جبهة تيغراي تحشد لهجوم واسع على أديس أبابا

السلطات الإثيوبية تدعو سكان العاصمة للتسلح في مواجهة هجوم محتمل قد تشنه قوات جبهة تحرير تيغراي التي تؤكد أنها سيطرت على عدة بلدات وأنها تخطط للزحف إلى العاصمة.
اثيوبيا تعلن حالة الطوارئ وواشنطن تحذر جبهة تيغراي من الهجوم على أديس أبابا
سلطات أديس أبابا تدعو السكان للاستعداد للدفاع عن الأحياء التي يقيمون فيها
جبهة تحرير تيغراي تتحول من الدفاع إلى الهجوم بعد التحالف مع ممردي إقليم أورومو

أديس أبابا - تتسارع التطورات في أثيوبيا في وضع يقترب أكثر إلى حرب أهلية دموية بعد أن استعاد المتمردون ممثلين في جبهة تحرير تيغراي قوتهم وأعادوا ترتيب صفوفهم ليس فقط في منطقة نفوذهم وإنما باتت أنظارهم صوب العاصمة أديس أبابا بينما باتت السلطات الإثيوبية في موضع دفاع بعد أن كانت في وضع هجومي العام الماضي.  

ودعت سلطات العاصمة الإثيوبية أديس أبابا السكان للاستعداد للدفاع عن الأحياء التي يقيمون فيها بعد أن أشارت القوات المتمردة في إقليم تيغراي بشمال البلاد والتي تقاتل الحكومة المركزية منذ عام، إلى أنها قد تزحف صوب المدينة، بينما أعلن مجلس الوزراء الإثيوبي الثلاثاء حالة طوارئ في كل أنحاء البلاد بعدما سيطر المتمردون على مدينتين رئيسيتين في محاولة للتقدم نحو العاصمة على ما يبدو، كما أفادت وسائل إعلام رسمية.

وحذّرت الولايات المتحدة الثلاثاء متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي من التقدم نحو أديس أبابا بعد تحقيق مكاسب ميدانية في شمال العاصمة الإثيوبية وحضت على إجراء محادثات بدلا من ذلك.

وقال جيفري فيلتمان مبعوث واشنطن الخاص إلى القرن الإفريقي في معهد السلام الأميركي "دعوني أكون واضحا: نحن نعارض أي تحرك لجبهة تحرير شعب تيغراي إلى أديس أو أي تحرك للجبهة لمحاصرة أديس أبابا".

وقالت إدارة أديس أبابا في بيان نشرته وكالة الأنباء الإثيوبية إن السكان يجب أن يستخرجوا تراخيص بحمل أسلحتهم وأن يتجمعوا في الأحياء السكنية، مضيفة أن السلطات تجري تفتيشا من بيت إلى بيت في العاصمة وتلقي القبض على مثيري الاضطرابات.

وبحسب البيان "يستطيع السكان التجمع في محال إقامتهم وأن يحرسوا الأماكن القريبة منهم... ننصح من بحوزتهم أسلحة ولكنهم لا يستطيعون المشاركة في حراسة الأماكن القريبة منهم بأن يسلموا هذه الأسلحة إلى الحكومة أو إلى أقرب أقاربهم أو أصدقائهم".

وصدر هذا النداء بعد أن قالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إنها سيطرت على عدة بلدات في الأيام الأخيرة وإنها تبحث الزحف على أديس أبابا التي تبعد نحو 380 كيلومترا عن مواقعها المتقدمة.

واندلع الصراع في ليل الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في الإقليم الشمالي. وردا على ذلك أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد المزيد من القوات إلى المنطقة.

وهيمنت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على الحياة السياسية في إثيوبيا لقرابة ثلاثة عقود لكنها فقدت الكثير من نفوذها عندما شغل أبي أحمد المنصب في عام 2018 بعد احتجاجات مناوئة للحكومة استمرت سنوات.

وساءت العلاقات مع الجبهة بعد أن اتهمت أبي أحمد بأنه يحكم البلاد مركزيا على حساب الولايات الإثيوبية. وهو ما ينفيه قطعا.

وزعزعت الحرب التي يتسع نطاقها استقرار ثاني أكبر الدول الأفريقية سكانا والتي كانت تعتبر حليفا مستقرا للغرب في منطقة مضطربة.

وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي جيتاتشيو رضا اليوم الثلاثاء إن قوات تيغراي سيطرت على بلدة بوركا في إقليم أمهرة المجاور.

وأوضح في مطلع الأسبوع أن قوات تيغراي سيطرت على بلدتي ديسي وكومبولتشا. وخالف متحدث باسم الحكومة الاتحادية ما جاء في تصريحات المتحدث باسم قوات تيغراي لكنه أصدر بيانا في وقت لاحق قال فيه إن "متسللين" قتلوا مئة شاب في كومبولتشا.

وليل أمس الاثنين قالت قوات تيغراي إنها انضمت إلى مقاتلين من قوات في إقليم أورومو يقاتلون الحكومة المركزية أيضا. والأورمو هم أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا. وكثير من زعمائهم السياسيين في السجون.

وتسبب الصراع في معاناة نحو 400 ألف شخص في تيغراي من المجاعة كما أودى بحياة آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليونين ونصف المليون على النزوح عن ديارهم.