جنوب اليمن يداوي آثار انتهاكات حزب الإصلاح

المجلس الانتقالي الجنوبي يسهر بدعم من الامارات على علاج جرحى الاجتياح الذي نفذته قوات الحكومة اليمنية.

عدن - تحاول المحافظات جنوب اليمن الخروج من تبعات الهجوم الذي شنه مسلحوا حزب الاصلاح المخترق للحكومة اليمنية.

وكانت قوات الحزام الامني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تمكنت من التصدي لمحاولة الحكومة الشرعية المدعومة بعناصر الإصلاح من اجتياح عدن وابين في اب/اغسطس حيث الحقت بتلك القوات هزيمة مذلة.

ولكن رغم هزيمة المسلحين المنتمين لاخوان اليمن الا ان اثار انتهاكاتهم لامن واستقرار سكان الجنوب اليمني بدت واضحة سواء في التدمير الذي طال بعض المرافق والمنشئات اضافة الى الاصابات التي تعرض لها عدد من المدنيين والمسلحين الذين رفضوا تسليم مدينتهم لعناصر الاصلاح.

وتواصلت انتهاكات المجموعات الارهابية واستهدافهم لاستقرار المناطق الجنوبية حيث اعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك الخميس استشهاد المقدم ركن بندر بن مزيد العتيبي قائد قوات التحالف المتواجدة في المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت مع عدد من مرافقيه.

وندد بن بريك بالعمل الإرهابي في تغريدة على تويتر والذي بدى كنتيجة لحالة الفوضى التي تسبب فيها حزب الإصلاح وحلفاؤه من الجماعات المتطرفة بعد ان كانت المنطقة مستقرة.

وكشف هاني بن بريك عن حجم الضرر الذي لحق باهالي المناطق التي تعرضت لهجمات الاخوان.

وبداية الأسبوع الجاري زار بن بريك جرحى الهجمات الذين يعالجون في مصر على نفقة الإمارات العربية المتحدة.

وأظهرت الصور والمشاهد التي بثها بن بريك في موقعه الرسمية على تويتر المعنويات المرتفعة للقادة العسكريين والمقاتلين الذين ساهموا في افشال هجوم قوات الحرس الرئاسي الذي تحول الى يافطة يتستر بها حزب الإصلاح.

واظهر احد المشاهد حوارا بين هاني بن بريك وقيادي من الحزام الامني فقد بصره نتيجة الاشتباكات حيث دعا الجريح الى ضرورة مقاومة محاولات حزب الاصلاح استهداف الجنوب اليمني وذلك وفق ما نشرته صفحة شؤون جرحى المقاومة الجنوبية في مصر على تويتر.

واستقبلت شؤون جرحى المقاومة الجنوبية في مصر الاسبوع الماضي 22 جريحا لعلاجهم في المستشفيات المصرية على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وثمنت شؤون جرحى المقاومة الجهود الإماراتية الكبيرة لمساندة الشعب اليمني في محنته رغم التحريض قائلة "لم يكن للتحريض على دولة الإمارات من قبل أعداء الأمة العربية أي تأثير على عطاء الدولة تجاه المستحقين والمستفيدين والجرحى وأسر الشهداء في اليمن والجنوب".

وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها دول الإمارات بجهود جبارة لمساعدة الشعب اليمني إنسانيا وذلك على خلفية الاعتداءات التي يقوم بها المتمردون الحوثيون او على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدها جنوب اليمن.

وسيرت هيئة الهلال الاحمر في اب/اغسطس قافلة اغاثة تحمل مساعدات غذائية الى سكان زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوب اليمن التي شهدت معارك بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحكومة اليمنية المدعومين من مقاتلين من حزب الإصلاح الاخواني.

وشملت قافلة المساعدات قرابة ألف سلة غذائية باشرت السلطات المحلية توزيعها على قرابة سبعة الاف شخص من المحتاجين اليها.

وفي يوليو/حزيران وقعت ابوظبي اتفاقا مع وزارة الكهرباء اليمنية لبناء محطة كهرباء في مدينة عدن جنوب البلاد بتكلفة مئة مليون دولار.

ووقعت الإمارات الى جانب السعودية في مايو/ايار، اتفاقيتين مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، لتنفيذ مشاريع إنسانية في اليمن، بقيمة 60 مليون دولار.

وتعهدت كل من السعودية والإمارات بتقديم مساعدات إلى اليمن بقيمة 200 مليون دولار خلال شهر رمضان وهي جزء من مبادرة مشتركة بقيمة 500 مليون دولار أُعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني.

وتفيد إحصاءات وزارة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات بان ابوظبي قدمت 5.41 مليار دولار بين أبريل/نيسان 2015 وديسمبر/كانون الأول 2018 لدعم المساعدات الغذائية الطارئة وإمدادات الطاقة والخدمات الصحية.

واكبر مستفيد من بين المنظمات الدولية هو برنامج الأغذية العالمي الذي تلقى 287 مليون دولار كمساعدة من الإمارات.

وتصدرت الإمارات المركز الأول كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية المباشرة في حالات الطوارئ على مستوى العالم إلى الشعب اليمني خلال عام 2018، فيما صنفت السعودية في المركز الأول كأكبر مانح للدعم الموجه لخطة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن للعام نفسه.

ومكنت هذه المساعدات الإمارات من كسب احترام الشعب اليمني وتقديره الذي وجد في تلك المبادرات وسيلة لمواجهة أزمته الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الحروب خلال السنوات الماضية.

وتنسجم تلك الجهود مع الجهود التي تبذلها السعودية لمساعدة اليمنيين على تجاوز الفوضى وعدم الاستقرار وتحرير بلادهم من تمرد حلفاء ايران.

ورغم التهجم المجاني لاخوان اليمن على الإمارات لكن الرد كان من الشعب اليمني الذي خرج الاسبوع الماضي بمئات الالاف في عدد من محافظات الجنوب اليمني في تظاهرات حاشدة جاءت تحت عنوان مليونية الوفاء للإمارات وتلبية لدعوة أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أفشل في الفترة الأخيرة مخططا اخوانيا لاجتياح عدن.

وتأتي المسيرات الحاشدة كعرفان لدولة الإمارات والتحالف العربي بالجهود التي بذلت ولاتزال في دعم الشعب اليمني وفي تحرير العديد من المحافظات اليمنية من قبضة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

وحملت المسيرات دلالات رمزية بالغة في توقيتها ومضامينها كونها تأتي في خضم حملة تشويه شرسة يقودها المحور الاخواني القطري ضد دولة الإمارات والتحالف من جهة وكونها تشكل رسالة تؤكد عزلة الإخوان من جهة ثانية.

وكان حزب الإصلاح قد دفع بشدة لإفشال حوار جدّة مشترطا التفاوض مباشرة مع دولة الإمارات ورافضا أي مفاوضات مع المجلس الانتقالي، في خطوة ليست بالغريبة على إخوان اليمن الذين اعتادوا حبك المؤامرات وإفشال جهود التسوية السلمية للأزمة.

وشهدت المحافظات الجنوبية منذ نحو شهر توترات شديدة قبل أن تتدخل دول التحالف بطلب التهدئة والدعوة إلى حوار في مدينة جدة.