تونس وفرنسا تكشفان هوية منفذ هجوم نيس
تونس - قال مصدر أمني تونسي ومصدر بالشرطة الفرنسية إن المشتبه به التونسي في هجوم نيس بفرنسا يدعى إبراهيم العويساوي ويبلغ من العمر 21 عاما.
وقال المصدر التونسي إن العويساوي ينحدر من قرية سيدي عمر بوحجلة بمحافظة القيروان وكان يقيم مؤخرا في صفاقس، مشيرا إلى أن الشرطة زارت أسرته هناك اليوم الخميس.
وقال مسؤول الادعاء في قضايا الإرهاب بفرنسا اليوم الخميس إن المشتبه به الهجوم داخل كنيسة بمدينة نيس وصل بالقطار حاملا بطاقة هوية تابعة للصليب الأحمر الإيطالي، مضيفا أنه بدل ملابسه في محطة القطار ثم ترجل إلى الكنيسة ليشرع في هجومه.
وقال جان-فرانسوا ريكارد إن المهاجم تونسي ولد في عام 1999 ووصل مدينة باري الإيطالية يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضح أن كاميرات المراقبة أظهرت الشاب في محطة القطار في نيس، مشيرا إلى أنه سار منها لمسافة 400 متر حتى كنيسة نوتردام.
ولم يتضح ما إذا كان منفذ الهجوم تحرك بمفرده أم أن ثمة جماعة تدعمه بينما لايزال وصوله من ايطاليا إلى فرنسا غامضا ويطرح تساؤلات حول أمن الحدود بين الدول الأوروبية وثغرات سهلت تنقلاته وتنفيذه للهجوم الدموي.
وتردد في البداية أن منفذ الهجوم مهاجر تونسي وصل إلى فرنسا بطريقة غير شرعية قادما إليها من جزيرة لامبيدوزا. وقال محسن الدالي رئيس وحدة الإعلام والاتصال بالمحكمة الابتدائية بتونس اليوم الخميس إن القطب القضائي لمكافحة الإرهاب فتح تحقيقا في شبهة تورط تونسي في هجوم مدينة نيس الفرنسية.
وتعتقد الشرطة الفرنسية أن المهاجم الذي قتل ثلاثة أشخاص في نيس اليوم الخميس تونسي، لكن البلد الديمقراطي الأفريقي اتخذ خطوات واسعة في مكافحة تهديد المتشددين خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال مصدر فرنسي إن السلطات تعتقد أن المهاجم الذي قطع رأس امرأة مسنة وقتل شخصين آخرين في كنيسة بالمدينة الواقعة في منطقة الريفييرا، تونسي يبلغ من العمر 21 عاما كان قد دخل فرنسا مؤخرا عبر إيطاليا.
ويقول دبلوماسيون إنه بعد خمسة أعوام من مقتل عشرات السياح على يد متشددين إسلاميين في واقعتي إطلاق نار عشوائي في تونس، تحسن أداء الشرطة كثيرا في إحباط المؤامرات والتحرك سريعا للتصدي للهجمات عند وقوعها، لكن سلسلة من هجمات مستمرة أصغر تظهر أن التهديد لا يزال موجودا.
وشكَّل تونسيون واحدة من أكبر فرق المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة الإسلامية، ومع أن الكثير منهم قتلوا في الحروب بسوريا والعراق، عاد بعضهم إلى بلده حيث سجنته السلطات.
وفي الوقت نفسه، رسخت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة موطئ قدم في جزء كثير المرتفعات يصعب الوصول إليه بمنطقة الحدود بين تونس والجزائر، لكن تبين أنها غير قادرة على شن هجمات أبعد من تلك المنطقة.
وآخر هجوم كبير في نيس نفذه أيضا تونسي كان قد هاجر إلى فرنسا في عام 2005 وقاد شاحنة وسط حشد يحتفل بيوم الباستيل في عام 2016 مما أسفر عن سقوط 86 قتيلا.
ونددت وزارة الخارجية التونسية بالهجوم الذي شهدته نيس اليوم الخميس. ورغم أن انتفاضة 2011 نجحت في جلب الديمقراطية وحرية التعبير إلى تونس، فإنها لم تؤد إلى تحسن في مستويات المعيشة أو الفرص الاقتصادية، بل إن أعدادا أكبر من الشبان يسعون للهجرة.
وقالت إيطاليا في سبتمبر/أيلول إن عدد المهاجرين الذين وصلوا خلال العام الماضي على متن قوارب عبرت بهم البحر المتوسط، غالبا إلى جزيرة لامبيدوزا الصغيرة، ارتفع بمقدار النصف فيما يعود جزئيا إلى المتاعب الاقتصادية في تونس.
وتبعد لامبيدوزا 130 كيلومترا فقط عن الساحل التونسي وتحدث شبان تونسيون يعيشون في بلدات ساحلية عن إغراء مستمر يجذبهم للصعود إلى القوارب المتاحة دائما والتي تغادر ليلا على أمل تحقيق الثراء في أوروبا المزدهرة.