تظاهرات العراق: من قتل القتيل؟!

مجازر الجياع تسقط الأقنعة وتتعرى الفضائح، لم تبق قشرة كذب تستر ثقوب القناصين المحترفين الفياض والعامري والمهندس والخزعلي والقائمة تطول حتى ولا قطرة خجل تبلل جباههم الملوثة بالتبعية لإيران.

بقلم: حسن حاتم المذكور

من قتل القتيل في وطن القتلى؟ الجوع والمواطنة وجرح الكرامة هوية القتيل، الترمل واليتم والاهمال والأذلال والفقر والجهالة والأستغفال وثلم الأدمية هوية القتيلً، الاحساس باللاوجود وتفاهة الحياة والفقدان المطلق لحقوق الانتماء هوية القتيل، ثم شجاعة الرفض وبسالة ردة الفعل وصرخة الحق، بوجه باطل السلطة الفاسدة الظالمة هوية القتيل ايضاً، قتل العراقيين بالمفرد احياناً وبالجملة احياناً أخرى، وتصفية جيل شبابي في اغلب الأحيان، الاغتيال والخطف والتغييب، والقنص بأسم الله وباسم علي والحسين (ع) دائماً، ويبقى القاتل مجهولاً وجريمته تسجل بأسم مجهول ويُسدل عليها الستار، يصرخ ويستغيث اهلنا "ان القاتل يسير خلف الجنازة، قابع في وزارتي الداخلية والدفاع، يعدّ لمجزرة شعب، وهناك ورشة اركان المجازر، ترسم خططها في مقرات الرئاسة والسلطات الثلاثة، وذاك الحارس القومي القاتل ، قائداً عاماً لقناصة القوات المسلحة"، ولا نصدق الا اهلنا.

ينطق القاتل، بأكثر من (47) فضائية، واجهزة اعلامية فاسدة، يبكي مظلوميته، ويعد شهدائه ويدين جريمة ارتكبتها مجموعة من مندسي التظاهرات، يختفي القتيل بموته والجريح بجرحه، هناك مطاردة شرسة، تغتال الجرحى في المستشفيات، والمعتقلين في مقرات الاستجواب، يطاردون الهاربين بتهم العمالة لأمريكا واسرائيل، وتتسع جوقة الراقصين على اضلاع شباب الانتفاضة، يعزف السياسي الفاسد نشيد انتصاره على الله والوطن، ويفتح المثقف الأفسد، حوارات (للمثاقفة)، يطلقون فيها مقالات قنص بعنوان "يحرقون العراق باسم المطاليب المشروعة" رصاصة قنص سامة اصابت مقتلاً، يتهمون فيها التظاهرات المليونية، بأخذ التوجيهات من مقبرة البعثيين، وبالعمالة لدول الخليج البعثية واسرائيل البعثية وامريكا البعثية!!!، احقاً ان البعث يحاول اسقاط نفسه، وحكومة شريك فيها، وحرس قومي اقدم، قائد عاماً لقواتهم المسلحة، هنا تنزف الثقافة الوطنية كرامتها وتاريخها المجيد، وتتقيأ مقالات قناصي حاضرها.

في مجازر الجياع تسقط الأقنعة وتتعرى الفضائح، لم تبقى قشرة كذب تستر ثقوب القناصين المحترفين،  الفياض والعامري والمهندس والخزعلي، وقائمة الاراذل تطول، حتى ولا قطرة خجل، تبلل جباههم الملوثة بالتبعية لإيران، السمسرة عندما تصبح ايديولوجية المجاهد، فلا يهمها ان كانت لأيران او لأمريكا، من (يقنص) عراقي، لا يهمه ان يرفع ذيله ليأخذ قيلولة مريحة في حضن الصهيوني نتنياهو، انه المرتزق القاتل بلا حدود، والمذاهب عندما تكون قاتلة بلا حدود، من اعلى مرجع فيها حتى اوطأ مجاهد في حشدها، سيحمل فيها مقتدى الصدر، سلاح الثائر جيفارا!، وتختفي "إيران بره.. بره" تحت عباءة "كلا .. كلا امريكا، هنا تصبح السفالة والاحتيال، هوية المجاهد الدجال.

دماء الانتفاضة اسقطت الأقنعة عن الأقنعة، و(العمامة) عن رأس الشيطان، وعن سفالة واحتيال شبل المرجعية الرشيدة! ، اللاعب على حبلي "كلا امريكا ـــ بره بره ايران" بين كلا والبره، تعرت دونيته، كأخر متراس مشبوه لاغتيال الانتفاضة الباسلة من داخلها، قناص مجهول الهوية غريب الأطوار والأدوار، ليس مهماً ان كان القاتل حرس قومي سابق، او قناص اسلامي مستبعث، او آخر يسوق الاستبعاث عبر ثقافة الاحباط، الأهم من كل ذلك، ان جميع هؤلاء هم من بين القتلة، اذا اضفنا اليهم الصمت القاتل للمراجع العظام!، ومساومة الأعلام المحلي والأقليمي والعالمي، فالقتيل العراقي كعادته وحيداً، والانتفاضة تعاكس تيار الردة بأصابع مقطوعة، يخسأ من يتوهم، ان جيل الشباب سينقرض، فالعراق ولّاد، وثورة النفس الأخير للجياع، سترمي ايران وذيولها خلف الحدود، وبالعراقي الفصيح، تقول للجوار وامريكا والعالم، ادوا التحية وقدموا اوراق الصداقة، انه العراق الذي كان ولا زال وسيكون، فاحترموا.

كاتب عراقي