تكليف خصم نتانياهو بتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل

بيني غانتس للرئيس الاسرائيلي: أعدك أنني سأبذل كل ما في وسعي لأتمكن خلال بضعة أيام من تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة ووطنية قدر المستطاع.

القدس - حصل قائد الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على تكليف رسمي من الرئيس بتشكيل الحكومة.
وقال غانتس زعيم حزب أزرق أبيض خلال مراسم وهو يقف بجوار الرئيس ريئوفين ريفلين "أعدك أنني سأبذل كل ما في وسعي لأتمكن خلال بضعة أيام من تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة ووطنية قدر المستطاع".
وحصل غانتس على دعم 61 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 120 لكن سبيل الإطاحة بنتانياهو قد يكون ما يزال صعبا ويجري على نطاق واسع بحث تشكيل وحدة وطنية مع نتانياهو.
وأمام غانتس الذي يترأس حزب "أزرق أبيض" الوسطي مهلة 28 يوما يمكن تمديدها بموافقة الرئيس الإسرائيلي لمدة 14 يوما إضافية لتشكيل الحكومة، قبل تكليف نائب آخر بتشكيل الحكومة في حال فشله.
وكان 61 نائبا في الكنيست الإسرائيلي بينهم النواب العرب قد أوصوا الرئيس الإسرائيلي الأحد بتكليف غانتس بتشكيل الحكومة بعد تفوقه على نتانياهو الذي حصل على 58 توصية من نواب البرلمان البالغ عددهم 120.
ومن المقرر أن يلتقي غانتس مسؤولين من حزب الليكود اليميني برئاسة نتانياهو من أجل بحث تشكيل حكومة طوارئ أو حكومة وحدة وطنية.
وعلى الرغم من التوصية بغانتس، تبقى إمكانية تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة صعبة في ظل الانقسامات العميقة داخل الأحزاب التي دعمته وخاصة تلك التي بين القائمة العربية المشتركة وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.
ولطالما أعلن ليبرمان عن رفض تشكيل حكومة ائتلافية بدعم العرب الذين وصفهم في السابق بأنهم "طابور خامس".
ولم تسفر الانتخابات التشريعية الأخيرة التي كانت الثالثة في إسرائيل خلال أقل من عام، عن نتائج حاسمة.

غانتس لا يصدق كلمة واحدة يقولها نتانياهو

ورغم فوزه في الانتخابات الأخيرة، حالت ثلاثة مقاعد برلمانية دون تكليف نتانياهو تشكيل الحكومة إذ حصد وحلفاؤه 58 مقعدا في حين يتعين حشد تأييد 61 نائبا في البرلمان لتشكيل الحكومة.
وأمام زعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض" 42 يوما كحد أقصى لتشكيل حكومة، وهي مهمة ثبت أنها مستحيلة بعد انتخابات العام الماضي.
وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت رأي الكاتبة الإسرائيلية سيما كادمون التي أشارت إلى أن غانتس لديه "تفويض أجوف"، في إشارة إلى الانقسامات التي من المحتمل أن تشكل عائقا داخل معسكر نتانياهو.
ويسعى الرئيس الإسرائيلي إلى تشكيل حكومة "بأسرع وقت ممكن"، لمساعدة إسرائيل على تخطي وباء كوفيد-19.
واستدعى ريفلين الخصمين الأحد من أجل إجراء "محادثات عاجلة" انتهت دون اتفاق، لكنهما أعلنا استمرارها.
وشدد ريفلين عقب الاجتماع على ضرورة "تكثيف الاتصالات المباشرة بين فريقي تفاوض الليكود وأزرق أبيض" وحيا "استعداد الجانبين للقيام بذلك".
ويبدو أن توافق الخصمين سيكون صعبا لا سيما بعد تصاعد التوتر بينهما في الأيام الأخيرة، وهو ما عكسته التصريحات المتبادلة.
وسيؤدي البرلمان الإسرائيلي اليمين الدستورية في وقت لاحق الإثنين في مراسم خاصة تتوافق مع التعليمات الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا.
وكتبت رفيف دراكر في صحيفة هآرتس اليسارية أن الوباء "قد يكون معجزة مؤسساتنا السياسية"، بعدما بدأ الحديث عن حلول وسطية ثبت أنها صعبة المنال خلال انتخابات العام الماضي التي أفضت إلى جمود سياسي.
وأحصت إسرائيل حتى الآن 250 إصابة بالفيروس، بالإضافة إلى وضع عشرات الآلاف في الحجر الصحي.
وأعلنت الحكومة السبت سلسلة من الإجراءات الجديدة للتصدي للفيروس، بينها إغلاق المطاعم والمقاهي، ومنع التجمعات التي تضم أكثر من 10 أشخاص.
ودعا نتانياهو الأحد إلى تشكيل حكومة وحدة تستمر لستة أشهر برئاسته.
وقدم نتانياهو ايضا مقترحا بالتناوب على منصب رئيس الوزراء بينه وبين خصمه وهو عرض مشابه لما قدمه عقب انتخابات أيلول/سبتمبر.
أما كاتب العمود في صحيفة يديعوت أحرونوت ناحوم بارنيا فيرى أن "غانتس لا يصدق كلمة واحدة يقولها نتانياهو".
وأضاف بارنيا أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يثبت أنه "مفتاح الاتفاق".
ورفض غانتس في السابق المشاركة في أي حكومة يرأسها نتانياهو في ظل الاتهامات التي يواجهها أمام القضاء.
ووجهت لنتانياهو في كانون الثاني/يناير اتهامات رسمية بالرشوة والاحتيال وخرق الثقة في ثلاث قضايا، فيما ينفي التهم الموجهة إليه.
وقضت محكمة في القدس الأحد بتأجيل بدء محاكمة نتانياهو إلى 24 أيار/مايو بسبب انتشار وباء كوفيد-19، بعدما كانت مقررة الثلاثاء.
وهاجم خصوم رئيس الوزراء القرار واتهموه باستغلال الوباء لتأجيل المحاكمة التي طال انتظارها.