حزب أردوغان لجأ لحيلة إعادة فرز الأصوات لتهريب ملفات سرية

المعارضة تتهم حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ بالسعي لكسب الوقت لاتلاف أو إخفاء ملفات سرية حول عمليات اختلاس محتملة في بلدية اسطنبول.

حزب أردوغان يتجه للتسليم بهزيمته في الانتخابات البلدية
فوز المعارضة ببلدية اسطنبول ينهي 16 عاما من التعتيم حول الصفقات
المعارضة تؤكد أنها لاتزال متقدمة رغم إعادة فرز نصف صناديق الاقتراع

اسطنبول - يتجه حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ للتسليم بنتائج الانتخابات البلدية في اسطنبول بعدما أصر على إعادة فرز الأصوات والتشكيك في نتائجها التي أظهرت فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري (أبرز أحزاب المعارضة) أكرم إمام أوغلو، لكن الأخير أشار أيضا إلى أن لجوء حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عملية إعادة فرز الأصوات يستهدف تهريب ملفات سرية حول عمليات اختلاس محتملة في البلدية.

وينهي فوز المعارضة ببلدتي أنقرة واسطنبول 16 عاما من سيطرة حزب العدالة والتنمية على أهم مدينتين وسط تعتيم حول الصفقات العمومية التي عقدها الحزب الإسلامي المحافظ ووسط شكوك حول حدوث اختلاسات بناء على شواهد سابقة منها تلك التي تعلقت بفضيحة فساد مالي في 2013 وطالت عدد من المقربين من أردوغان بمن فيهم عائلة الأخير.

لكن عمر جيليك المتحدث باسم الحزب الإسلامي المحافظ ردّ على اتهامات أكرم إمام أوغلو بالقول إنها "ادعاءات فارغة"، مضيفا "كل شيء واضح: المناقصات والمبالغ الإجمالية، وقرارات المجلس البلدي".

ويأتي إعلان جيليك بأن حزب العدالة والتنمية الذي طعن بنتائج الانتخابات البلدية بعدما خسر رئاسة بلديتي اسطنبول وأنقرة، سيحترم النتائج التي ستعلن بعد إعادة فرز الأصوات المتواصلة حاليا بغض النظر عن هوية الفائز، بعد أن استغرقت عملية الفرز عدة ايام وهي كافية على الأرجح لإتلاف أو تهريب الملفات السرّية.

وأضاف في لقاء مع وسائل الإعلام الأجنبية في اسطنبول "في نهاية المطاف، ستقول الهيئة العليا للانتخابات إن ذلك المرشح أو ذاك فاز بفارق معين من الأصوات وعلينا جميعا أن نحترم النتيجة".

وبحسب النتائج الأولية للانتخابات البلدية التي جرت الأحد الماضي، انتزعت المعارضة بلدية أنقرة من حزب العدالة والتنمية وفازت كذلك ببلدية اسطنبول بفارق ضئيل.

لكن حزب أردوغان الذي ندد بـ"مخالفات صارخة"، طلب إعادة فرز الأصوات في معظم أحياء المدينتين.

وفي اسطنبول، يضيق الفارق بين المرشحين مع تأكيد المعارضة السبت أنها تحافظ على تقدمها بفارق 18 ألف صوت، بعد إعادة فرز نصف صناديق الاقتراع، مقابل فارق بـ25 ألف صوت قبل إعادة الفرز.

وأكد جيليك أيضا أن حزبه الذي يملك الغالبية في المجلس البلدي في اسطنبول وأنقرة، لن يكون عقبة دائمة إذا تأكد وصول المعارضين إلى رئاسة بلدية كل من المدينتين، موضحا "عملنا دائما مع رؤساء بلدية معارضين، لن نكون في موقع يجعل حياتهم صعبة بشكل متعمد".

واعتبر أن هذه الانتخابات "نجاح كبير" حتى ولو تأكدت خسارة اسطنبول وأنقرة، بعد تذكيره بأن العدالة والتنمية وحليفه الحركة القومية (قومي متشدد) حاز نسبة 52 بالمئة من الأصوات على المستوى الوطني، مضيفا "بعد كل انتخابات نسمع عبارة أردوغان انتهى، العدالة والتنمية انتهى، لكن هذه مجرد أمنية".