا.
وقد وجه الرئيس التركي دعوة للرئيس الأميركي المنتخب لزيارة أنقرة حيث ستكون المخاوف التركية من التطورات في شمال سوريا من بين أهم المواضيع على الطاولة.
كما تعمل تركيا مع الجانب الروسي لتسوية الوضع في شمال سوريا فيما يتطلع أردوغان كذلك لتطبيع العلاقات مع النظام السوري داعيا الرئيس بشار الأسد لجراء لقاءات فيما تشترط دمشق انسحاب الجيش التركي من شمال البلاد ووقف دعم المجموعات المسلحة.
وتوجد قواعد أميركية في شمال سوريا وكان لها دور في دعم قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة تنظيم داعش بينما تنظر أنقرة بكثير من القلق لهذا الدعم كونه يؤثر سلبا على أمنها القومي خاصة مع تزايد هجمات المتمردين الاكراد الذين يتخذون من سوريا والعراق ملاذات امنة لهم.
ودخلت دول عربية على خط انهاء الصراع في سوريا حيث فاد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف، أن أربع دول عربية هي سلطنة عُمان ومصر والسعودية والعراق أعلنت استعدادها لاستضافة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، وسط تعثر المحادثات بسبب خلافات بشأن اختيار مكان مقبول لجميع الأطراف.
وأبدت واشنطن معارضتها لإعادة دول الخليج تطبيع العلاقات مع الأسد رافضة كسر طوق عزلته إقليميا ودوليا ومددت الإدارة الأميركية العام الماضي "قانون قيصر" الذي يفرض عقوبات على الجهات والأشخاص الذين يدعمون النظام السوري، إلى العام 2032.
لكن لا يستبعد أن يعمد ترامب الذي تعهد بالعمل على إيقاف تمويل الحروب خاصة تسليح الجيش الأوكراني وترشيد الانفاق العسكري للضغط بهدف إيجاد تسوية ما للصراع.