حكومة طرابلس تنسحب من محادثات وقف النار

السفير الاميركي يجتمع بقائد الجيش الوطني في زيارة هي الاولى من نوعها الى ليبيا منذ ثماني سنوات.

طرابلس/القاهرة - علقت الحكومة الليبية برئاسة فائز السراج الثلاثاء مشاركتها في محادثات تستضيفها الأمم المتحدة لوقف الحرب الدائرة للسيطرة على العاصمة، بعد أن قصفت قوات الجيش الوطني الليبي مستودع ذخيرة في ميناء طرابلس.
وكانت الأمم المتحدة تستضيف في جنيف محادثات لوقف إطلاق النار بين ضباط من حكومة طرابلس والجيش الوطني الليبي. ويسعى الجانبان للسيطرة على العاصمة في حملة مستمرة منذ نحو عام.
وكانت القوى الخارجية التي تدعم الطرفين المتناحرين قد وافقت على إجراء المحادثات خلال قمة عقدت في ألمانيا قبل شهر وهي القمة التي لم تسفر عن وقف حرب تسببت في خفض صادرات النفط بمعدل مليون برميل يوميا.
وقصف الجيش الوطني الليبي ميناء طرابلس قائلا في بادئ الأمر إنه استهدف سفينة تركية تنقل أسلحة لكنه أوضح لاحقا أنه قصف مستودعا للذخيرة. وقالت قوات طرابلس إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب خمسة.
وقالت وسائل اعلام ليبية ان الفصائل المتحالفة مع حكومة السراج "ردت بالمثل" على مهاجمة ميناء العاصمة.
وجاء الهجوم تزامنا مع زيارة السفير الأميركي ريتشارد نورلاند لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر في أول زيارة لمبعوث أميركي لشرق ليبيا منذ مقتل السفير الأميركي في هجوم ألقي باللوم فيه على فصيل إسلامي في عام 2012.
وردا على هجوم الجيش الوطني الليبي قالت حكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس في بيان إنها علقت مشاركتها في محادثات وقف إطلاق النار.

تركيا أرسلت منذ يناير عدة سفن تنقل أسلحة وشاحنات ثقيلة إلى طرابلس ومصراتة. كما أرسلت عسكريين ومقاتلين سوريين.

وأضافت أنه "بدون وقف إطلاق نار دائم يشمل عودة النازحين وضمان أمن العاصمة والمدن الأخرى من أي تهديد، فإنه لا معنى لأي مفاوضات".
وميناء طرابلس بوابة رئيسية لعبور الغذاء والوقود والقمح والواردات الأخرى إلى منطقة العاصمة التي تشهد قتالا منذ أن بدأ الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية في أبريل/نيسان لانتزاع السيطرة على المدينة، مقر حكومة السراج المدعومة من تركيا.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان إنه "تم إخلاء كل ناقلات الوقود بشكل عاجل من ميناء طرابلس وإلغاء كل عمليات التفريغ، وذلك بعد سقوط قذائف على بعد أمتار من ناقلة محملة بغاز النفط المسال (غاز الطهي) القابل للانفجار كانت تحت التفريغ بالميناء".
ويقول دبلوماسيون إن تركيا أرسلت منذ يناير/كانون الثاني عدة سفن تنقل أسلحة وشاحنات ثقيلة إلى طرابلس وميناء مصراتة في غرب ليبيا. كما أرسلت مقاتلين من الحرب الأهلية في سوريا للدفاع عن طرابلس.
وموانئ شرق ليبيا ومطاراته خارج نطاق سيطرة قوات طرابلس.
وجاء هجوم الثلاثاء في الوقت الذي عقد فيه ضباط من قوات طرابلس وحكومة الوفاق الوطني محادثات غير مباشرة في جنيف للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وكان غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة لليبيا قال إن الطرفين رفضا للمرة الثانية الجلوس في قاعة واحدة.
وأضاف سلامة أنه تلقى شروطا من رجال القبائل المتحالفين مع قوات الجيش الوطني الليبي بشأن إنهاء إغلاق موانئ تصدير النفط في شرق البلاد لكنه اعتبرها "شروطا عامة" ويتعين التعامل معها في حوار تقوده الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل.