تشكيلية سعودية تستحضر تجارب متحف بيكاسو

منال السيف تنجح في تطبيق نموذج فني وتربوي شاهدته وتابعت طرق إدارته خلال زيارة لها لمتحف بيكاسو في مدينة برشلونة الإسبانية.
منال السيف شاركت خلال السنوات الماضية في قرابة 20 معرضا ما بين شخصي وجماعي
التشكيلية السعودية: مناهج التعليم السعودي تشجع على الاستفادة من التجارب التربوية الدولية

منال السيف، فنانة تشكيلية، وتربوية سعودية، وعضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) وصاحبة حضور دائم في المشهد التشكيلي السعودي والعربي، حيث شاركت خلال السنوات الماضية في قرابة 20 معرضا ما بين شخصي وجماعي، وملتقيات وورش عمل وحلقات نقاشية محلية ودولية.
وهي من المنخرطين في مجال التربية الفنية، ونشر ثقافة الفنون البصرية، واكتشاف المواهب الفنية، في سن مبكرة، والعمل على تنمية مهاراتها، وتوجيهها التوجيه الأمثل فنيا، ومنحها الفرصة والدعم لامتلاك أدواتها الفنية، بما يمكنها من ممارسة الفنون التشكيلية واستغلال تلك الفنون في خدمة المجتمعات، وتحقيق نهضتها.
وقد نجحت الفنانة منال السيف، في توظيف خبراتها الفنية وما شاركت به من معارض وملتقيات فنية محلية ودولية، لخدمة الطلاب، وتدريس الفنون برؤية تربوية معاصرة.
وفى تجربة فنية وتربوية جديدة، جرت بين طلاب المدرسة 158 في حي الغدير، بالعاصمة الرياض، نجحت منال السيف، في تطبيق نموذج فني وتربوي شاهدته وتابعت طرق إدارته خلال زيارة لها لمتحف بيكاسو في مدينة برشلونة الإسبانية، الذي يضم أكبر مجموعة من الأعمال الفنية للفنان الإسباني بابلو بيكاسو. وهو أحد أكثر المتاحف الإسبانية شعبية وأكثرها زيارة.
وهي تجربة تقوم على تطوير الأداء والإنتاج الفني للطلاب، وتحقيق مواكبة مخرجات مناهج التربية الفنية مع احتياجات سوق العمل، وتوفير عنصر الإثارة والتشويق للطلاب، ويزيد من التعلم، بجانب مناسبة التجربة المنقولة من متحف بيكاسو، للأهداف التعليمية التي تضمنها رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية، وتماشيها مع مناهج التربية الفنية المطبقة بكل المراحل التعليمية داخل المملكة، وقد لقيت التجربة ترحيبا واسعا، وإشادة كبيرة من قبل الطلاب وأولياء الأمور والمتخصصين، الذين ثمنوها وطلبوا العمل على تعميمها.

وحول تلك التجربة، قالت الفنانة والتربوية، منال السيف: إن التجربة تمثلت في نقل فكرة متجر المنتجات الفنية بمتحف بيكاسو، داخل المدرسة، عبر افتتاح متجر مصغر، وإقامة ورش فنية تمكن الطلاب من تقديم أعمال فنية من إبداعاتهم، وتوظيفها فى مجالات عديدة نفعية وجمالية، كالأدوات، والملبوسات، والتحف، والاكسسوارات، والكتب، وهو الأمر الذي أضاف عند تطبيقه بشكل عملي، قيمة فنية للعمل، وقيمة سوقية، وقيمة نفعية ، مما ساهم في تغيير مفهوم الفنون، والتأكيد على أنها ليست وسيلة ترفيه أو زينة، بل هي ذات قيمة نفعية، وتحويلها إلى سلعة لها مكانة معززة في سوق العمل، مما يكسب الطلاب خبرات فنية وأفكارا إبداعية في الإخراج والتسويق، خاصة مع إنشاء متجر رقمي لتسويق الأعمال الفنية للطلاب، إما بشكل جماعي أو بشكل فردي.
ولفتت السيف إلى أن تنفيذ التجربة، وتعميمها، في إطار أن مناهج التعليم السعودي، تشجع على الاستفادة من التجارب التعليمية والتربوية الدولية، طالما تتناسب وقيم المملكة ولغتها وتاريخها وتراثها وثوابتها كدولة إسلامية.
وفي سياق متصل رأت الفنانة التشكيلية والتربوية السعودية منال السيف، أن المشهد الفني والثقافي في المملكة العربية السعودية يشهد نهضة شاملة، وصار المجتمع يجني ثمار رؤية 2030، التي وضعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من أجل بناء الإنسان والفكر وتعزيز ثقافة المجتمع. وأن المملكة تنهض تشكيليا، وأن ثمة أمرا مهما بدا واضحاً للجميع، والمتمثل في تلك النهضة التي تشهدها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية، حيث تتضح آفاق هذه النهضة في كثرة النوافذ الثقافية التشكيلية وتعددها، من خلال وجود عدد كبير من المراكز الثقافية التي تعنى بالثقافة التشكيلية، وكذلك وجود العديد من المعارض الخاصة والتي أحدثت ثورة ونهضة تشكيلة غير مسبوقة في تاريخ المملكة، ومن خلال تلك النوافذ التشكيلية يتم التأكيد على ضرورة وجود الفنون التشكيلية كوسيط ثقافي مهم يساهم في تحقيق حالة من التقارب والتواصل بين الشعوب والثقافات، وأيضا التأكيد على تطلعات المملكة فيما يخص الثقافة بشكل عام والتشكيل بصفة خاصة.
وأكدت على أن المتأمل لتطور ونهضة التشكيل في المملكة العربية السعودية، يجد أن الفنانين التشكيليين السعوديين قد نجحوا في تأكيد وجودهم الفاعل في الحركة الفنية والثقافية داخل المملكة وخارجها، وباتت أعمالهم تعبر عن شكل المملكة وهويتها.