توقيع ديوان "ضوء هناك" في ندوة زومية

الشاعر السوري زكريا شيخ أحمد يوقع ديوانه بحضور نخبة من النقاد والناقدات والشعراء والشواعر في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وعبر منصته الإفتراضية.
أحمد الفلاحي: زكريا يكتب باليومي، فالشعر وسيلته للتقليل من أحزانه
ليسَ بإمكانِ الأخشابِ النومَ حينَ يكونُ هناكَ منشار بالقربِ

باريس ـ بحضور نخبة من النقاد والناقدات والشعراء والشواعر، وقّع الشاعر السوري زكريا شيخ أحمد، مجموعته الأولى "ضوء هناك"، الصادرة حديثا في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وعبر منصته الإفتراضية التي يديرها ويبرمجها السينمائي والفنان اليمني حميد عقبي من باريس، وشارك في الأمسية كل من الشاعرة والناقدة المغربية د. ثريا بن شيخ، الناقد والأكاديمي الأردني د. عاطف الدرابسة، الشاعر اليمني د. أحمد الفلاحي، المترجم والناقد، الشاعر د.  سرجون كرم، الشاعر اليمني عبدالغني المخلافي، الشاعرة المصرية أمينة عبدالله، الأديب والشاعر السوري صبري يوسف، الشاعر والناقد التونسي سمير بية، الشاعر الموريتاني براهيم مالك، الشاعرة والناقدة المغربية رشيدة الشانك، وعدد من أصدقاء وصديقات المنتدى ومتابعيه، واستمرت الإحتفالية لأكثر من ساعتين ويمكنكم مشاهدتها على قناة يوتيوب المنتدى العربي الأوربي للسينما والمسرح.

تحدثت د. ثريا بن شيخ وقالت: لقد أعجبت بهذا المنجز الشعري، قدم الشاعر نفسه كأنه كون صغير بالبداية ثم بنى عالمه الخاص متجاوزا قوانين الفيزياء فهو يرى من الأعلى أو الأسفل دون أن يربك لنا الرؤية، كأنه أول شاعر بلا ذاكرة، وهو يؤسس رؤيته على تربة لسلطة الذاكرة أو سلطة التراب أو النظام، بنى خطه خارج الخط والظل وخارج المرآة في مكاشفة حقيقية وإن كان صادمة وجارحة.
واستفاضت د. بن الشيخ في حديثها مؤكدة أن قراءة هذه المجموعة توّلد الكثير من الأسئلة فالشاعر خارج التفلسف المصطنع ونحن مع قصائد متنوعة ومختلفة وأساليب متعددة فلا حشو ولا إطناب ولا تنافر فيها .
ثم تحدث د.سرجون كرم والذي قرأ قصيدتين على شرف زكريا وأخبرنا أنه يترجم لزكريا وسبق استضافته بجامعة بون.
في مداخلته تحدث د. أحمد الفلاحي - وهو متابع شغوف لزكريا – وقال: زكريا يكتب باليومي، فالشعر وسيلته للتقليل من أحزانه، فهو يدعو إلى الطبيعة ومشاهدة الرياح، فهو بجنونه وشعره يحارب بالكلمة، ويعطي المتلقي مساحة للتأمل، فهو له قدرة على اقتناص اليومي بلغة سهلة وممتعة ونصه يستمد قوته من الجمعي نشترك جميعا معه الذات، الغربة والوطن.
ثم تداخل د. عاطف الدرابسة وأكد أن سماعه لنص زكريا قد أدخله إلى عالم الدهشة، والدهشة هنا هي التي تجعلنا في حيرة، فهنالك تحولات بديعة كما في نص الخشب والمنشار فنحن في حالة تأملية، فنحن مع شاعر ولغة مبتكرة، إبتكارات في الرموز واللغة وشاعرية تستحق النقد.
توالت الآراء وهي مهمة جدا يصعب تلخيصها في عجالة وقد أثيرت نقاشات عدة حول قصيدة النثر وجماليتها وسمعنا بعض المقطوعات من عزف الضيف زكريا أحمد شيخ وبعض الأغاني الكردية ومقتطفات من هذا المنجز الجميل. 
هذا ونوهت الأحاديث لما يقدمه المنتدى العربي الأوربي للسينما والمسرح والذي يحتفي بالمنجزات الإبداعية وينظم ملتقيات مهمة، وسنكون من 17 إلى 20 يونيو/حزيران على موعد الملتقى الأول لقصيدة النثر العربية في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، ببرنامج ثري يشمل ست أمسيات شعرية ونقدية وثلاث ندوات فكرية ستقدم 13 ورقة ودراسة حول قصيدة النثر، كما ٱن هناك فعاليات مهمة خلال شهر يونيو/حزيران الجاري يمكنكم متابعتها على حساب فايسبوك حميد عقبي وصفحة المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح.
تعالوا نتذوق جماليات قصيدة هذا الشاعر ونرفق بعض نصوصه:
نومُ الخشب
ليسَ بإمكانِ الأخشابِ النومَ
حينَ يكونُ هناكَ منشار بالقربِ
تبقى طوالَ الوقتِ مستيقظةً، قلقةً على مصيرِها،
بالطبعِ ليسَ كلُّ الخشبِ يُصابُ بالقلقِ
فقط الخشبُ الذي لا يعجبُهُ ما سيؤولُ إليهِ لا ينام .
الخشبُ الذي سيغدو كماناً أو ناياً
ينامُ مبتسماً وبعمقٍ كبيرٍ،
كذلكَ الخشبُ الذي يحبُّ المغامرات
والسفرَ ورؤيةَ البحارِ والمحيطاتِ
ينامُ بسعادةٍ بالغةٍ
إنْ تأكدَ أنَّهُ سيتحولُ لسفنٍ وبواخر 
ينام برضى أيضاً
ذلكَ الخشبُ الذي سيصبحُ توابيتَ
يقولُ لنفسِهِ
إنَّهُ على الأقلِ لنْ يغادرَ الأرضَ حتى آخرِ نفسٍ في صدرِهِ
وهذا ما تحبُّهُ الأخشابُ أنْ تبقى متصلةً بالأرض .
بعضُ الأخشابِ تعشقُ تحولَها لخزنٍ وطاولاتٍ
فتنامُ مسرورة .
بعضُها تنامُ بفخرٍ وغرورٍ إنْ تأكدَتْ أنَّها ستصبحُ منصات
يقفُ عليها كبارُ الفنانينِ والفنانات.
أعمقُ نومٍ تنامُهُ الأخشابُ التي ستتحولُ لألعابِ أطفال .
وحدها الأخشابُ التي لا تعرفُ مصيرَها
لا تعرفُ النوم.