تونس وليبيا تعيدان فتح الحدود بعد أشهر من الإغلاق

معبر رأس جدير يعود للخدمة، حيث بدأ مسافرون بعبور الحدود التونسية الليبية في الاتجاهين، فيما يعد فتح الحدود قرار شاق بالنظر لخطورة فيروس كورونا على البلدين المحتويين على أنظمة ضحية هشة.

رأس جدير (تونس) - بدأ مسافرون السبت بعبور الحدود بين تونس وليبيا التي أعيد فتحها منتصف النهار بعد إغلاق دام سبعة أشهر على خلفية تفشي وباء كوفيد-19 الذي أسفر عن تداعيات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق.

وتم إغلاق الحدود نهاية مارس/آذار في إطار الإجراءات المتخذة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، ما أعاق حركة مئات الليبيين والتونسيين الذين يتنلقون بين جانبي الحدود.

وقال مصدر دبلوماسي تونسي إنّ نحو 20 ألف تونسي يتواجدون في ليبيا، حيث يعتبر البلد المجاور ملاذا هاما لعدد كبير من التونسيين للبحث عن مواطن شغل.

وكان من المرتقب توجه رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي إلى الحدود التي عبرها السبت عشرات المسافرين، وفق مراسل فرانس برس.

ومن المتوقع استئناف الرحلات الجوية بين الدولتين عملها الأحد، وفق وزارة النقل التونسية.

وقالت وزارة النقل التونسية في بيان، "تبعا للاتفاق الذي تم بمقتضاه فتح الحدود البرية والجوية بين تونس وليبيا، تعلم وزارة النقل واللوجستيك أنه تقرر استئناف نشاط النقل الجوي بين البلدين الشقيقين ابتداء من 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2020".

وكان قرار الإغلاق قد أثّر سلباً على حركة تبادل تجاري نشط بين الجانبين، وعرقل انتقال العديد من العمّال التونسيين العاملين في ليبيا، في وقت كانت شريحة من الليبيين تزور تونس بانتظام لتلقي العلاج.

كما حد قرار الإغلاق من حركة التجارة غير النظامية بين جانبي الحدود، التي تعمل بها آلاف العائلات في الجنوب التونسي.

وفي نهاية أبريل/نيسان، تمكن أكثر من 600 تونسي علقوا لأسابيع في ليبيا من الدخول عنوة إلى بلدهم بعدما احتشدوا بكثافة عند الحدود، حيث سمحت لهم القوات الأمنية التونسية بالعبور.

وكان عشرات من سائقي الشاحنات الليبية قد علقوا بدورهم في تونس لأسابيع.

ويأتي قرار فتح الحدود عقب التوافق على بروتوكل صحي مشترك بين الجانبين نهاية أكتوبر/تشرين الأول، فيما لا تزال الحدود التونسية مع الجزائر مغلقة، حيث يعد هو الآخر بلدا مهما بالنسبة للتونسيين الذين يشتغلون في مجال التجارة المتبادلة بين البلدين.

وانتشر عشرات الأفراد من الفرق الوقائية الصحية في كامل المعبر وأقسامه، يحملون على ظهورهم مضخات التعقيم المتنقلة للسيارات والأبنية والأجسام الصلبة وامتعة المسافرين.

ويعد فتح الحدود بين ليبيا وتونس قرار شاق لكنه ضروري، فعلى الرغم من التواجد الكثيف للفرق الصحية وسيارات التعقيم، فإنّ مستوى التنظيم يعكس الإدراك بين البلدين لحجم التهديد الذي يشكله الوباء.

ويشير مسؤول مكافحة العدوى بالمعبر حسن القماطي، إلى أن التعقيم متواصل على مدار 24 ساعة يوميا.

ويقول "نقوم بالتعقيم على مدار الساعة (...) إنّه عمل شاق، لكنه ضروري".

ومن أبرز بنود البروتوكول الصحي، إجبار المسافرين على إظهار فحص سلبي يثبت عدم الإصابة بكوفيد-19 قبل 72 من موعد السفر، إلى جانب تقديم تعهد كتابي بالدخول في حجر صحي "ذاتي" لمدة 10 أيام.

وشرعت تونس في فتح حدودها مجدداً نهاية يونيو/حزيران، لإتاحة المجال أمام عمليات التنقل مع أوروبا خلال الموسم السياحي، من دون أن يشمل ذلك الحدود مع جارتيها ليبيا والجزائر.

وكانت قد أغلقت مطاراتها أمام الرحلات الجوية القادمة من الخارج في 17 مارس/آذار الماضي وفي إطار الإجراءات الاحترازية من كورونا.

وبلغ عدد الإصابات بكورونا المستجد في ليبيا 72628 إصابة منذ نهاية مارس/آذار الماضي وتعافى 43259 شخصا وتوفي 995، فيما وصلت حصيلة إصابات تونس 77.668، بينها 2.209 وفيات، و52.912 حالة تعاف.