جهود أممية لدعم الحل السياسي في اليمن

عدة دول تطالب بخفض التصعيد في جميع أنحاء اليمن ووقف إطلاق النار في جميع المناطق.
غوتيريش يقول إن خمس سنوات من الحرب دمرت حياة عشرات الملايين من اليمنيين
الامم المتحدة تحذر من تداعيات تفشي كورونا على اليمنيين

نيويورك - دعت ثماني دول، الخميس، إلى حل سياسي لإنهاء الصراع في اليمن، بعد اجتماع وزاري رفيع المستوى عبر الإنترنت لمناقشة ملف الدولة التي مزقتها الحرب.
وفي بيان مشترك، أكدت الدول الكبرى في الأمم المتحدة التي تتمتع بحق النقض، بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، وكذلك ألمانيا والكويت والسويد، "على الحاجة الملحة لخفض التصعيد في جميع أنحاء اليمن ووقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد".
وأعربت المجموعة عن أسفها لعدم انتهاز الأطراف اليمنية الفرصة للتوصل لوقف إطلاق النار بعد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في آذار/ مارس الماضي إلى وقف فوري للأعمال العدائية.
وقال غوتيريش في بيان موجز للاجتماع المغلق إن خمس سنوات من الحرب دمرت حياة عشرات الملايين من اليمنيين.
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة، وفقا لتصريحات تم تداولها: "مع انتشار جائحة فيروس كورونا، ازدادت الحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض لإنهاء الصراع".
وأضاف غوتيريش أنه بينما تم تسجيل أكثر من 2000 حالة إصابة مؤكدة بكورونا في اليمن، يقدر الخبراء عدد الإصابات بما يصل إلى مليون شخص، بمعدل وفيات يصل إلى 30 %، حيث لحق الدمار بالعديد من المرافق الصحية خلال الحرب.
والاربعاء اكد مسؤول يمني في الحكومة الشرعية بأن الفريق الحكومي سيتوجه اليوم الجمعة إلى مدينة جنيف السويسرية، للمشاركة في اجتماع مناقشة ملف تبادل الأسرى والمعتقلين المنبثق من اتفاق السويد.
ولا يزال الحوثييون يواصل انتهاكاتهم بحق الشعب اليمني واعاقة المساعدات الاممية والانسانية عبر اغلاق مطار صنعاء كما يشنون هجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة على الدول المجاورة خدمة للمخططات الايرانية.
ويدعي المتمردون التزامهم باتفاقيات السلام لكنهم على الارض يمالاسون العنف وينفذون هجمات عبر الاسلحة الايرانية.
ومؤخرا اعلن الجيش اليمني  القبض على "خلية حوثية لتهريب الأسلحة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني".
وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة (تابعة للجيش)، إنه "بعد عملية استخبارية، تمكنت قوات خفر السواحل من القبض (لم يحدد متى) على خلية حوثية تعمل على تهريب الأسلحة بقيادة شخص يدعى علوان فتيني".
وأضاف: "تم اعتراض عناصر الخلية (لم يحدد عددهم) في قارب صيد بمضيق باب المندب، وبحوزتهم جوازات سفر، وهواتف للأقمار الاصطناعية، وجهاز لتحديد المواقع".
وذكر المركز أن التحقيقات مع عناصر الخلية كشفت معلومات مهمة عن شبكات تهريب الأسلحة إلى موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى (غرب)، عبر بحر عُمان، وصولا إلى محافظة المهرة شرقي اليمن.
وأشار إلى أنه "سبق لقائد الخلية (فتيني) السفر إلى إيران مع 4 آخرين، على متن طائرة لنقل الجرحى الحوثيين، حيث خضعوا خلالها لتدريبات خاصة في التمويه والخرائط وقيادة الزوارق وصيانة مكائن المحركات".
واشتدت المعارك بين الحكومة اليمنية والحوثيين منذ مطلع أغسطس /آب الماضي ، في عدة جبهات، خلفت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، إضافة إلى نزوح العديد من الأسر.
ويشهد اليمن، للعام السادس، حربا ضارية بين القوات الحكومية والحوثيين، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.

الكويت تقدّم 20 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن في مواجهة المجاعة
الكويت تقدّم 20 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن في مواجهة المجاعة

وأعلنت الكويت الخميس أنّها تبرّعت بمبلغ 20 مليون دولار لدعم المساعدات الإنسانية في اليمن، في خطوة تأتي بعد يومين من تذكير الأمم المتّحدة دولاً عربية، بينها الإمارة الخليجية، بوجوب الوفاء بتعهّدات ماليّة قطعتها سابقاً لمساعدة اليمنيين الغارق بلدهم في الحرب.

وأتى الإعلان عن هذه المساهمة على لسان وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح خلال اجتماع دولي حول اليمن عقد عبر الفيديو على هامش أعمال الدورة ال75 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ونظّمت الاجتماع كلّ من الكويت والسويد وبريطانيا وألمانيا وشاركت فيه أربع دول أخرى أعضاء في مجلس الأمن الدولي هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

ووفقاً لدبلوماسيين فإنّ دولاً أخرى تعهّدت خلال الاجتماع بتقديم مساهمات مالية لدعم المساعدات الإنسانية في اليمن، لكنّ تفاصيل هذه التعهّدات لم تتّضح بعد.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا" عن وزير الخارجية قوله خلال الاجتماع إنّ "دولة الكويت، إذ تتابع ببالغ القلق الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرّ بها الأشقاء اليمنيّون" تعلن عن "مساهمة قدرها 20 مليون دولار أميركي للمساعدات الإنسانية، وذلك من الموارد المتاحة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية".

وكان نائب الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك حذّر الثلاثاء خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي من "شبح المجاعة" في اليمن.

وحمل لوكووك مباشرة على دول أعضاء في الأمم المتحدة، قائلاً إنّ "الكثير من الأطراف المانحة، ومنها السعودية والإمارات والكويت التي تحمّلت مسؤولية خصوصاً في السنوات الأخيرة، لم تقدّم شيئاً للأمم المتحدة هذه السنة" على الصعيد الإنساني.

واعتبر أنّه "من المستهجن تعهّد تقديم المال ما يعطي الناس أملا بأنّ المساعدة في طريقها إليهم، ومن ثم تحطيم هذه الآمال من خلال عدم الإيفاء بالوعود".