شظايا التصعيد في غزة تتطاير في جنوب لبنان
القدس - قال الجيش الإسرائيلي إن ست قذائف أطلقت من لبنان تجاه إسرائيل اليوم الاثنين لكنها سقطت داخل الحدود اللبنانية، مضيفا أن المدفعية الإسرائيلية ردت بإطلاق النار باتجاه مصدر إطلاق القذائف في لبنان.
وقال مصدر أمني لبناني إنه أمكن سماع إطلاق القذائف بجنوب لبنان وإن جهودا جارية حاليا لتحديد الموقع، مضيفا أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت نحو 22 قذيفة على الأراضي اللبنانية.
وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إنها رصدت إطلاق صواريخ قرب منطقة راشيا الفخار في جنوب لبنان، مضيفة في تغريدة على تويتر "اتصل قائد اليونيفيل على الفور بنظرائه في الجيش اللبناني وقيادة الجيش الإسرائيلي وحث على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد في الموقف"، مشيرا إلى أن "الوضع هادئ الآن في المنطقة".
وتسبب القصف اللبناني في انطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية في إسرائيل قرب كيبوتز مسغاف عم على الحدود الشمالية الإسرائيلية مع لبنان.
وهذه ثاني واقعة من نوعها خلال الأيام القليلة الماضية. وأُطلقت ثلاثة صواريخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل يوم الخميس، لكنها سقطت بالبحر المتوسط دون حدوث إصابات أو أضرار.
وفي تطور آخر أصيب خمسة أشخاص على الأقل بجروح الثلاثاء عند الحدود في جنوب لبنان جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي عددا من القنابل الدخانية لتفريق متظاهرين تسلقوا الجدار الفاصل، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام.
ومنذ أيام، يتجمّع العشرات يوميا عند الحدود مع إسرائيل، تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بالتصعيد الدامي في قطاع غزة. وتكرّر لمرتين منذ الخميس إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
وأفادت الوكالة اللبنانية على حسابها بتوتير بحدوث احتكاكات في منطقة العديسة إثر إقدام عدد من المتظاهرين على "تسلّق الجدار الأسمنتي الحدودي الفاصل ورفع أعلام حزب الله.. وإلقاء الحجارة على السياج الحدودي وعلى دبابة" إسرائيلية.
وذكرت أن القوات الإسرائيلية ردّت "برمي القنابل المسيلة للدموع والدخانية، ما تسبّب بسقوط خمسة جرحى وعدد من حالات الإغماء والاختناق".
وشهد جانبا الحدود استنفارا عسكريا الثلاثاء، غداة إطلاق صواريخ عدة من منطقة كفرشوبا في حادثة هي الثانية من نوعها منذ الخميس، استدعت قصفا إسرائيليا مدفعيا على مصادر النيران. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثتين، فيما نفى حزب الله علاقته بهما.
وأحصى الجيش اللبناني في بيان الثلاثاء سقوط عشر قذائف متفجرة وقنبلة مضيئة، معلنا العثور على ستّ منصات إطلاق صواريخ فارغة ومنصة سابعة مجهزة بصاروخ تمّ تفجيره في خراج بلدة الهبارية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد في الأيام الأخيرة أشخاصا عديدين يحاولون تخريب السياج الشائك على حدوده من الجانب اللبناني، محذّرا من أنه ينظر إلى أي محاولة مساس "بسيادة إسرائيل" الإقليمية "بأكبر قدر من الشدة".
وقتل يوم الجمعة الماضي الشاب محمّد طعان (21 عاما)، من عناصر حزب الله، بنيران إسرائيلية في جنوب البلاد، إثر اجتياز مجموعة متظاهرين السياج الشائك، قبالة مستوطنة المطلة الإسرائيلية.
وتأتي التحركات الأخيرة في جنوب لبنان على وقع التصعيد الإسرائيلي الدامي في قطاع غزة الذي أسفر منذ اندلاعه عن مقتل 212 فلسطينيا بينهم 61 طفلا.
وخاضت إسرائيل حربا عام 2006 ضد جماعة حزب الله اللبنانية التي تملك صواريخ متقدمة في جنوب لبنان. وتشهد الحدود هدوءا منذ ذلك الحين. وأطلقت فصائل فلسطينية صغيرة بلبنان النار بشكل متقطع على إسرائيل في الماضي.