تونس تنتفض تشكيليا

اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين يقدم العديد من الأنشطة والفعاليات خلال سنة 2020.
يمكن لكل فنان الترشح للمشاركة بعمل واحد أو عملين من مختلف الأحجام والتقنيات على أن يكون حديث العهد ولم يعرض سابقا
الإبداع لا يكون إلا نتيجة بحث في الحكمة المعرفية التي تمكن من تجاوز الموجود ونشدان المنشود

ضمن الأنشطة الثقافية لاتحاد الفنانين التشكيليين وبمناسبة الذكرى التاسعة للثورة التونسية، ينظم اتحاد الفنانين التشكيليين بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافة بين عروس وفي رواق الفنون ببن عروس معرضا جماعيا بعنوان هو " محطات" وذلك بمشاركة فنانين منهم:  عبداللطيف الرمضاني والمنجي معتوق وعبدالوهاب الشارني ونزيهة الصولي والحبيب بيده وسمير التريكي وعواطف ريدان ورشيد الفخفاخ وعدنان الحاج ساسي وشهلة سومر وليلى سلماوي وعمر الغدامسي وربيعة الرينشي ولمجد النوري وفوزية الهيشري وهيام القطي وعايدة الكشو وسارة بن عيسى، وذلك انطلاقا من الجمعة 24 يناير/كانون الثاني 2020. 
وضمن  الشهر الوطني للفنون التشكيلية من خلال الدورة التاسعة في الفترة من 6 مارس/آذار الى 1 أبريل/نيسان 2020 ينظم اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين بإشراف وزارة الشؤون الثقافية ومع بلدية تونس، ودار الثقافة المغاربية ابن خلدون ورواق بن عروس، الدورة التاسعة للشهر الوطني للفنون التشكيلية. 
وفي بلاغ الاتحاد للمشاركين يرد ما يلي: "حيث يمكن لكل فنان الترشح للمشاركة بعمل واحد أو عملين من مختلف الأحجام والتقنيات على أن يكون حديث العهد ولم يعرض سابقا وأن تتوفر فيه شروط العرض والسلامة، وأن لا تتجاوز أبعاده المتر و80 سم عرضا 1،80. وتقدم الأعمال قبل يوم 15 فبراير/شباط 2020 إلى مقر الاتحاد كما تيشرف على تنظيم هذه التظاهرة لجنة مستقلة من أعضاء الإتحاد من صلاحياتها قبول وفرز وتوزيع الأعمال على كافة الفضاءات المخصصة للعرض. وقد تأسس اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين سنة 1968 ومقره بدار الثقافة أحمد خير الدين بجهة باب العسل بتونس.
وضمن الندوات الفكرية العلمية السنوية للاتحاد وجه الاتحاد دعوة للمشاركة في الندوة السنوية لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين 2020 ضمن مبحث مهم وهو نقد النقد في سياق أدوار ومهام النقد في تنمية الفن الصانع للمعرفة وقدم الفنان والناقد الجامعي الحبيب بيدة ورقة لتأطير الفعالية فيها ما يلي: "تعيش الفنون التشكيلية في تونس وفي العالم العربي مفارقة غريبة تتمثل في كثرة الذين يسمون أنفسهم فنانين تشكيليين في مختلف الانماط المتعارف عليها بالقديمة والأنماط الجديدة التي التصق بها مفهوم المعاصرة، وهذا موضوع لا نزال نتجادل حوله .إذا كثر الفنانون الذين تعلموا الفن التشكيلي في اكاديمياته والذين تدربوا على تقنياته بمفردهم أو في نوادي هواة، وانفتح سوق الفن على المحظوظين منهم بدون أن يكون لهم مساندون من النقاد المقيمين لأعمالهم، وبالعكس فلم يلعب النقد بالنسبة للآخرين دورا كبيرا في تنمية فنهم وإيجاد مكان لهم في السوق الفنية وباختصار فإن كمًّا كبيرا من الأعمال بقيت دون تأريخ ودون تقييم نقدي، الأمر الذي جعلها تتخذ شكل الأشياء الزخرفية ولا تجد مكانها سوى في مواقع تزيينية دون أن يكون لها عمق معرفي جمالي، والحال أن الفن منذ وجوده كانت له أدوار حضارية ومعرفية وجمالية في صنع المعنى. ويعلمنا الفلاسفة القدامى منذ القرن الحامس قبل الميلاد أن الفن وخاصة منه التشكيلي كان دائما مرافقا بنقد مضمونه وشكله ونقد دوره في المدينة والمجتمع وبالخصوص دوره المعرفي. إذ كان أفلاطون ومن خلفه من المفكرون في كل العصور، يعتبرون الفن صناعة للمعرفة وليس وسيلة للزخرفة، صناعة معرفة وإدراك جماليين والجمال هنا متعلق بالمعرفة ويتأسسان في الثالوث الأفلاطوني (الحق والخير والجمال). فأين نحن الآن من هذا الثالوث؟ وما الذي يثبت أن ما يصنعه الفنانون اليوم معرفة في علاقة بالإدراك الجمالي؟ وما هو موقع الطرف الذي يقيم الفن ويعطيه وجوده المعنوي ويتجاوز به ما يقال إن ادراك الفن شأن لا علاقة له بالفكر ولا بالفهم بل هو شأن له علاقة فقط بالإحساس والعاطفة وإن إدراك الفن مسألة حدسية مباشراتية وهو لا يتطلب تفسيرا و لا قراءة.

فنون تشكيلية
محطات

إنَّ هذا التصور يجعل من النقد المتمثل في القراءة التي تمكن من الفهم واختراق ما هو غامض في العمل الفني أو ما هو غير معروف قبل الممارسة وأثنائها ونتيجتها غير ضروري وبالتالي يعتبر شكلا من أشكال العبث الـتأريخ للفن كممارسة، وكصنع للمعرفة وحتى تدريسه يصبح غير ضروري باعتباره صنعا متوارثا لا ينشد الإبداع، والإبداع لا يكون إلا نتيجة بحث في الحكمة المعرفية التي تمكن من تجاوز الموجود ونشدان المنشود. ويريد هذا الملتقى أن يطرح السؤال هل لازالت فنوننا التشكيلية بكلّ أنماطها وأشكالها حتى الوظيفية منها في حاجة إلى تقييم ونقد جدي منير لمقوماتها؟ ما هو شكل هذا النقد؟ ما هو مضمونه؟ ما طبيعته ومنهجيته؟ وما هي مقومات الناقد حتى يأخذ نقده بعين الاعتبار ويعتبر منيرا لإشكاليات العمل الفني ومدى قدرة هذا العمل على الاضافة المعرفية الجمالية؟ وهل باستطاعة اللغة الكلامية أن تتطابق حقا باللغة التشكيلية تفسيرا وتأويلا دون الزيغ عنها وإدخال المدرك في متاهات لا علاقة لها بها؟
ويمكن في هذا الملتقى أن نتناول بالدراسة بعض النصوص النقدية التي نالت جوائز محلية وعربية ونقدها علميا، في إطار ورشة تنظم على هامش الندوة. وستقدم مداخلات متنوعة لنخبة من النقاد للحديث عن تجاربهم ومناهجهم في نقد الأعمال الفنية. وينتظر هذا الملتقى إجابات في صورة دراسات علمية ونقدية وشهادات لبعض ممارسيه. والمشاركة مفتوحة لكل الباحثين التونسيين. وينسق الندوة رئيس الاتحاد الفنان والجامعي وسام غرس الله.
سنة 2020 حافلة بالفعاليات والأنشطة بالنسبة لاتحاد الفنانين حيث يجتمع الفعل الفني التشكيلي الإبداعي بالفعل النقدي وغير ذلك.