جميع الدول تفشل في حصر استهلاك الملح في المستويات الموصى بها

دراسة مثيرة للجدل تفيد ان الملح يسبب الأمراض القلبية الوعائية والجلطات الدماغية فقط لدى مجموعات يتخطى معدل الاستهلاك لديها 12,5 غراما في اليوم.
خبراء ينتقدون تحليل البول لتقييم مستويات استهلاك الملح

باريس– دعا باحثون إلى تركيز جهود تقليص استخدام الملح على البلدان التي تستهلك شعوبها كميات كبيرة منه مثل الصين، مشيرين إلى أن أيا من البلدان لم ينجح في حصر الاستهلاك بالمستويات الموصى بها.
وفي دراسة جديدة مثيرة للجدل نشرتها الجمعة مجلة "ذي لانست"، أشار الباحثون إلى صلة بين تناول الملح والإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والجلطات الدماغية "فقط" لدى المجموعات التي يتخطى معدل الاستهلاك فيها 12,5 غرام أي ما يوازي ملعقتين صغيرتين ونصف الملعقة يوميا. وهذا يعني تناول كمية تفوق 5 غرامات يوميا من الصوديوم، المكوّن الرئيسي للملح المستخدم في الطعام.

الملح
مخاطر صحية عديدة

ويسجل هذا الاستهلاك الكبير خصوصا في الصين في وقت 15% فقط تقريبا من المجموعات التي شملتها الدراسة خارج الصين بلغت هذا المستوى من الاستهلاك، وفق الدراسة التي تناولت أكثر من 95 ألف شخص تراوح أعمارهم بين 30 عاما و70 ويتوزعون على أكثر من 300 جماعة في 18 بلدا. وتوصي منظمة الصحة العالمية بحصر استهلاك الصوديوم بما دون غرامين يوميا (أي أقل من 5 غرامات من الملح يوميا)، لكن لم ينجح أي بلد في بلوغ هذا الهدف بحسب الأستاذ الجامعي أندرو مينتي الباحث في معهد بحوث الصحة السكانية في مركز هاميلتون هلث ساينسز وفي جامعة ماكماستر الكندية.
وقال مينتي "دراستنا تظهر ضرورة استهدافنا بدرجة أكبر المجتمعات والبلدان التي تسجل معدل استهلاك كبير للصوديوم مثل الصين، لإعادتها إلى مستويات معتدلة (3 غرامات إلى 5 يوميا)".
غير أن خبراء ينتقدون الوسائل المستخدمة في هذه الدراسة بينها تحليل البول لتقييم مستويات استهلاك الملح، مشككين في دقتها.
وتندرج هذه الدراسة في السياق عينه لأخرى أجراها الباحثون عينهم وأثارت نتائجها التي نشرت في 2016 جدلا كبيرا لدرجة أن البعض وصفها بأنها شكل من أشكال "العلوم السيئة".
وأكدت الدراسة المذكورة أهمية الحد من استهلاك الأطعمة الغنية بالملح لدى الأشخاص الذين يعانون ارتفاعا في ضغط الدم، لكنها أشارت إلى أن استهلاك القليل من الملح (أقل من 3 غرامات من الصوديوم يوميا) أمر مضر من شأنه زيادة خطر الأمراض القلبية والوفيات لدى جميع الأشخاص سواء كانوا يعانون ارتفاعا في ضغط الدم أو لا.