حزب سلفي يهاجم الاخوان.. يستهينون بالدم ويسارعون بالتكفير

متابعون لشأن الجماعات الإسلامية وتيار الإسلام السياسي عموما، يعتقدون أن شعارات السلم والحوار والعمل الخيري التي باتت تعتمدها بعض هذه الجماعات إنما هي استقطابية أكثر منها التزاما سياسيا وأخلاقيا.

القاهرة - هاجم يونس مخيون رئيس مجلس شيوخ حزب النور السلفي، جماعة الاخوان المسلمين التي قال إنها جماعة تستهين بالدم وتسارع للتكفير وتعتمد العنف نهجا لتنفيذ أجندتها.

وأشار إلى أن خيرت الشاطر النائب الثاني لمرشد جماعة الإخوان الذي يحاكم في قضايا بينها ما يتعلق بالإرهاب، هو الرجل الحقيقي والقوي في الجماعة، مضيفا أنه كان منزعجا من حزب النور قبل الإطاحة بحكم الإخوان في 2013، "لأنه زاحمه في ساحته".

وفي شهادته عن ثورة 30 يونيو/حزيران التي شهدت تحركات شعبية عارمة لقوى مدنية وسياسية رافضة لحكم الإخوان وانتهت بعزل الجيش للرئيس الاخواني محمد مرسي، تحدث مخيون لبرنامج الشاهد على قناة 'إكسترا نيوز' عن سلوك جماعة الاخوان وكيف كانت تختزل الدين والدنيا في نفسها وتنظيمها.

وقال إنها "استخدمت حركة حازمون كأداة للعنف"، مضيفا "هم (الاخوان) يرون أنفسهم الجماعة الأم وأن الحديث عن الإسلام حق لهم"، في إشارة إلى احتكار الشأن الديني وجعله من اختصاصهم حصرا، في دلالة على رفضهم الرأي الآخر.

وحركة حازمون هي حركة إسلامية سلفية من أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل تأسست في 4 ديسمبر/كانون الأول 2012 ولجأت للاعتصامات ومحاصرة مقرات رسمية وهدد مؤسسها الذي حوكم لاحقا بعد الإطاحة بحكم الاخوان، علنا بالعنف وبالإعلان عن دولة الخلافة الإسلامية من أمام مقر مدينة الإنتاج الإعلامي في 6 أكتوبر.

وقال يونس مخيون "ضمن خلافنا مع الإخوان أنه لا توجد داخل الدولة جماعة لها بيعة، هنا أصبح توجد دولتين ورئيس الجمهورية سيكون ولاؤه لمن"، مضيفا "الإخوان لا يهتمون بالأمور الشرعية العلمية وكانت سلوكياتهم في الانتخابات غير أخلاقية ويستهينون بالدماء في رابعة وغيره ويسارعون بالتكفير".

 وتابع "الدعوة السلفية الخاصة تعرف من هم الإخوان وإلى أين يريدون أن يسوقوا الناس ويخدعوهم. هناك السلفية العامة المنتشرة في القاهرة وهم لا يحصنون أنفسهم من الانجرار للعنف وهم من كانوا في صف الإخوان في رابعة وقبلها، مثل حازمون وغيرهم، بينما موقفنا هو ضرورة حل الأزمة لا تصعيدها".

وتأسس حزب النور السلفي في مايو/ايار 2011 ويقدم نفسه كحزب مدني ذو مرجعية إسلامية سلفية وهو أيضا أول حزب بمرجعية سلفية تقدم بأوراقه في مصر.

وتعتبر جمعية الدعوة السلفية بالإسكندرية حزب النور ذراعها السياسي الوحيد، يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية والدفاع عن الهوية الإسلامية لمصر.

في العام 2015 حذف المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية من برنامجه الانتخابي وعمد للخروج من عباءة الدين لتفادي حلّه بحكم أن الدستور يمنع تأسيس أحزاب سياسية على أساس ديني، بأن سمح بترشيح المسيحيين والنساء علي قوائمه.

وخاض الحزب السلفي في 2012 انتخابات مجلس الشعب المصري، أول انتخابات تشريعية يشارك فيها بعد تأسيسه ضمن تحالف الكتلة الإسلامية وضم حزبي البناء والتنمية والأصالة ذوا التوجه السلفي. وفاز في تلك الانتخابات بنسبة 24 بالمئة من المقاعد (أي 123 مقعد)، منهما 108 مقعد لحزب النور.

وفي انتخابات 2015 حصل على 15 مقعدا ويشارك حاليا مشاركة هامشية في البرلمان المصري حيث حصل الحزب علي 7 مقاعد في انتخابات مجلس النواب عام 2020.

وتأتي تصريحات مخيون على ما يبدو في سياق محاولات التموقع السياسي في خارطة ملتبسة وشديدة التعقيد مع استعداد مصر لانتخابات رئاسية مبكرة على أرجح التقديرات.

وينأى الحزب السلفي بنفسه عن نهج العنف والتكفير الذي اعتمدته حركة حازمون التي توصف بأنها كانت ذراع الإخوان للبطش بخصومها، محاولا أن يظهر كحزب مدني يرفع شعار الحوار ونبذ الاقتتال.

ويعتقد متابعون لشأن الجماعات الإسلامية وتيار الإسلام السياسي عموما، أن شعارات السلم والعمل الخيري والإنساني التي باتت تعتمدها بعض هذه الجماعات إنما هي استقطابية أكثر منها التزاما سياسيا وأخلاقيا.

وسبق لجماعة الإخوان في مصر أن رفعت مثل هذه الشعارات ومثلها في السودان وتونس وليبيا وبمجرد التمكن أو الشعور بأن كياناتها مهددة تحرك أذرعها وأدواتها للبطش بمعارضيها.