جهاز جديد يلتقط البكتيريا في دقائق

جهاز جديد يعتمد على مجهر إلكتروني ويتيح للأطباء خلال 30 دقيقة تحديد ما إذا كان هناك بكتيريا ومدى قابليتها للمعالجة بالدواء.
الأدوية التقليدية تتراجع فاعليتها
البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية من أكبر التهديدات للصحة العالمية

واشنطن – قد ينتهي قريبا العصر الذي يصف فيه الأطباء للمرضى المضادات الحيوية القوية أثناء انتظار نتائج الفحوص المخبرية، بفضل جهاز جديد يوفر هذه النتائج في دقائق.
وابتكر هذا الجهاز فريق طبي من جامعة ولاية بنسلفانيا، ووصف في ورقة بحثية نشرتها "الأكاديمية الوطنية للعلوم" الاثنين.
ويستخدم الجهاز الجديد تقنية متناهية الصغر تمسك خلايا بكتيريا وحيدة وتعرضها تحت مجهر إلكتروني.
وهو يتيح للأطباء خلال 30 دقيقة تحديد ما إذا كان هناك بكتيريا ومدى قابليتها للمعالجة بالدواء، مقارنة بالتحليل المخبري الذي يحتاج حاليا إلى ما بين 3 و5 أيام لتوفير النتائج.

 البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية 

وقال أستاذ هندسة الطب الحيوي والهندسة الميكانيكية باك كين وونغ الذي شارك في تطوير الجهاز "نحن نصف المضادات الحيوية حاليا حتى في حال عدم وجود بكتيريا".
وأوضحت الورقة البحثية أنه إضافة إلى قدرة الجهاز على اكتشاف ما إذا كانت البكتيريا موجودة، يمكنه بدء تصنيف نوعها من خلال تحديد شكل الخلايا.
وأضاف وونغ "هذا الجهاز يحدد وجود البكتيريا وليس نوعها. ما نعمل عليه هو منهج جزيئي تكميلي يتيح لنا إمكان تحديدها".
وبعد التأكد من وجود بكتيريا، تتعرض العينة لمضادات حيوية لتحديد ما إذا كانت مقاومة، وفي هذه الحالة يكون تدخل المضادات الحيوية غير فعال.
واكتشفت دراسة دولية أن التربة الأيرلندية القديمة تحمل خصائص علاجية يمكن أن تتطور إلى نوع جديد من مضادات حيوية فعالة ضد الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية الحالية، بما في ذلك العنقوديات الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA).
قال البروفسور بول دايسون، من كلية الطب بجامعة سوانسي: "اكتشافنا هو خطوة هامة إلى الأمام في مكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية".
وأضاف: "تظهر نتائجنا أن الأدوية التقليدية تتراجع فاعليتها، لذلك نحن بحاجة إلى البحث عن مضادات حيوية جديدة تقاوم الجراثيم، ويبدو أن جزءًا من الحل لهذه المشكلة الحديثة جدًا قد يكمن في العودة إلى الماضي والبحث في التربة عن علاجات جديدة".
وحسب الدراسة، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية قد تقتل ما يصل إلى 1.3 مليون شخص في أوروبا بحلول عام 2050.
وتصف منظمة الصحة العالمية المشكلة بأنها "واحدة من أكبر التهديدات للصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية".
وكانت المنظمة حذّرت في 2017، من "أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية"، التي يمكن فيها أن تؤدي الأمراض المعدية الشائعة والإصابات البسيطة مجدداً إلى الوفاة.
وذكرت أن سبب ذلك راجع إلى أن المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بسبب زيادة جرعات استخدام المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استخدامها.