خامنئي يستحث ميليشيا الباسيج على قمع أشد للاحتجاجات

المرشد الأعلى يؤكد على دور الميليشيا التابعة للحرس الثوري في الدفاع عن النظام فيما تكبد عناصرها خسائر كبيرة.
المتظاهرون احرقوا صور خامنئي في رسالة قوية لرمز النظام الاسلامي
قوات الامن الايرانية تشدد من قبضتها مع اصابة العشرات من المتظاهرين
خامنئي يقول ان التفاوض مع الولايات المتحدة لن يُنهي الاضطرابات

طهران - أشاد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بما وصفها "تضحيات" قوات الباسيج في مواجهة الاحتجاجات التي لا تزال مستمرة رغم القمع الأمني غير المسبوق مشيرا إلى موجة الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة شابة إيرانية كردية أثناء احتجاز الشرطة لها في سبتمبر/أيلول.
وقال خامنئي اليوم السبت إن أفراد قوات الباسيج ضحوا بأرواحهم في ما وصفها بأحداث الشغب.
وتحولت الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني (22 عاما) أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في 16 سبتمبر/أيلول إلى واحدة من أكبر التحديات التي تواجهها القيادة الدينية للبلاد منذ الثورة الإسلامية في 1979.
وفي تحد لشرعية الجمهورية الإسلامية حرق محتجون من جميع أطياف المجتمع صورا لخامنئي ونادوا بسقوط الجمهورية الإسلامية.
وكانت قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني في طليعة حملة نفذتها الدولة لقمع الاحتجاجات على مدار الأسابيع الماضية فيما مثلت الميليشيات ذراع النظام الايراني لقمع احتجاجات سابقة بالحديد والنار.
وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون "ضحوا بأرواحهم لحماية الشعب من مثيري الشغب... وجود الباسيج يظهر أن الثوة الإسلامية بخير".
وتتهم المؤسسة الدينية الإيرانية أعداءها في الخارج، خصوصا الولايات المتحدة، وعملاءهم بالوقوف وراء الاضطرابات.

من جانب اخر قال خامنئي أنّ التفاوض مع الولايات المتحدة لن ينهي الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ شهرين، لأنّ واشنطن ستطالب دائماً بالمزيد.

واضاف "المشكلة ليست أربعة مثيري شغب في الشارع، حتى لو عوقب كل مثير شغب وكل إرهابي... ساحة المعركة أوسع من ذلك بكثير. العدو الرئيسي هو الاستكبار العالمي"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.

وتابع "يقول لنا البعض في الصحف والفضاء الإلكتروني إنه يكفي حلّ مشكلتكم مع أميركا وسماع صوت الشعب، لإنهاء الاضطرابات التي بدأت قبل عدّة أسابيع".

وتساءل "كيف نحل المشكلة مع أميركا؟ هل ستُحل المشكلة بالجلوس والتفاوض والحصول على التزام من أميركا؟" مضيفا  "لا. التفاوض لن يحل مشكلتنا مع أميركا، لأنها تمعن في السعي وراء انتزاع التنازلات من إيران".

ووفق خامنئي، فإنّ الولايات المتحدة تطالب بتخلّي إيران عن برنامجها النووي وتغيّر الدستور وتحصر نفوذها داخل حدودها وتغلق صناعاتها الدفاعية. وشدّد على أنّه "لا يمكن لأيّ إيراني قبول مثل هذه الشروط".

من جهته، تفقد الرئيس إبراهيم رئيسي السبت لمناسبة أسبوع الباسيج، وحدة في هذه القوات في طهران، حسبما أفادت وكالة تسنيم.

وقال أمام أعضاء هذه الوحدة "قمتم بأداء رائع خلال مكافحة مثيري الشغب".

50 من قوات الشرطة لقوا حتفهم في الاضطرابات
50 من قوات الشرطة لقوا حتفهم في الاضطرابات

وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أنه حتى أمس الجمعة قُتل 448 محتجا منهم 63 طفلا. وأضافت أن 57 من قوات الأمن قتلوا أيضا، فضلا عن اعتقال نحو 18170 شخصا.
ولم تذكر السلطات العدد الرسمي للقتلى من المحتجين لكن مسؤولا كبيرا قال يوم الخميس إن 50 من قوات الشرطة لقوا حتفهم في الاضطرابات.
والجمعة أطلقت قوات الأمن الإيرانية النار على متظاهرين عقب صلاة الجمعة في محافظة سيستان بلوشستان التي تشهد اضطرابات، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، حسبما قال نشطاء.
وكان نشطاء قد دعوا إلى تظاهرات في أنحاء البلاد هذا الأسبوع تضامنا مع محافظة كردستان التي تعدّ مع سيستان بلوشستان الأكثر معاناة جراء الحملة الأمنية التي أوقعت قتلى فيما عززت القوات الايرانية من تواجدها في المنطقة بإرسال مدرعات.
ويُسمع في شريط مصور في عاصمة سيستان بلوشستان زاهدان، إحدى المدن القليلة ذات الغالبية السنية في إيران متظاهرون يهتفون "كردستان كردستان سوف ندعمك".

كما يُسمع متظاهرون في تسجيل آخر نشر على مواقع للتواصل الاجتماعي ولم يتم التأكد من صحته، "أكراد وبلوش إخوة، متعطشون لدم القائد"، في إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وقال نشطاء في وقت لاحق إن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في المدينة.
وقالت "حملة نشطاء البلوش" ومقرها لندن على قناة تلغرام إن "العشرات قتلوا أو جُرحوا". ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد من الحصيلة.
ونشرت المجموعة تسجيلا مصورا يظهرا عددا من الرجال وهم يحملون جريحا على ما يبدو، من مسجد زكي في زاهدان، على الأرجح، أكبر مساجد السنة في إيران.
كما نزل متظاهرون إلى شوارع مدن إيرانشهر وخاش وسراوان في سيستان بلوشستان، وفق حملة نشطاء البلوش ومرصد 1500تصوير.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران (هيومن رايتس إيران) ومقرها أوسلو، إن الحرس الثوري الإيراني استخدم معدات عسكرية من بينها رشاشات ثقيلة، لقمع الأهالي.
وتشهد المحافظتان الواقعتان في غرب وشمال غرب إيران تظاهرات بشكل خاص منذ وفاة أميني.
وأصدر النظام القضائي المتشدد في إيران أحكاما بإعدام ستة محتجين على الأقل كما أدين الآلاف بسبب مشاركتهم في الاضطرابات، وذلك حسبما ذكره مسؤولون.
وبعدما اتهم كثير من المشجعين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي المنتخب الوطني لكرة القدم بالانحياز لحملة القمع العنيفة التي تشنها الدولة على المحتجين، أشاد خامنئي بالفريق لفوزه في مباراته أمام ويلز في كأس العالم لكرة القدم أمس الجمعة.
وقال خامنئي "أبناء منتخبنا الوطني لکرة القدم أناروا عيوننا بانتصارهم".
وردد لاعبو المنتخب الوطني الإيراني النشيد الوطني قبل بدء المباراة أمس الجمعة على خلاف ما فعلوه في مباراتهم الأولى أمام إنجلترا في وقت سابق من الأسبوع عندما اختاروا عدم ترديد النشيد في تأييد واضح للمحتجين.