حمدوك يحذر من اندلاع حرب أهلية في السودان

رئيس الوزراء السوداني يحذر من تشظي بلاده وانقسامها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وانتشار العنف.
حمدوك يؤكد ان بعض الحالات من تحركات للتعبير عن الرأي تحولت إلى أحداث سلبٍ ونهبٍ للممتلكات
رئيس الوزراء السوداني يبدي تخوفه من تفشي النزاعات بين المجموعات السكانية

الخرطوم - حذر رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك الثلاثاء من تشظي بلاده وانقسامها واندلاع حرب أهلية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية,
جاء ذلك خلال خطاب حمدوك، بثه التلفزيون السوداني الرسمي.
وقال حمدوك "لقد رأيتم ما آلت إليه الأمور، الأيام الماضية من أجواء تنذر بالفوضى وإدخال البلاد في حالة من الهشاشة الأمنية، بلادنا مهددة بالدخول في حالة من التشظي والانقسام بسبب تدهور الأوضاع الأمنية."
ومنذ3 يونيو/حزيران الجاري تشهد شوارع العاصمة الخرطوم إغلاقا للطرق الرئيسية بواسطة إطارات السيارات المشتعلة احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية.
وتابع حمدوك" تحوَّل الأمر في بعض الحالات من تحركات للتعبير عن الرأي إلى أحداث سلبٍ ونهبٍ للممتلكات وترويع المواطنين في عددٍ من المناطق، واعتداءات مباشرة، سبقتها حوادث قتلٍ وتعدٍّ على عددٍ من الثوار، وهناك حالات عنف واعتداء على النساء بصورة غير معهودة".
وأضاف " يجب أن يبتعد الشباب عن كل ما يجرَّهم نحو العنف، التدهور الأمني الآن يعود بالأساس للتشظي الذي حدث بين مكونات الثورة، والذي ترك فراغاً تسلَّل منه أعداؤها وأنصار النظام البائد."
وأشار أن السودان "يواجه ظروفاً قاسيةً تهدِّد تماسكه ووحدته، وينتشر فيها خطاب الكراهية وروح التفرقة القبلية."

السودان يواجه ظروفاً قاسيةً تهدِّد تماسكه ووحدته، وينتشر فيها خطاب الكراهية وروح التفرقة القبلية

وأبدى رئيس الوزراء تخوفه "من تفشي النزاعات بين المجموعات السكانية واندلاع حرب أهلية"، مستدركا "وهذا الخطر لن يهدد بلادنا فحسب، بل سيجرُّ كل الإقليم إلى حالةٍ من عدم الاستقرار، فأي تهديد للاستقرار في بلد مثل السودان، سيمثل حالة نوعية فريدة لم يسبق لها مثيل على مستوى العالم".
وكان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، النائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني، حذر بداية الشهر الحالي من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية بالبلاد.
وقال النائب الأول "السودان في وضع مفصلي غير مريح، تفكك اجتماعي، وسياسيا مضطرب تماما، وفي وضع أمني غير مريح، واقتصاديا تأثر الفقير والغني."
وأشار حميدتي أن الأزمة المعيشية ألقت بظلالها السالبة على الفقراء بالسودان.
ويعد تدهور الأوضاع المعيشية، أحد أبرز التحديات على طاولة حكومة عبدالله حمدوك، وهي أول حكومة سودانية منذ أن عزلت قيادة الجيش في أبريل/نيسان 2019، عمر البشير من الرئاسة (1989: 2019)، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه.
والإثنين، أظهرت بيانات رسمية، ارتفاع معدل التضخم بالسودان بمقدار 15.65 نقطة مئوية إلى 378.79 بالمئة في مايو/أيار الماضي، من 363.14 بالمئة في أبريل/ نيسان الماضي.
ويعاني السودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية) إلى أرقام قياسية.