تزايد المخاوف من مراقبة الانترنت

تبعث ضخامة الاعتداءات التي لم يسبق لها مثيل على واشنطن ونيويورك ولجوء الارهابيين المفترض الى احدث التقنيات لترميز المراسلات، الخوف بين مستخدمي شبكة الانترنت من تعزيز المراقبة على الشبكة.
وحذر اندي مولر-ماغون، الناطق باسم جمعية "كاوس كمبيوتر كلوب" الالمانية الشهيرة للقرصنة على الانترنت، من ان "الولايات المتحدة ودول منظمة حلف شمال الاطلسي ستستفيد من هذه الاعتداءات لتعزز سيطرتها على الاتصالات".
واكد ان الامر سيكون بمثابة "تدخل في خصوصيات" المواطن العادي في حين ان الارهابيين "سيلتفون على هذه الاجراءات بعيدا عن الانظار المتطفلة" عبر اللجوء الى تقنيات اكثر تطورا.
وتفيد بعض المعلومات التي تم بثها على الانترنت ان اسامة بن لادن المشتبه به الرئيسي في اعتداءات الثلاثاء استخدم تقنية "الاختزال" وهي تقنية اتصال قديمة لعناصر الاستخبارات، من اجل اخفاء رسائل في صور او صفحات انترنت تبدو عادية.
واعرب رئيس تحرير نشرة "انتيليجنس اونلاين" غيوم داسكييه عن المخاوف ذاتها من تشديد المراقبة على الانترنت معتبرا ان مثل هذا الاجراء سيكون بلا جدوى خصوصا وان "المنظمات المدربة على السرية لا تستخدم الشبكة" على حد قوله.
واوضح ان الخدمات التقنية الخاصة بالانترنت على مستوى العالم هي في غالبيتها في الدول الغنية حيث تتعامل مع اجهزة الامن.
وقد اعلنت شركة "اميريكا اون لاين" بعد قليل على الاعتداءات ان "اميركا اون لاين تتعاون بصورة تامة مع اجهزة الامن الفدرالية والمحلية في اطار تحقيقاتها".
واوضح غيوم داسكييه ان اجهزة الاستخبارات لديها مداخل سرية تمكنها من فك رموز الرسائل الالكترونية المشفرة وبرامج تسمح لها برصد الرسائل الخفية. واصاف ان "المنظمات السرية تعرف ذلك".
واقر جان فرنسوا فوبان المسؤول عن قسم الاتصال في ياهو-فرنسا بأنه بات "يعير انتباها اكبر" للرسائل التي يتم تبادلها على شبكة الانترنت والرسائل الالكترونية التي تدخل في اطار المراسلة الخاصة البعيدة عن اي مراقبة خارج الاطار القضائي.
وقال "ان لاحظنا مجموعات محادثة تتكلم عن الاعتداءات نراقب ما تقول عن كثب للتدخل ان لزم الامر".
وهذا هو كذلك رأي مدير مدرسة الحرب الاقتصادية كريستيان هاربولو. وقد حذر من ان "الاميركيين سيغتنمون للاسف الصدمة التي اثارتها الاعتداءات لتعزيز نفوذهم في مجال الجغرافيا الاقتصادية مثلما فعلوا بعد حرب الخليج، وسيصعب على اوروبا الفصل بين التضامن وهذه الهيمنة الجديدة".
واعرب المفوض دانيال بيرتيني، مساعد رئيس المكتب المركزي الفرنسي لمكافحة الاجرام المرتبط بتقنيات الاعلام والاتصال، عن امله في ان تسمح الصدمة الناجمة عن الاعتداءات بـ"تحسين التعاون بين الشرطة وصناعيي الانترنت".
واسف لكون "عملاء الانترنت غير ملزمين على الاطلاق في الوقت الحاضر بالاحتفاظ بنسخة عن الاتصالات ورسائل البريد الالكتروني".
غير انه استبعد ان "تتمكن اجهزة الشرطة الفرنسية من ادخال مخبرين الى شركات التزويد بالمعلومات مثلما يعتقد ان مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) فعل في الولايات المتحدة مع النظام الذي اطلق عليه اسم «كارنيفور-آكل اللحوم»".