جهاز ثوري جديد يحد من مضاعفات السكتة الدماغية

جهاز 'فيفيستيم' المطور من طرف شركة مختصة في التكنولوجيا الحيوية يوفر دفعات محفزة من الكهرباء لمساعدة مرضى السكتة الدماغية على استعادة حركات اليد والذراع.

واشنطن - يبشر جهاز "فيفيستيم" الثوري الجديد المطور من طرف شركة "ميكرو ترنسبوردور" الأميركية والمختصة في التكنولوجيا الحيوية بالحد من مضاعفات السكتة الدماغية النزفية.
تعد السكتة الدماغية حالة طوارئ طبية ‫تستلزم التدخل الطبي السريع من أجل إنقاذ الحياة ومنع المضاعفات ‫الخطيرة المحتملة.
وتحدث السكتة الدماغية المرتبطة في كثير من الاحيان بارتفاع كبير في ضغط الدم عندما ‫يتوقف تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ بشدة، وتعجز أنسجة ‫المخ عن تلقي الأكسجين الضروري، وتتعرض خلايا المخ للموت خلال دقائق ‫معدودة.
وتشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية المدخنين والأشخاص ‫الذين يعانون من السمنة وارتفاع ضغط الدم أو داء السكري.
ويمكن علاج السكتة الدماغية في كثير من الحالات باستخدام الأدوية المضادة للجلطات بعد ساعات قليلة من التعرض لها الا ان بعض الحالات تؤدي الى تلف دائم في المخ نتيجة انفجار كبير ونزيف هائل للأوعية الدموية في الدماغ.
وغالبا ما يعاني مرضى السكتة الدماغية النزفية من إعاقات أبرزها عدم القدرة على الكلام او الحركة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم.
ويوفر الجهاز الجديد "فيفيستيم" وهو في حجم علبة الكبريت دفعات محفزة من الكهرباء يمكن أن تساعد مرضى السكتة الدماغية على استعادة حركات اليد والذراع كما ان فعاليته تكون أكبر عند دمجه مع العلاج الطبيعي المكثف.
وينشط جهاز "فيفيستيم" العصب المبهم، وهو عصب كبير يمتد من الرأس والرقبة إلى البطن.
ويقوم الجهاز الثوري بتقوية الذراع واستعادة حركتها بسرعة لدى الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية والذين يعانون من ضعف في الحركة.
ويتم إدخال الجهاز الصغير عن طريق شق عنق أفقي حول الغضروف الحلقي لتنشيط حركة العصب المبهم على الجانب الأيسر من الرقبة أثناء إعادة التأهيل البدني المكثف.
ويشعر المريض بالنبض الكهربائي من الجهاز في الغالب بأنه وخز عابر في الحلق يتبخر مع مرور الوقت.
وأثمرت الاختبارات على الفئران في مرحلة اولى ثم على مئات المرضى المتطوعين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة نتائج واعدة ستساهم في تمهيد الطريق لبروز علاج جديد أكثر نجاعة وفعالية من العلاج الطبيعي المتعارف عليه والذي يستغرق في العادة مدة طويلة لتحقيق نتائج ملموسة.
ويتطلع الباحثون في المستقبل وبعد الحصول على موافقة الجهات الصحية المختصة والموثوق فيها الى اعتماد التكنولوجيا الجديدة بصفة رسمية في  برامج إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية.
وتساعد برامج إعادة التأهيل والتي تشمل بالخصوص العلاج الطبيعي على إعادة اكتساب المهارات التي تأثرت فجأةً بفعل السكتة الدماغية.
ويعد المكون الأساسي في برنامج العلاج الطبيعي العصبي التمرين المتكرر الموجه والمرتكز على هدف معين ومحدد.
وتساهم تمارين المهارات الحركية في تقوية العضلات وتدريب المريض على استخدام الأدوات المساعدة على الحركة، مثل: المشاية، أو الكرسي المتحرك، وتدريبه على استعادة النطق في بعض الحالات المتقدمة.
ويساهم برنامج إعادة التأهيل العلاج الطبيعي في حماية المريض من خطر ظهور مشاكل صحية أخرى مثل التهاب الرئة والتهاب المسالك البولية والقصور الكلوي ووقوع الإصابات نتيجة حوادث السقوط.