جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة توزع على 11 فائزا

نوري الجراح: الأعمال المتسابقة تشير إلى الاهتمام المتزايد بأدب الرحلة.
محمد أحمد السويدي: تعدد لافت في وجهات السفر في الأعمال الفائزة لهذا العام

أبوظبي - أعلنت جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة أسماء الفائزين لدورة العام 2023 – 2024 والتي ذهبت إلى 11 كاتبا وباحثا من تونس وقطر والسعودية وسوريا ومصر وليبيا والمغرب.

وفاز بالجائزة في فرع الرحلة المحققة أحمد إبراهيم النعسان من سوريا عن تحقيق كتاب "مسلية الغريب في كل أمر غريب – رحلة إلى البرازيل" لعبدالرحمن بن عبدالله البغدادي الدمشقي المدني الحسني، وأحمد جمعة عبدالحميد ويحيى زكريا السودة من مصر عن تحقيق كتاب "سفير المرتاد ورائد الإسعاد" لعلي بن يحيى بن أحمد الكيلاني القادري الحموي.

وفي فرع الرحلة المعاصرة، فاز بالجائزة أبوالحارث موسى إبراهيم من ليبيا عن كتاب "جولات في العالم" ومحمد خليل من المغرب عن كتاب "هكذا عرفت الصين".

وذهبت الجائزة في فرع اليوميات إلى حسونة المصباحي من تونس عن كتاب "أيام في إسطنبول".

وفي فرع الدراسات فاز كل من نور الدين بلكودري من المغرب عن "التخييل في الرحلة العربية المعاصرة"، ومحمد رضا بودشار من المغرب عن "الأندلسيون الأواخر في الرحلات الأوروبية إلى إسبانيا"، وعذبة المسلماني من قطر عن "الخطاب السردي في رحلتي الغساني والورداني".

ونال الجائزة في فرع الرحلة المترجمة، إبراهيم بن محمد البطشان من السعودية عن ترجمة كتاب "المغرب.. الناس والبلاد"، واحسين حمد احسين محمود من ليبيا عن ترجمة كتاب "بحثا عن الطوارق الملثمين"، وعماد الأحمد من سوريا عن ترجمة كتاب "حجر الدم".

ومن المقرر تنظيم حفل تسليم الجوائز على مرحلتين في كل من مدينة طنجة المغربية والعاصمة الإماراتية أبوظبي في موعدين يحددان لاحقا.

والجائزة التي تأسست في عام 2000، وقدمت للمرة الأولى سنة 2003، يمنحها سنويا المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الآفاق في أبوظبي ولندن لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة.

عدد المخطوطات المشاركة هذا العام بلغ 67 مخطوطا جاءت من 13 بلدا عربيا وأجنبيا

وتحمل هذه الجائزة التي يرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي، اسم ابن بَـطُّوطَة وهو الرحالة الشهير والمؤرخ والقاضي والفقيه المغربي الذي لقب بأمير الرحالين المسلمين. جاءت هذه الجائزة التي تحمل اسمه تكريما وتخليدا له.

وتعتبر الجائزة التي يشرف الشاعر السوري نوري الجراح، مدير المركز العربي للأدب الجغرافي، على تنظيم وتوزيع جوائزها السنوية، شكلا من أشكال تشجيع الكتاب والمهتمين بهذا النوع من الكتابة على إنجاز مشاريع التحقيق والبحث والتأليف في الأدب الجغرافي، أو في أدب السفر والرحلات.

وقال الشاعر نوري الجراح في بيان "الأعمال المتسابقة هذا العام تميزت كالعادة بوفرة المخطوطات التي تنتمي إلى فروع الدراسات والرحلة المعاصرة والرحلة المترجمة، وهو ما يشير إلى الاهتمام المتزايد بأدب الرحلة تحقيقا ودراسة وفق وعي متنام بخطورة هذا الأدب وأهميته في استكشاف نظرة العربي إلى ذاته في علاقته بثقافته، وإلى الآخر في اختلافه الثقافي".

وأضاف "بالنسبة إلى الرحلة المعاصرة واليوميات نلحظ تطورا في لغة الكتابة المعاصرة، فيوميات الرحالة أخذت تميل أكثر فأكثر نحو تسجيل سفر الذات في وجهتين: جغرافية الآخر، ودواخل الذات وأسئلتها الوجودية".

وأشار إلى أن وفرة وجودة الأعمال الرِّحْلِيّة المترجمة عن الإنجليزية هذا العام، بعضها نال الجائزة وبعضها الآخر جرى التنويه به وسيحظى بالظهور في عداد منشورات الجائزة.

وبلغ عدد المخطوطات المشاركة هذا العام 67 مخطوطا جاءت من 13 بلدا عربيا وأجنبيا، توزعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحققة، واليوميات، والرحلة الصحفية والرحلة المترجمة.

وتشكلت اللجنة العلمية للجائزة من الأساتذة د. خلدون الشمعة، د. عبدالرحمن بسيسو، د. أحمد برقاوي، ولجنة التحكيم من الأساتذة: د. عبدالنبي ذاكر، د. الطائع الحداوي، د. شعيب حليفي، الأستاذ مفيد نجم، الأستاذ فاروق يوسف، أعضاء، الأستاذ إبراهيم الجبين منسقا لأعمال اللجنة.

وهنأ راعي الجائزة الشاعر محمد أحمد السويدي الفائزات والفائزين، منوها بتعدد لافت في وجهات السفر في الأعمال الفائزة لهذا العام بحيث غطت الأعمال أربع قارات، مشيرا في الوقت نفسه إلى ذلك الثراء الذي باتت عليه مكتبة أدب السفر في الثقافة العربية.

وأعرب السويدي عن سعادته الكبيرة بما حققته الجائزة من حضور مؤثر في حياة الأدباء والباحثين، إنْ مِنْ خلال ما أضافته إلى خزانة أدب الرحلة هذا العام أو ما راكمته على مدار ما يقرب من ربع قرن، منذ أن تأسست، لتسد بما أنجزته فراغا كبيرا في حقلٍ لطالما كان للعرب فضل الريادة فيه منذ القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، إلى أن أهديا البشرية في القرون الوسطى رحالة باتت رحلته اليوم أثرا إنسانيا نفيسا هو شمس الدين الطنجي ابن بطوطة.